قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد د. مأمون أبو نوار إن الأردن استفاد من نظام SBIRS المتطور لرصد الصواريخ الذي تملكه  الولايات المتحدة الأمريكية وظهر ذلك برصد الصواريخ الايرانية واطلاق صفارات الانذار في الأردن لحظة إطلاقها في المواجهة الأخيرة بين إيران و الاحتلال الإسرائيلي.

وبين إن "الولايات المتحدة تملك نظاماً يعرف بـنظام الأشعة تحت الحمراء الفضائية، وهو يستخدم بشكل أساسي للإنذارات المبكرة والدفاعات الصاروخية تتيحه لدول عديدة، ويحتوي على عدد من الأقمار الاصطناعية المجهزة بأجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء".

وشدد أبو نوار أن "هذا يدعم الأمن الوطني الأردني، وحماية سيادة الأردن على أجوائه،  بعد أن منعت المملكة أي طرف من المتصارعين لتحويل سماء المملكة لساحة صراع، كما يمكن السلطان الأردنية من اصدار التعليمات المسبقة للمواطنين مثل الابتعاد عن الأماكن المفتوحة لسلامتهم وهذا ما رأينها في المواجهة الأخيرة وعبور صواريخ ومسيرات ايرانية فوق اجواء الأردن".

ويتكون النظام من ستة أقمار اصطناعية أطلق آخرها في عام 2022. وتقع هذه الأقمار في المدار الثابت للأرض على ارتفاع يصل إلى 3600 كيلومتر، ويزن كل منها قرابة 4 أطنان. ويمكن لهذه الأقمار، بحسب الموقع الألماني، أن تراقب بشكل دائم أجزاء من روسيا وشبه الجزيرة الكورية والشرق الأوسط.

ويُعدّ نظام SBIRS (Space-Based Infrared System) أو «نظام الأشعة تحت الحمراء الفضائية» أحد أكثر برامج الإنذار المبكر والدفاع الصاروخي تطورًا لدى الولايات المتحدة الأمريكية. تم تطويره ليحلّ محل نظام DSP (برنامج الأقمار الاصطناعية الدفاعية) الذي أُنشئ في سبعينيات القرن الماضي.

يتكوّن النظام من مجموعة أقمار اصطناعية مجهّزة بمستشعرات عالية الدقة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، تستطيع كشف وتتبع عمليات إطلاق الصواريخ البالستية والحرارية حول العالم لحظة انطلاقها تقريبًا. تم إطلاق أول أقمار SBIRS عام 2011، فيما أُطلق آخر قمر ضمن المنظومة في أغسطس/آب 2022، ليكتمل بذلك أسطول مكوّن حاليًا من ستة أقمار اصطناعية تدور في مدار ثابت حول الأرض على ارتفاع يصل إلى نحو 36 ألف كيلومتر.

تتميّز هذه الأقمار بقدرتها على مراقبة مناطق شاسعة بشكل دائم، بما في ذلك أجزاء واسعة من روسيا، شبه الجزيرة الكورية، الشرق الأوسط ومناطق حساسة أخرى. وتتيح هذه الإمكانات للولايات المتحدة وشركائها الحصول على تحذير مبكر من أي تهديد صاروخي محتمل، إلى جانب دعم عمليات الدفاع الجوي، وتوجيه أنظمة الاعتراض بدقة.

يُستخدم نظام SBIRS أيضًا في مجالات أوسع، مثل تقييم نتائج الضربات العسكرية، مراقبة الكوارث الطبيعية الكبيرة، وحتى بعض التطبيقات المدنية والأمنية. وبفضل دمجه مع شبكات دفاعية لدول صديقة أو حليفة، مثل الأردن، يعزز النظام من مستوى الأمان القومي وقدرة هذه الدول على التصدي لأي مخاطر صاروخية في وقت قياسي.