حكايا ومآسٍ من باب صندوق المعونة الوطنية

الرابط المختصر

لم تتوقع رسيلة يوما ما أنها ستدق باب صندوق المعونة الوطنية لطلب المساعدة بعد ان أصبحت ضحية للثأر فقدت على أثرها زوجها المعيل الوحيد لها لينتهي به المطاف في السجن وهي على باب الصندوق، المشكلة بدأت عندما أقدم ثلاثة عشر شخصاً على ضرب زوجها وعمها انتقاما لمشكلة سابقة الأمر الذي فتح سلسة للثأر بين الطرفين انتهى بهم المطاف في السجن.



رسيلة حالة واحدة من بين عشرات الحالات التي ازدحم بهم صندوق المعونة الوطنية، حيث تجد هناك من هجرها زوجها فلا معيل، ومن فقدت بيتها فلا مسكن، ومن يحمل إعاقة جسدية تحول بينه وبين العمل، كما تجد أيضا شباب في مقتبل العمر وفي كامل صحتهم ولكن يبحثون عن دخل سهل.



وهنا نفتح المجال لهذه الحالات للتحدث عن حال نفسها والبداية مع مواطنة فقدت بيتها بالهزة الأرضية التي اصابة المملكة حيث تقول " لقد انهدم بيتي في الهزة الرضية وتصدع ولجأت لكافة الدوائر والمؤسسات المختصة لمد يد العون لي لكن لا حياة لمن تنادي، لقد تقدمت بطلب مساعدة لصندوق المعونة منذ ذلك الوقت ولم أجد من يلبي النداء وأنا لا أستطيع دفع إيجار بيت متواضع حتى ".



أما زهرة العتوم تشكي وضعها وتقول " أنا أعيش وحيده مع طفلي الذي تعرض لحروق كبيرة دون وجود دخل لنا حيث فقدت بيتي الذي ورثته عن أمي بعدما تم بيعه بالمزاد العلني من قبل أختي التي ألقت بملابسي بالخارج، واليوم حضرت للصندوق من اجل بناء بيت لي بعدما أحضرت كتاب بذلك من الديوان الملكي لكني لم احصل على الموافقة من وزارة التنمية التي تعطيني 29 دينارا فقط وهي لا تسمن أو تغني من جوع".



مواطنة أخرى علقت من باب الصندوق قائلة " أنا أم لطالبة فقيرة لكنها متفوقة لذلك من حقها إكمال تعليمها على حساب الحكومة ألا يحق لها ذلك وهي من الأوائل؟ هل لكوننا فقراء لا يحق لها دخول الجامعة".



كانت تلك بعض الحالات من باب صندوق المعونة الوطنية الذي يستفيد منه ربع مليون مواطن أردني، ولمزيد من الحديث عن الصندوق ودوره التقينا مدير عام الصندوق الدكتور محمود كفاوين الذي بين لنا دور الصندوق في تقديم المساعدات وقال " إن الهدف الأساسي من الصندوق عند منذ نشأته هو تأهيل الناس وإعطاؤهم مشاريع يستفيدوا منها والأمر الثاني المساعدات النقدية المباشرة والمساعدات الطارئة للحالات التي تطلب ذلك، والآن بعد 20 سنة من عمر الصندوق أصبح هناك 75 ألف شخص يستفيدون من خدماته بالإضافة إلى التأهيل الجسماني لذوي الاحتياجات الخاصة ".



ويضيف كفاوين " منذ بداية العام الحالي ونحن نقوم بمراجعة لاستراتيجيتنا فوجدنا انه يتوجب علينا ان نكون واقعيين ولكن في نفس الوقت طموحين فهناك فقر حقيقي ولا احد ينكر ذلك، لكن المعونات ليس حلاً لمعالجة مشكلة الفقر، لذلك بدأنا بالتنسيق مع صندوق التنمية والتشغيل لتأهيل بعض الأسر عن طريق تنفيذ مشاريع تعتمد على نفسها ومن اجل ذلك بدأنا بإجراء دراسات ميدانية تحليلية".



وعن أهم ملامح هذه الاستراتيجية يبين كفاوين " لقد رأينا أن نعيد رسم سياسة الصندوق لا يجوز ان تكون سياسته المعونات النقدية فقد وفي نفس الوقت لا يجوز أن نزعم المثالية ونقول لا احد فقير والنقطة الأخرى في الاستراتيجية لا بد إعادة صياغة التشريعات التي نتعامل بها ولقد بدأنا بتطبيق ذلك فعلا ولا يجوز أيضا دفع الناس للاتكالية فالقادر عن العمل يجب أن يعمل".



وعن الفئات التي تحصل على المعونة يقول " الفئة الأولى التي نتعامل معها هي الفئة التي لا حول لها ذات الظروف الصعبة وهي فئة الأيتام والأسر المعدومة، الفئة الأخرى هي أناس قادرين على العمل لكن غير مؤهلين ونحن نقوم بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني بتأهيل هؤلاء على إدارة الأعمال إذا ثبت أنهم قادرين على إدارة عمل يحولوا الى لصندوق التنمية والتشغيل الذي يعطيهم المشاريع، اما الفئة الثالثة هي أناس لديها دخل قد يكون كافي في الظرف العادي لكن لدى الأسرة مشكلة ما مثل وجود شخص معاق إعاقة شديدة ونحن كدولة أسهم مع هذه الأسرة في رعاية الطفل المعاق ".



ويعمل صندوق المعونة على حوسبة ملفات الصندوق وربط المكاتب ببعضها وأضاف حيث تم تزويد المكاتب بحواسيب وقاعدة بينات والمتوقع ان تستقبل معاملات المواطنين في المحافظات عن طريق الحاسوب في نهاية العام دون ان يتكبد المواطن مشاق القدوم لعمان، هذا بالإضافة للربط الالكتروني مع الضمان الاجتماعي ومؤسسة التقاعد".

أضف تعليقك