حكايات سائقي عمومي عن حـزام الأمـان

حكايات سائقي عمومي عن حـزام الأمـان
الرابط المختصر

هل قيمة عقوبة حزام الأمان مناسبة، أم أنها كبيرة وغير مبررة أم أنها قيمة قليلة وبسبب تجميع أكثر السائقين لها عند دفع المخالفات تكون القيمة كبيرة جداً، "حتى ولو قدمت الاعتراض وخفضت قيمتها يبقى المبلغ كبير".

أعباء المواطن الأردني تتزايد يوماً بعد يوم، ولا ينقصها سوى شعور المسؤولين وأصحاب القرار بحجم المبالغ التي يتكبدها؛ ولأن من الصعوبة أن يجد السائق مكانا يبث في شكواه، قام راديو عمان نت عبر برنامج خصص فقط عن قطاع المواصلات والسائقين فرصة لبث شكواه وإيصالها للمسؤولين وصناع القرار.

البرنامج أطلق عليه اسم "سيارة أف أم"، ولأن الراديو صديق السائقين، فمن هنا كان للبرنامج ضيوفه الدائمين وهم السائقين سواء كانوا على السرافيس أوالتكاسي والباصات.

سائق السرفيس محمود النتشة خالف لأنه لا يضع حزام الأمان 5 أو 6 مرات لا يتذكر "من كثر ما خلفت بها"، ويقول: "أعاني من جلطة في صدري أصابتني ثلاث مرات، أتضايق جداً من الحزام، ولأن المسافة قريبة بين مجمع رغدان وحي العبدالات في ماركا الشمالية، فلا أجد مبررا للتشديد عليَ".

قيمة المخالفة كما يجدها النتشة مرتفعة الثمن، ويعترف أن حزام الأمان ضرورة لا يمكن إغفالها لدى السائق، "وعندما يخالفني الشرطي أقول أنني أعاني من الجلطة، وبعضهم كان يسامحني، أعاني أيضا من الربو، يسبب لي ضيق بالتنفس".

"سرعة السيارة داخل العاصمة لا تتجاوز الـ60، فلما لا يجري تطبيقها خارج العاصمة".

أما السائق سليمان علي الكردي يعمل على سرفيس خط الهاشمي الجنوبي، فهو ملتزم بالحزام، ويقترح على دائرة السير أن لا تقيد السائقين بالحزام داخل العاصمة عمان، لأن سرعتنا لا تتجاوز الأربعين إلى الستين فقط".

لا داعي هكذا ثمن للعقوبة كما يرى سليمان، "لأن شرطي السير يعلم أنه عندما يخالفني يعلم أن بالكاد أحصل على ثلاثة دنانير فقط، فليس من العدالة أن أصرف على الحكومة 15 دينار وأعود لأطفالي ب3 دنانير فهذه ليست عدالة أبداً".

إذا كانت عقوبة المخالفة قليلة يعني أن هناك ليس تقيدا من قبل الجميع، لكن بالنسبة لعلي فهو يدعو الشرطة إلى مخالفة من يتعمد أن يخالف طالما أنها سوف لن تركز على المسافات القصيرة في ارتداء الحزام.

أما السائق علي الكردي يدعو الجميع التقيد بوضع الحزام لأنه لا يشكل عائق أو مشكلة بالنسبة للسائق وسلبيات الحزام أقل بكثير من الإيجابيات، وبنفس الوقت "أدعو شرطة السير أن يراعوا الشائقين الأكثر تضررا من قيمة المخالفة".

عبد الله الكردي يعمل أيضا على خط الهاشمي الجنوبي، يقول أن المخالفة عالية جداً، ويقترح أن يتم تخفيض العقوبة إلى خمسة دنانير، واجدا في حديثه فرصة لتوجيه سؤال لدائرة السير "لماذا تضيقون الخناق على سائقي السرافيس أكثر من التكاسي والباصات !".

ويضيف السائق محمد جميل "خالفتني الشرطة فوق الـ20 مرة، هذه المخالفة يجب تطبيقها خارج العاصمة عمان لا داخلها، هذه المخالفة فرصة لهم ليوسعوا من حجم مخالفتهم على السائقين".

سائق التكسي فريد كنعان لا يجد مبررا لتذرع السائقين حولها، ويقول "لا أجد صعوبة في لباس السائق حزام الأمان، لأنه راحة وأمان أكبر، والذي يعاني من مشكلات صحية باستطاعته أن يضعه فقط على صدره دون أن يجعله متماسكا بشدة على صدره".

السائق حيدر عضايلة يعتقد أن الحق يقع على الطرفين الشرطي والسائق، ويتابع "المشكلة عندما نذهب لكي نرخص السيارة نتفاجئ بقيمة المخالفات العالية وكل المخالفات جراء تراكم مخالفة حزام الأمان".

السائق إبراهيم شاكر إبراهيم يقول "بعض الشرطة يريدون فقط إنهاء دفتر المخالفات ومن هنا يجدون مخالفة حزام الأمان فرصة لهم لتحريرها على السائقين".

السائق إسماعيل أمين تمت مخالفته مرة واحدة، "لأني قمت بعمل الخير وقتها، فقد ساعدت امرأة مسنة قمت بفتح صندوق السيارة لها وحينما قدت السيارة بمجرد ركوبي بها كان الشرطي يقول لي صف على اليمين".

عبد الوهاب عبد الله يقول أن ألتزم بوضع الحزام "ليس من باب التقيد بالقوانين فنحن بعمان لا يمكن لنا أن نضع الحزام على سرعة لا تتجاوز الأربعين لكن حفاظا على القرش الذي أحصله لأطعم أولادي".

أيمن هندية سائق على باض كوستر عمان الزرقاء، يقول أن الشرطة لا تركز حزام الأمان بالنسبة لسائقي باصات الكوستر إنما على سرعة هذه الباصات.

أمجد جودة طالب بضرورة أن يلغوا عقوبة حزام الأمان "أفضل، لماذا لأن السرعة داخل عمان لا تزيد عن السبعين فالأزمات المرورية 24 ساعة ولأجل هذا لا بد من إلغائها".

ويوضح الملازم أصلان الترك من الأمن العام أن قانون السير المؤقت رقم 47 لسنة ال2001 يعاقب بغرامة المالية لا تقل عن الـ15 دينار ولا تزيد عن 30 دينار لكل من لا يرتدي حزام الأمان، ولا بد من ارتداء الحزام بأي وقت ومهما كانت المسافة أكانت طويلة أم قصيرة.

والسيارات التي يطبق عليها قانون حزام الأمان هي السيارات الصغيرة وسيارات الشحن، التي لا يزيد وزنها عن 5 طن، ويضيف الترك أن "القانون يطبق على ما يجلس على المقاعد الأمامية أي من يجلس بجانب السائق، وذلك من يجلس في الخلف لكنه ليس إجبارياً".

ويتحدث الملازم الترك عن أرقام حول من ُخلف بحزام الأمان، "في سنة 2005 تمت مخالفة 75 ألف و258 مخالفة ولو قارنها مع العام الذي قبلها فقد كانت 69 ألف و503 مخالفات وهنا نلاحظ أن المخالفة تزداد من سنة إلى أخرى".

وأبدى استغرابه من يقول أن الحزام يضغط على الصدر وغير مريح لمن يعاني من الأمراض، "حزام الأمان صمم بطريقة صحية وآمنة بنفس الوقت بحيث أنها لا تؤثر على الشخص أبداً".

ضع حزام الأمان قبل أن تركب سيارتك؛ فقد يكون من الصعوبة الاعتياد عليه لكن يوم وراء يوم تصبح عادة لا يمكن تجاوزها، حفاظا على السلامة العامة وأيضا حفاظا على المال الذي سيذهب على المخالفات، حيث من الممكن أن تؤثر على ميزانية الكثير من العائلات والتي يعتمد قوت يومها على رب الأسرة الذي يعمل سائقا.

تفاصيل الموضوع وغيره من الموضوعات التي تعالج قطاع المواصلات تابعوا برنامج "سيارة أف أم" على راديو عمان نت كل سبت في الحادية عشرة والنصف صباحاً، وتعاد الحلقة يومي الخميس في العاشرة والنصف صباحاً، والجمعة في الثانية والنصف عصراً.


أضف تعليقك