حكومة وفعاليات حزبية ونقابية تعلن شجبها لما صدر عن البابا

حكومة وفعاليات حزبية ونقابية تعلن شجبها لما صدر عن البابا
الرابط المختصر

أعلنت جهات أردنية رسمية ونقابية وحزبية مختلفة استنكارها لما جاء في حديث بابا الفاتيكان بينديكتوس السادس عشر من إساءة للإسلام، فيما أوضح ممثلو الطوائف المسيحية في الأردن أسفهم واستغرابهم من هذه التصريحات.حيث طالب مجلس النواب كافة الهيئات الدينية الاسلامية والمسيحية وجميع علماء المسلمين ورجال الدين المسيحي في العالمين العربي والاسلامي والعالم اجمع؛ باعلان الإدانة والاستنكار للتصريحات المسيئة للإسلام وللرسول الكريم (ص) والتي جاءت على لسان بابا الفاتيكان.

واعتبر مجلس النواب في بيان اصدره اليوم الأحد ان هذه التصريحات تنطوي على جهل واضح بعظمة الاسلام وعظمة تعاليمه ولا تخدم غرضا غير تأجيج النفوس والاساءة لمشاعر مئات الملايين من المسلمين في مشارق الارض ومغاربها.

وينوي ناشطون نقابيون بدعوة من مجلس النقباء الاعتصام يوم الاثنين أمام مجمع النقابات المهنية لمدة ساعة احتجاجا على التصريحات التي وردت ضمن محاضرة البابا، كما يتوقف المحامون في نفس اليوم عن الترافع عن المحاكم لمدة ساعة، وطالبت النقابات المهنية على لسان رئيس مجلس النقباء نقيب أطباء الأسنان وصفي الرشدان الكتيسة الكاثوليكية العربية وكافة محبي السلام بالإعلان عن الإساءة التي لحقت بالإسلام والمسلمين.

وقال نقيب الاطباء الأردنين هاشم أبو حسان لراديو عمان نت "ما أعلن عنه ليس اعتذاراً بل أسف على لسان الفاتيكان، وما نريده اعتذارا معلناً وصريحاً من البابا يعلنه على العالم بانه لم يقصد وأن يوضح موقفه من الإسلام".

وتابع أبو حسان "نحن لا نقبل أن تمس ثوابت أمتنا العربية والإسلامية، وما صدر عن البابا غير مقبول لأن الإسلام دين الرحمة والتسامح والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة".

وأعرب رئيس المركز الأردني لبحوث التعايش الديني الأب نبيل حداد عن أسفه الشديد باسمه واسم الكنيسة الكاثوليكية لما حصل وأن البابا لم يقصد ما قاله، حيث قال " البابا اقتبس في محاضرته جزءاً من كلام لامبراطور قديم، ولم يكن يقصد فيها كلامه هذا".

لكن الأب حداد قال أن أسف البابا الأخير عن "سوء الفهم" ينبغي أن يكون كافٍ حيث قال "ينبغي أن تطيب النفوس حينما يعلمون أن البابا لم يقصد هذا الكلام وأنه يؤكد على أسفة الشديد لأن هذه الكلمات مست مشاعر المسلمين التي نحرص جميعاً على المحافظة عليها".

مشيراً الى أن كلام البابا "يجب أن يكون كافياً، وعلينا أن ننتبه أن هناك الكثيرين الذين يتصيدون في الماء العكر لأن الديانتان سماويتان تؤمنان بإله واحد، فقد أصبح الكلام أداة بيد الناس الذين يريدون نشر ثقافة الخلاف ليستعدوا الديانتين ضد بعضهما، فهناك الكثير ممن ليس من مصلحتهم نشر العدل والسلام".

جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه النيابة البطريركية في شمال الأردن رفضها واستغرابها لما نقلته وسائل الاعلام على لسان رأس الكنيسة الكاثوليكية من تصريحات وأقوال تصدر من الغرب بين الحين والآخر وتمس بالاسلام ورموزه الكريمه.

وكان المطران حنا نور سكرتير مجلس رؤساء الطوائف المسيحية دعا في حديث لـ (عمان نت) المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي إلى ضرورة انتظار توضيح للتصريحات التي نسبت إلى البابا والتي أثارت موجة من الغضب العارم في أوساط الشعوب العربية والإسلامية، متسائلاً عن الأسباب التي تقف وراء هذا الاستعجال في إطلاق الأحكام؟، ومعرباً عن اعتقاده لوجود جهات لها أغراضها الخاصة في تأجيج المشاعر الطائفية، واستثمار هذه التصريحات وغيرها لغايات خاصة بها.

وذكر نور إن البابا قد استحضر حادثة وقعت في القرن الرابع عشر، وذلك في سياق محدد تم اجتزائه في وسائل الإعلام، وقال نور بعد التوضيح الفاتيكان سيكون لنا موقفنا من هذه التصريحات سواءاً كمسيحيين أو كمسلمين نعيش في هذه المنطقة.

وكان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد الفتاح صلاح طالب الفاتيكان وبشكل فوري بتحديد موقفه من هذه التصريحات ومضمونها والإشارات السلبية التي وردت فيها، معرباً عن استغرابه أن تأتي هذه التصريحات بعد مرحلة تم فيها الكثير من الانجاز في مجال تعزيز حوار الأديان إبان حياة البابا الراحل يوحنا بولص الثاني.

واعتبر رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور في حديث لراديو عمان نت "أن بابا الفاتيكان ارتكب خطأ فادحاً وتجنى على الحقائق العلمية والموضوعية"، مشيراً إلى أن "البابا سدد ضربة للحوار بين أتباع الديانات".

وقال منصور أن البابا أدرك الآن أن محاضرته كانت استفزازية للعرب والمسلمين ومن هنا أصبح لزاما عليه بحكم موقعه والحرص على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، أن يقف بنفسه معتذراً ويوضح موقفه لمصلحة السلام العالمي.

وشرح منصور "أن محاضرة البابا جاءت في أجواء الاتهامات التي وجهها ويوجهها باستمرار الرئيس لأميريكي بوش للإسلام، وجاءت هذه الرسالة لتفهم أنها في سياق الحملة التي يقودها اليمين المسيحي المتصهين في الولايات المتحدة الأميريكية برئاسة بوش وهذا يتطلب من البابا إطفاء نار الفتنة".

وكان البابا بنديكت الـ16 قال في عظة الأحد التي ألقاها في روما، إن تصريحاته بشأن الإسلام أخرجت من سياقها وأسيء فهما، معرباً عن أسفه للغضب الشعبي العارم الذي انتاب المسلمين في أنحاء العالم.

وقال البابا إن الاقتباس الذي أورده في كلمته التي ألقاها في جامعة ريغينسبرغ بألمانيا الثلاثاء الماضي عن الجهاد والحرب المقدسة، لم يكن يعكس وجهة نظره الشخصية بل كان موجودا في كتاب من العصور الوسطى كان قد قرأه في وقت سابق.

وفي هذا الحين واصلت الدول والجماعات والشخصيات الإسلامية الإعراب عن غضبها من تصريحات تشعر أنها صورت الإسلام كدين ملطخ بالعنف.

وكان البابا زعم في خطاب ألقاه أمام أكاديميين الثلاثاء الماضي، خلال زيارة إلى بافاريا مسقط رأسه في ألمانيا، أن الإسلام "دين يؤيد العنف وينشر العقيدة بحد السيف". مقتبساً هذا المفهوم من حوار دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي ومثقف فارسي حول دور الرسول (ص) في نشر الإسلام.

أضف تعليقك