حول اعتصام أمس

الرابط المختصر

سياسياً واعلاميا وأخلاقيا وثقافياً... الى آخره, من غير المفهوم لماذا يتم منع الأردنيين من التعبير عن موقفهم تجاه عدوهم. وقد يسارع أحد بالقول أن حالة العداء الرسمية انتهت, ولكن من قال أن المطلوب من الشعوب أن تكون شعوباً "رسمية" في مشاعرها? وأي نوع من الشعوب سنكون لو تصرف كل منا على أنه وزير خارجية? وهل يتعين على المواطن الأردني عندما يصادف أمامه الخضار والفواكه الاسرائيلية أن يتصرف آخذا بالاعتبار المواثيق الدولية ومعاهدة السلام وأن يعتمد على الطرق الدبلوماسية لتنوب عنه في التعبير عن شعوره تجاه ما يراه من مواقف العدو تجاه الاردن والأمة كلها.

يوم أمس شعرت بمهانة شديدة وأنا أرى محاولات فض الاعتصام التي استمرت أكثر من ساعة ثم امتدت في المخافر لساعات في حين كان الزمن المقرر أصلاً للاعتصام هو نصف ساعة فقط!

هذا من جهة محتوى الاعتصام, لكن لدي ما أقوله تجاه بعض القيادات النقابية والسياسية الذين حضروا الاعتصام. ومع أني أتضامن معهم لما تعرضوا له فيما بعد, لكن قد يكون مفيداً ايراد الملاحظة التالية.

لقد آن الأوان كي ينتهي التقسيم التقليدي للمعتصمين الى صنفين: واحد قيادي مؤدب نظيف لا ينفعل يجلس على المنصة وينتظر الكاميرات, وآخر شعبي يحمل الاعلام والشعارات ويهتف ويصرخ وينفعل.

من موقعي كشاهد عيان, أشير أولاً أن العدد الأكبر من القادة لم يحضروا أصلاً, ولكن أيضاً يمكنني بسهولة القول أن سلوك من حضر منهم في اللحظات الأولى وهي الأكثر اهمية, كان سلوكاً غير موفق, فقد كان بمقدورهم إما أن يتبنوا الاعتصام بوضوح أو أن يعلنوا انتهاءه بشكل يحفظ كرامة المشاركين وكرامة الهدف الذي اجتمعوا من أجله, أو أن يتركوه, وحينها وبمنتهى البساطة سيكون الاعتصام مهما كانت نتيجته تجربة إضافية في مجال التحرك الشعبي.