حمى الاسعار تطال عددا من السلع

الرابط المختصر

بدأت اسعار عدد من السلع الاستهلاكية ولا سيما الاساسية منها تشهد ارتفاعا تدريجيا مع قرب اطلالة شهر رمضان المبارك والذي يتوقع ان يهل هلاله في الثاني والعشرين من شهر آب المقبل.

ففي كل عام وقبيل حلول الشهر الفضيل بعدة شهور يبدأ كبار التجار المستوردين بالتعاقد لشراء احتياجات الشهر ولا سيما ما يعرف بالسلع الرمضانية التي تشهد اقبالا كبيرا خلال الشهر ، وعادة ما تبدأ اسعار تلك السلع بالارتفاع شيئا فشيئا حتى تصل ذروتها نتيجة زيادة الطلب على تلك السلع.

قبل اسابيع قليلة بدأ الحديث عن ارتفاع اسعار عدد من السلع الاساسية ومن ابرزها الارز والسكر والشاي والزيوت النباتية بالاضافة الى التمور التي يزداد الطلب عليها ، ويرجع المختصون في هذا المجال اسباب ارتفاع الاسعار الى مجموعة من العوامل اهمها شح المحصول لبعض الاصناف وارتفاع اجور الشحن وتذبذب الاسعار في البورصات العالمية.

الى ذلك قال الكاتب والخبير الاقتصادي حسام عايش ان رفع الاسعار قبيل شهر رمضان المبارك بات ثقافة يسوقها عدد من كبار التجار والمستوردين لتحقيق المزيد من الارباح باعتبار هذا الشهر المبارك يشكل ذروة الانفاق لدى المواطنين.

ودعا عايش المستهلكين الى ضرورة الابتعاد عن التهافت والتخزين قبيل شهر رمضان المبارك الامر الذي من شأنه ان يسهم في رفع الاسعار ، خاصة وان هناك تطمينات حكومية تؤكد توفر مخزون استراتيجي من السلع ولا سيما الاساسية منها يكفي حاجة المملكة لمدة ستة اشهر ، مشيرا الى اهمية الدور المشترك الذي يمكن ان تلعبة منظمات المجتمع المدني وعلى رأسها جمعية حماية المستهلك والمواطن لتغيير هذه الثقافة والحد من ارتفاع الاسعار.

من جانبه قال مدير عام المؤسسة الاستهلاكية المدنية محمود ابو هزيم ان المؤسسة استكملت كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال شهر رمضان المبارك وذلك من خلال توفير كافة السلع الاستهلاكية التي يحتاجها المواطنون.

واضاف انه وبناء على توجيهات الحكومة بالتخفيف على المواطنين فان المؤسسة تعرض ما يزيد على 11 الف سلعة شاملة كافة المواد التي يحتاجها المواطنون في حياتهم العادية وباسعار اقل من اسعار السوق المحلي بنسبة 5 % - %15 ، مشيرا الى ان الكميات التي ستطرح في اسواق المؤسسة من السلع الخاصة بشهر رمضان المبارك ستكون كافية وكبيرة وفي متناول الجميع.

واشار ابو هزيم ان جميع السلع المعروضة في اسواق المؤسسة ذات جودة عالية وان جميعها تخضع للفحوصات المخبرية لان المؤسسة تعمل على ايجاد الانسب والافضل والاجود وباسعار مناسبة لتكون في متناول يد الجميع ، وحول اصناف السلع الرمضانية التي ستوفرها المؤسسة خلال شهر رمضان قال بان كل ما يحتاجه المواطن سيجده في اسواق المؤسسة وبكميات كبيرة وبسعر منافس.

واضاف ان المؤسسة وفرت الارز بانواعه والقمردين والتمور الحب والمعجون وجوز القلب واللوز والحبوب بأنواعها واللحوم الحمراء والبيضاء المجمدة والزبيب والصنوبر والزيوت والسمنه الحيوانية اضافة الى توفير تشكيلة واسعة من العصائر والشوكولاتة والاجبان الخاصة بمادة القطايف اضافة الى المواد الاستراتيجية الاساسية ، كما عملت المؤسسة على تعزيز اسطولها من الشاحنات لضمان انسياب المواد من المستودعات المركزية الى الاسواق باستمرار ودون انقطاع.

وعن الاسعار للمواد والسلع في المؤسسة ، قال ابو هزيم انها اقل من اسعار مثيلاتها بالسوق المحلي بنسب لا تقل عن %15 وان المؤسسة ستقوم بالتدخل في حالة ارتفاع اسعار أي مادة خلال شهر رمضان المبارك والعمل على تحقيق التوازن السعري والكمي في السوق المحلي وكذلك تقرر تخفيض اسعار العديد من المواد منها مادة الذرة الصفراء من 700 فلس الى 600 فلس وجوز الهند من 2,500 دينار الى 1,300 دينار والترمس الحلو من 800 فلس الى 700 فلس للكيلو غرام الواحد.

وقال مدير عام المؤسسة انه قام مؤخرا بزيارة الى الجمهورية التونسية التقى خلالها وزير التجارة والصناعات التقليدية رضا بن مصباح والمدير العام لمركز النهوض بالصادرات التونسي عبد اللطيف حمام حيث تم التباحث حول زيادة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين ، كما جرى التباحث في زيادة التعاون المتبادل بين المؤسسة والشركات والمصانع التونسية وتزويد المؤسسة باحتياجاتها من المواد الرمضانية التي ليس لها مثيل من الصناعات الوطنية.

واشار الى أن هذه الزيارة جاءت ضمن إجراءات المؤسسة المبكرة لاستقبال شهر رمضان المبارك وتأمين احتياجات المواطنين من المواد الرمضانية بالكميات الكافية والأسعار المناسبة.

وقال ابو هزيم ان المؤسسة لديها مخزون استراتيجي كبير من مادتي العدس الحب والعدس المجروش يتجاوز الالف طن بأسعار معقولة وبمتناول أيدي المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود حيث يباع كيلو العدس الحب بأسواق المؤسسة بسعر 95 قرشا وكيلو العدس المجروش بسعر 1,100 دينار ، مؤكدا التزام المؤسسة بعدم رفع سعر هاتين المادتين رغم ارتفاع اسعارهما في السوق المحلي وتذبذب اسعارهما وان هناك كميات تتناسب واحتياجات المواطنين خلال شهر رمضان الفضيل.

واضاف ان المخزون الاستراتيجي للمواد الغذائية والاساسية متوفر بكميات كبيرة جدا في مستودعات واسواق المؤسسة خصوصا المواد الرمضانية التي يحتاج إليها المواطن خلال الشهر الفضيل وان المؤسسة تعاقدت في الاونة الاخيرة على شراء 30 طنا لوز و 5 اطنان صنوبر و30طنا جوز قلب إضافة الى مخزون المؤسسة من المواد الاساسية الاخرى التي تلبي احتياجات المواطنين وتأخذ بالاعتبار الظروف المعيشية والمادية للمواطنين.

وقال ان الحركة التجارية في أسواق المؤسسة هي حركة نشطة وان هناك اقبالا متزايدا على خدمات المؤسسة حيث بلغت مبيعات المؤسسة عن النصف الأول من هذا العام 54 مليون دينار فيما بلغت عن نفس الفترة من العام الماضي 53 مليون دينار.

واضاف أنه تم طرح عدد من المواد الغذائية الأساسية في كافة اسواق المؤسسة باسعار تناسب ذوي الدخل المحدود وهي سمك مقطوع الرأس منشأ اسبانيا بسعر 1,800 دينار للكغم وفخد دجاج أمريكي بسعر 1,150 دينارا للكغم وشطه حاره وزن 473 ملا بسعر 550 فلسا وكاتشب اسباني 1 لتر بسعر 1,250 دينار ومربى طبيعي يوناني وزن 370غم بسعر 1,300 دينارا ، كما أنه تم تخفيض اسعار الحمص الحب المطبوخ من 750 فلسا الى 700 فلس والعدس الحب المطبوخ من 650 فلسا الى 550 فلسا والفاصوليا البيضاء المطبوخة من 650 فلسا الى 550 فلسا والفاصوليا الحمراء المطبوخة من 650 فلسا الى 550 فلسا وبلغت نسبة التخفيص على المواد المذكورة من 6ر6% الى 3ر15%.

واشار الى أنه وصل الى مستودعات المؤسسة في منطقة خو نحو 19800 عبوة من زيت الزيتون التونسي وزن 1 لتر وكميات كبيرة من العصائر الطبيعية وخل التفاح وخل العنب الطبيعي سيتم صرفها الى اسواق المؤسسة بعد ظهور نتائج الفحص المخبري.

وعلى ذات الصعيد أكد ابو هزيم على عدم رفع أسعار التمور في أسواق المؤسسة المدنية رغم توقعات بارتفاع أسعارها خلال شهر رمضان في السوق المحلي نتيجة تراجع كميات إنتاج الموسم الحالي وزيادة أسعارها في بلاد المنشأ.

وأضاف أن المؤسسة وفرت كميات من مادة التمور تتناسب واحتياجات المواطنين خلال شهر رمضان الفضيل حيث وفرت المؤسسة 50 طنا تمر بالنوى منشأ السعودية إضافة الى 50 طنا من عجينة التمر منشأ الامارات تعبئة الاردن إضافة الى الكميات التي تم التعاقد عليها خلال الزيارة الرسمية الى تونس وسيتم طرحها بأسواق المؤسسة في وقت مبكر لتمكين المواطنين من شراء احتياجاتهم وبأسعار بمتناول أيدي المواطنين حيث سيباع الكيلو غرام من التمر المفرغ من الهواء بسعر 1,30 دينار والتمر مع النوى المبكت بسعر 1,60 دينار للكيلو غرام وعجينة التمر بسعر 1,20 دينار.

وأوضح ان أسعار المواد في المؤسسة أقل من أسعار السلع المناظرة لها بالسوق المحلي حيث يباع كيلو السكر بـ 34 قرشا والأرز المصري بـ 70 قرشا وأرز النمر متوسط الحبة وأرز فلفليهم متوسط الحبة بـ 95 قرشا والأرز حبة طويلة 5 كيلوغرام بسعر 4,150 دينار وزيت الزيتون التونسي 1 لتر بسعر3 دنانير للعبوة زجاج و2,75 دينار للعبوة حديد.

بدورهم اكد عدد من كبار التجار في المملكة ان مخزون المملكة من المواد الغذائية كاف لمدة ستة اشهر مقبلة وباسعار مستقرة.

واضافوا ان هناك كميات من المواد الغذائية في طريقها إلى ميناء العقبة تصل على التوالي استعداداً لشهر رمضان المبارك الذي يشهد عادة ارتفاعاً نسبياً في الطلب على استهلاك المواد الغذائية والتموينية بأنواعها وخاصة السلع الرمضانية حيث يتم المحافظة على مخزون سلعي كاف بشكل كبير.

بدوره دعا الدكتور محمد عبيدات رئيس جمعية حماية المستهلك التجار للبيع بالسعر المقبول وعدم رفع الاسعار واستغلال حاجة المواطنين خلال الشهر الفضيل.

وقال ان القدرة الشرائية للمواطن اصبحت متدنية وان الامكانيات اصبحت متواضعة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن.

واشار الى اهمية تأكد وزارة الصناعة والتجارة من صلاحية جميع المواد الغذائية التي يتم طرحها في الاسواق ، كما دعا الى التأكد من اعلان التجار لاسعار السلع ليستطيع المواطن التعرف على سعر كل سلعة ، مشددا على ضرورة الاهتمام بالقضايا التموينية من قبل الحكومة خاصة في ظل الظروف الحالية الصعبة.

كما دعا الدكتور عبيدات المواطنين الى عدم الاسراف في عمليات الشراء والابتعاد قدر الامكان عن اسلوب التخزين المسبق الذي من شأنه ان يسهم في رفع الاسعار مبكرا.