حضور ملفت للإرهاب في مسلسلات رمضان

الرابط المختصر


بدأ شهر رمضان ... وبدأت المسلسلات الرمضانية - منها الأردنية والسورية والمصرية والخليجية- بالتنافس عبر الشاشة الصغيرة التي اصبحت كنزا لشركات الانتاج وحافزا للعمل من اجل امتاع المشاهد في شهر رمضان المبارك. فرغم زخمهما في شهر واحد الا انها تحقق نسبة مشاهدة عالية، فشركات الإنتاج تسعى إلى الربح في هذا الشهر لأنه فرصة بالنسبة لهم، خصوصا إذا كان العرض حصريا على قناة ما فان المسلسل يحقق نجاحا كبيرا بالنسبة لشركة الإنتاج.

وهنا يقول المسؤول الإعلامي ورئيس قسم النصوص في المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية ياسر قبيلات عن فكرة العرض الحصري " العرض الحصري موجود وله ايجابياته والبعض يرى أن له سلبيات وفكرة العرض الحصري من حق أي قناة، إذا وجدت أن هذا العمل يشكل لها علامة تميز، وأرادت ان تستثمر هذه العلامة المميزة لصلاحها فهذا أمر يعتبر جيدا".

وتابع أن "هناك بعض الأعمال تعرض على أكثر من قناة فهذا أمرا ليس سيئا، لكنه يعتبر جيدا حينما يتوفر العرض الحصري على قناة معينة يؤشر على قيمة العمل نفسه كما أن القنوات لا تبادر بشراء هذا العمل وجعله حصريا على قناتها إلا إذا كان عملا مميزا وعلى درجة عالية من التميز".

و يجتمع أفراد العائلة لمشاهدة هذا المسلسل أو ذاك على هذه القناة أو تلك، وتختلف آرائهم وتوجهاتهم في متابعة هذه المسلسلات، فمنهم من يجد ان المسلسلات السورية أكثر قوة وهدفا عن المسلسلات المصرية والخليجية.

علي 33 عاما صاحب محل في وسط البلد وجد ان المسلسلات التي تعرض حاليا على الشاشة الصغيرة مميزة مفضلا المسلسلات السورية عن غيرها، ويقول" أتابع مسلسل العندليب الذي يتناول حياة عبد الحليم وأيام مصر القديمة، بالإضافة إلى المسلسلات السورية (كباب الحارة) الذي يتناول الأحداث بطريقة جيدة، وأفضل متابعة المسلسلات التي تتحدث عن الأمور التاريخية لما لها من قيمة".

ويجد الخمسيني أبو محمد أن المسلسلات التي تعرض حاليا هي تكرارا لمسلسلات قديمة، ويقول " أصبحت هذه المسلسلات مملة، فهناك مسلسلات قديمة من أكثر من عشرين سنة يتم استصلاحها لكن بشخصيات جديدة".

ويفضل أبو محمد متابعة المسلسلات السورية " أتابع المسلسلات السورية لمحافظتها أكثر من غيرها وأقوى لأنهم ممثلين ناشئين جدد ويمثلون بكل حماس وأكثر مصداقية من مسلسلات الدول العربية الأخرى".

أما الشاب احمد فيجد أن هناك زخما في المسلسلات التي تعرض على الشاشة الصغيرة، ويقول "يبدو أن الدورة البرامجية لهذا الشهر جيدة لأن هناك زخما هائلا في المسلسلات، وأفضل متابعة المسلسلات السورية التي تحظى باهتمام أكثر كونها من بلاد الشام".

ويعقب المسؤول الإعلامي ياسر قبيلات أن المركز أنتج أربع مسلسلات وهي: " أبناء الرشيد الأمين والمأمون"، و"مدرسة الأستاذ بهجت" خاص بفئة الشباب، بالإضافة إلى عودة كبيرة للمسلسلات البدوية "رأس غليص" ويتميز هذا المسلسل بالإنتاج الضخم ويعيد الدراما البدوية إلى الشاشة العربية بعد انقطاع طويل، ومسلسل "دعاة على أبواب جهنم" الذي يناقش الفكر التكفيري وما يلحقه من أذى ودمار في مجتمعاتنا العربية ويختلف هذا العمل عن غيرة من الأعمال التي ناقشت قضية الإرهاب.

ويضيف قبيلات انه لطالما كان هناك تنافس في شهر رمضان في عرض المسلسلات، "فالمنافسة ليست أمرا جديدا في شهر رمضان إلا أن كل مسلسل يحقق نجاحه الخاص به وكل عمل من هذه الأعمال التي تعرض تنطوي على علامات تميز".

من جهة أخرى، ترك موضوع الإرهاب بصماته الواضحة على مسلسلات هذا الشهر الفضيل، واستمدت هذه المسلسلات مادتها من الأوضاع التي تشهدها المنطقة، فهناك منافسة قوية بين مسلسل (دعاة على أبواب جهنم) للكاتب السعودي عبد الله بن بجاد العتيبي، وتدور أحداث المسلسل بين لندن والقاهرة والأردن والرياض وأفغانستان.

ويركز على أن هذا الفكر التدميري يعمل من خلال تنظيم عالمي، محاولاً أن يبحث من خلال التباينات المكانية والموضوعية والثقافية عن فرص هنا أو هناك لتمرير خطابه الثقافي، أو تفعيل نشاطاته العملياتية.

وبين مسلسل (المارقون) الذي يتحدث عن ذات القضية للمخرج نجدت أنزور.الذي يتناول رؤية جديدة لعشر قصص عن الإرهاب ويطرح عدة تساؤلات أهمها الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه الظاهرة وغيرها.

فكل هذه المسلسلات عبارة عن نسخة جديدة للمسلسلات ناقشت قضية الإرهاب في سنوات رمضان السابقة، لكن بعض هذه المسلسلات لم تلق الاستمرارية في شهر رمضان الماضي، بسبب منع العرض كمسلسل (الطريق إلى كابل).

كم هائل من المسلسلات التي ستعرض في شهر رمضان من اجتماعية وتاريخية ومسلسلات تتناول قضية الإرهاب، ولكن السؤال الذي يطرح أي من هذه المسلسلات التي ستعرض على الشاشة الصغيرة ستحقق نسبة مشاهدة عالية وستحقق نجاحا كبيرا؟.

أضف تعليقك