حول اختبار "تيمس" وتدني نتائج الطلبة الأردنيين
مع انشغال الشارع الأردني بالعديد من القضايا الحساسة، كان لكتاب الرأي والمقالات اهتمام خلال الأيام الماضية، بنتائج الطلبة الأردنيين المتدنية بامتحان "تيمس" العلمي لمادتي الرياضيات والعلوم.
الكاتب فهد الخيطان، ورغم تأكيده على أهمية الامتحان ودلالاته، إلا أنه يؤكد على عدم جواز اختزال مشكلة التعليم في بلادنا به، مشيرا إلى التعليم في المدارس الحكومية لم يكن بخير قبل "تيمس" وبعده.
و"مشكلة التعليم في الأردن، في الأساس، هي مشكلة موارد. إن الفرق بين مستوى طلبة المدارس الحكومية والمدارس الخاصة من الفئتين الأولى والثانية، يتلخص في الموارد المتوفرة للعملية التعليمية؛ مدرسون مؤهلون برواتب منصفة، ووسائل تعليمية حديثة، وبيئة مدرسية ذكية، ومناهج متطورة تحاكي حاجات العصر، ونشاطات لامنهجية تنمّي قدرات الطلبة"، يقول الخيطان.
ويؤكد الكاتب أنه "إذا أردنا تعليما حكوميا منافسا، وبمستوى ما يقدمه القطاع الخاص، فلا بد من مضاعفة ميزانية وزارة التربية ثلاثة أضعاف قيمتها الحالية، على الأقل".
الكاتب محمد الرصاعي، يرى أن نتائج الطلبة الأردنية كانت مخيبة للآمال، والتي دفعت الكثيرين للدعوة لمراجعة العملية التعليمية، وإصلاح الخلل المتسبب في هذا التراجع.
ويرجع الرصاعي هذا التراجع إلى زيادة النسبة المخصصة لمهارات التفكير على حساب المعرفة والتطبيق في معايير الاختبار، فيما يتم التركيز في الغالب في العملية التعليمة في مدارسنا وبنسبة كبيرة على الكم المعرفي دون الالتفات إلى آليات تطبيق المعرفة والتدريب على مهارات التفكير.
ويخلص الكاتب إلى القول إن "التحدي الجاثم أمام خطط التنمية والتطوير محلياً هو التفكير في كيفية التعامل مع تحول المنتج التعليمي من مورد تنموي إيجابي يحقق عائد اقتصادي مرتفع إلى إشكالية تتمثل في كم هائل من الخريجين الجامعيين يساهم في مستويات مرتفعة من البطالة وتداعياتها الخطيرة على المجتمع".
أما الكاتب محمد الخطاطبة، فيلفت إلى أن ناقوس خطر آخر يدق في أهم مؤسسة بالأردن، وهي المؤسسة التعليمية التي تنتج أجيالاً سيتبوأ أبناؤها زمام الأمور كلها في هذا الوطن.
ويجب أن نقرّ، بحسب الخطاطبة، بأن معلمينا يحتاجون الكثير من التدريب والتأهيل، وإخضاعهم لمهارات واختبارات تكنولوجية حديثة تواكب التطور العلمي التعليمي، يتم من خلالها اختيار الأكفأ لتعليم أجيال المستقبل.
واللافت للانتباه أن مستوى الأردن في هذا الاختبار قد هبط إلى مستوى أقل من المتدني؛ إذ تراجع مستوانا في اختبار الرياضيات للصف الثامن 20 نقطة، عن العام 2011، بحسب الخطاطبة.
ويشير الكاتب إلى أن "الأغرب من كل ذلك، أن يدلي نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم، د. محمد الذنيبات، بتصريح خجول حول تلك النتائج، ويعرب فقط عن أمله في تحسن "النتائج" في الدورات المقبلة".
يذكر أن "تيمس" عبارة عن اختبار عالمي في مادتي العلوم والرياضيات لطلبة الصفين الرابع والثامن، ويعقد مرة كل أربعة أعوام، ويركز على قدرة الطالب على التحليل والتفسير وحل المشاكل الرياضية، وتهدف كل دولة مشاركة فيه إلى مقارنة مستواها التعليمي بباقي الدول، وتقييم فعالياتها السياسية والنظم التعليمية.