الاسعار في رمضان ترتفع وبمعدلات عالية.. هذه حقيقة لا نقاش فيها والسبب في ذلك ان الطلب على السلع والمواد التموينية يزداد وهذا بحد ذاته يرفع الاسعار, اضافة الى ان بعض التجار بفئاتهم المختلفة يلجأون الى وسائلهم المعروفة ليجنوا بهذه المناسبة المزيد من الارباح.

في هذا العام تقود وزارة الصناعة والتجارة حملة علاقات عامة بإشراف امين عام الوزارة بالتعاون مع التجار وممثليهم واصحاب المولات الكبيرة تعتمد هذه الحملة على تعهد مستوردي المواد الغذائية بتخفيض الاسعار والادهى من ذلك ان هذا التعهد حدد نسبة الانخفاض الموعودة ما بين (15الى 45%).

ليست هذه هي المرة الاولى التي تطرح فيها وزارة الصناعة والتجارة بشخص امينها العام افكارا رومانسية لعلاقة المستهلك بالتاجر الكبير او الصغير فقد سبق له وان حمل المواطن مسؤولية ارتفاع الاسعار لانه لا يتحكم بمشترياته ويبالغ فيها, واليوم تبدو الافكار التي تعتمد عليها حملة العلاقات العامة الجديدة هي نفسها.

ما يجب ان يقال بصراحة وهذا لا تخفى على احد ان وزارة الصناعة والتجارة لا تعتمد اسسا معينة لتسعير البضائع بل هي لا تملك هذا الحق في ظل اقتصاد السوق, وان بعضها يمكن ان يباع بفروقات كبيرة في الاسعار بين متجر واخر وربما في الحي او المنطقة نفسها كما انها اي الوزارة لا تستطيع التحكم بالتخزين او ان تمنع الاحتكار وان كل ما تستطيع القيام به في هذا المجال هو ان تكون السلع كافة مسعرة بغض النظر عن السعر المثبت عليها وعدالته بالنسبة للمستهلك وهذه لا تضمن للوزارة القدرة على التحكم بالاسعار او تخفيضها اذا ما ارتفعت ووصلت الى حدود الاستغلال البشع للمواطن خاصة في الاوقات الملائمة لمثل هذا الاستغلال كشهر رمضان.

حملة العلاقات العامة التي تنظمها وزارة الصناعة والتجارة قبل شهر رمضان شبيهة تماما بالدور الذي تقوم به وزارة التنمية السياسية منذ اليوم الاول لانشائها فهي تعكس افكار الوزير ورؤيته في موضوع التنمية السياسية وذلك في المناسبات والاماكن المختلفة من دون وجود آليات تضمن تطبيق هذه الافكار وعمليا فان الاسعار في الوقت الذي يتم به تنظيم حملة العلاقات العامة بنشاط لتخفيضها في رمضان تواصل الارتفاع بشكل ملحوظ على اعتاب هذا الشهر الفضيل ومنها على سبيل المثال السكر واللحوم والدواجن والالبان والبيض والادوات المدرسية, وباختصار كل شيء.

يبقى ما تطرحه وزارة الصناعة والتجارة بمساعدة التجار مجرد افكار جميلة لن تجد مكانا على ارض الواقع الذي تتحكم به حقائق وآليات اخرى.0