حقوقي أردني في بعثة العرب لسورية: لن أعود للبعثة مجددا
لاقت بعثة جامعة الدول العربية إلى سورية رفضا من كثير من أطياف المعارضة السورية متهمينها بالتواطئ لصالح النظام، فيما وجد الموالون بأنها قد تحمل تدويلا لملف سورية وتشكيكا كبيرا في عملها.
الاختلاف في الآراء لم يؤثر على زيارات نفذُت من قبل الفريق الذي جمُد عمله بعد قرار الجامعة عقب تصاعد وتيرة العنف في سورية مؤخرا .
لكن الانتقاد قد حمله بعض أعضاء فريق البعثة، ويسجل عضو البعثة الأردني عاصم ربابعة "عدم مهنية البعض في البعثة في رصدهم للشهادات والأماكن التي كانوا يرصدونها”.
والدول التي رشحت مندوبيها في البعثة العربية لم تنظر إلى مهام البعثة إلا من أعين سياسية فقط وليست حقوقية إنسانية، هذا ما سجلته مرارا من ملاحظات وانتقادات إلى القائمين في البعثة لكنهم لم يتجاوبوا معي، يقول رئيس مركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان الذي قرر عدم العودة إلى البعثة من جديد.
ويتابع في حديثه لبرنامج "ناس وناس" الإذاعي أن إحدى الدول العربية ارسلت خمسة سفراء لها ليمثلوها في البعثة، وباستغراب يقول: "ماذا سيفعلون هؤلاء السفراء! أمام مهام الرصد الميداني، كما ولم ينعكس ذلك على أعضاء الفريق إنما على التكليف الأساسي من الجامعة العربية الذي شابه الكثير من الملاحظات".
وبنفس الاستغراب يقول ربابعة: “ليس من الحكمة ابدا أن يكون عسكريا رئيسا لفريق المراقبين بل تحتاج إلى شخصا متمرسا في حقوق الإنسان وذلك لإصباغ البعثة بمهمتها الاساسية رصد انتهاكات حقوق الإنسان".
ويضيف أن ثمة تجاوزات قد تحصل في حال غياب منظومة عمل الحقوقي فبعيدا عن المظاهر العسكرية في سورية والعنف المسلح فالأساس رصد الانهاكات الحقوقية وقضايا جوهرية تلامس عمل ومهام الحقوقيين.
يسجل ربابعة نقطة تحسب للجامعة العربية في خطوتها التأسيسية للبعثة، لكن وصف مهمة البعثة وما المطلوب من المراقبين العرب لكنه وبنفس الوقت يرفض اي اتهام قد يكال لأعضاء البعثة من حيث نوايهم.
“ببساطة آلية عملنا كانت ما شاهده فريق المراقبة وثقناه وما لم نوثقه هو الذي نسمعه دون أدلة"، يقول ربابعة.
١٥٦ عضو في فريق البعثة لم يستطع مواكبة ما يحصل على الاراضي السورية، "توسيع نطاق البرتكول بحيث يشمل حماية المدنيين وهي غير منصوص عليها في برتوكول البعثة"، وفق عاصم ربابعة.
يبدي ربابعة عدم رضاه عن تقرير الجامعة ويمكن استخلاص التقرير كونه يحمل المعارضة المسؤولية بشكل كبير لكن وبنفس الوقت هناك مسؤولية كبرى تلقى على عاتق الحكومة السورية. “كان هناك من اعضاء البعثة في مناطق كانوا لا يستطيعون الخروج من مبنى الفندق بسبب تزايد اعمال العنف وهي حقيقة لا يمكن انكارها وكنا نوثقه".
النازح السوري أبو أيمن اضطر قبل عدة شهور اللجوء إلى الأردن بعد أن شعر وعائلته أنهم مهددين في أي لحظة بعد قتل واصابة الكثير من حولهم. يعود سكن أبو أيمن في منطقة البياضة في حمص يقول ولديه قناعة أن بلده لن تعود كما كانت.
عمر الصريكي من حمص لجأ للأردن منذ فترة قريبة، يقول أن قطع الامدادات الغذائية والأساسية منها من خبز وسكر وأرز ساهم في تهجير العديد من السكان، "فقدت في عموم عائلتي ٨ أفراد نصفهم من الأطفال".
أن توثق الحدث بأم عينه عليك التحصن بأدوات التوثيق، ويوضح ربابعة أن في كثير من الأحداث كانوا يعتمدون على الورقة والقلم دون أدوات تسجيل والكاميرات أما الارسال يعتمد على الانترنت وهو ما لم يتوفر في كثير من المناطق فيتم اللجوء إلى الفاكس بطرق بدائية.
جزء من حل الأزمة السورية هو قبول النظام السوري واستعداده لمهام أخرى للبعثة من خلال توسيع البرتوكول ليشمل حماية المدنيين العزل لأن الهدف الرئيس لعمل البعثة هو حماية المدنيين العزل، وفق ربابعة.
وكان تقرير بعثة العرب قد أوصى بضرورة تدعيم البعثة بالجوانب الادارية واللوجستية التي تمكنها من القيام بواجباتها وكذلك توفير الدعم الاعلامي والسياسي لخلق مناخ مواتي يساهم في انجاز المهمة على الوجه المطلوب. والتأكيد على ضرورة التعجيل بالعملية السياسية وانطلاق الحوار الوطني بالتوازي مع مهمة البعثة من اجل توفير مناخ من الثقة يساهم في انجاح البعثة ويحول دون اطالة امد بقائها قي سوريا دون جدوى.