حركة اليسار تناشد الملك تخيير إسرائيل "إما وقف العدوان او قطع العلاقات"
وجه ممثلو اليسار الأردني ـ بكل اتجاهاته ـ رسالة مفتوحة إلى الملك عبد الله الثاني ، يحددون فيها ضرورة الاستجابة للمصالح الإستراتيجية للأردن، والتي تقتضي ، حسب الرسالة، التدخل الحازم لوقف العدوان على غزة من خلال وضع الإسرائيليين أمام خيارين : وقف العدوان أو قطع العلاقات الثنائية. وأكدت الرسالة على أن هذه الخطوة سوف تستعيد الدور الأردني القيادي في القضية الفلسطينية ، وتعزز مكانة الأردن ووحدته الوطنية ودوره الإقليمي.
وتاليا نص الرسالة :
صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فإننا نتوجه إليكم اليوم ، ونخاطب فيكم إرث المغفور له الملك الحسين بن طلال. وهو الذي قالها للإسرائيليين العام 1997 : ” السلام في كفة وحياة مواطن فلسطيني واحد في كفة ” .
ندعوك، اليوم، أن تجدد تلك الوقفة : ” السلام في كفة وحياة غزة في كفة ” . إننا ـ وشعبنا كله ـ ننتظر منكم خطابا جامعا يحدد المسار والمصير، ويخيّر الإسرائيليين ، من دون تأجيل أو مماطلة ، بين استمرار العلاقات الثنائية وبين وقف العدوان على غزة. هذا ما يريده الشعب الأردني منكم الآن ، أما الحفاظ على تلك العلاقات بحجة تيسير إرسال المساعدات إلى الصامدين في القطاع، فهي مهمة آن لنا أن نتركها للصليب الأحمر الدولي.
إن المساعدة الحقيقية التي يمكن للأردن أن يقدمها الآن للشعب الفلسطيني ـ والتي ينتظرها هذا الشعب الشقيق الجريح منا ـ لا تتمثل، فقط، في دواء أو غذاء أو إسعاف، بل تتمثل بموقف سياسي وطني وجريء ، يضع عمان ، كما تستحق ،في موقعها اللائق بها في قيادة العرب.
ونحن ، إذ نفعل ذلك، فلا نفعله ، فقط، من أجل غزة، بل نفعله من أجل أنفسنا ومكانة بلدنا وصورته ودوره العربي والإقليمي.إن العدوان على غزة هو عدوان على عمان. وهذا الحصار والتقتيل الإجراميان يستهدفان، في النهاية، تدمير المقاومة الفلسطينية وتهجير المزيد من الفلسطينيين ، وتمكين إسرائيل وحلفاؤها من إنجاز مؤامرة الوطن البديل.
إن إسرائيل مأزومة. فهي، وقد فقدت إمكانية الردع أمام المقاومة اللبنانية والفلسطينية، ما تزال مقيدة بنهج يميني عنصري يمنعها من الوفاء باستحقاقات السلام. وهي تعبر عن هذه الأزمة بارتكاب الجرائم ضد الإنسانية في غزة. لكن عدوانها ، مهما بلغت حدته و”انجازاته” العسكرية ، سوف يفشل حتما، ذلك أن وجود المقاومة الفلسطينية، هو ، في الأخير، وجود سياسي لا يمكن اقتلاعه بالقوة، بل هو سيتضاعف لا في غزة وحدها ، ولكن في الضفة وفي كل المهاجر الفلسطينية، بينما سيخسر الذين يبررون العدوان ويتواطأون معه ، المعركة السياسية .
إن مخاطبيك ، يا جلالة الملك، هم أردنيون يساريون. ولا صلة لهم بحماس. وهم يتحفظون على أيديولوجيتها وثقافتها ، لكن ما يهمهم هو المصالح الاستراتيجية للأردن الحبيب. وهذه المصالح تقتضي استثمار اللحظة الراهنة بجرأة . فالتاريخ لا ينتظر. والمسرح مهيأ ، والبطل الممكن الان هو الأردن. فلنبادر إلى وقفة مع إسرائيل ، نستعيد بها الدور القيادي في القضية الفلسطينية. فالأردن لا يمكنه أن يتخلى عن ذلك الدور، مهما غلا الثمن، لأنه إما أن نكون في موقع القيادة وإما أن نكون في موقع الضحية .
نحن لا نتحدث ، يا جلالة الملك، من منظور عاطفي ، ولكن من منظور إستراتيجي . فنحن لسنا مخيرين في مواجهة مشروع الوطن البديل ودحره. والقضية هي أن نكون أو لانكون. وخيارنا هو أن نكون لا محالة. نحن نؤمن بالأردن . وهو إيمان يستوجب منا أن نخوض الغمار بسياسات دينامية مبدعة وشجاعة. ونحن نعتقد أن قراءة الوضع الدولي والإقليمي تقودنا إلى استنتاج بأن هنالك ، الآن، فراغا في السياسة الدولية ناجما عن الأزمة المالية الاقتصادية العالمية المتفاقمة وعملية انتقال السلطة في الولايات المتحدة ، وظهور ملامح نظام دولي متعدد الأقطاب في طريقه إلى التشكل. لدينا ، الآن، حرية الحركة. فلنتحرّك.
أما إسرائيل ، فهي أضعف ، إستراتيجيا، من أن تلحق الأذى بالأردن حين يهب للدفاع عن مصالحه. بالعكس إن النكوص عن المهمة هو الذي يضعفنا أمام إسرائيل التي ينبغي أن تدرك أن سلامها مع الأردن ليس تحصيل حاصل ، وأن من اول استحقاقات هذا السلام ، الانسحاب من الأراضي المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من العودة وتأسيس دولته الوطنية على ترابه وعاصمتها القدس الشريف. وهذه المعادلة الوجودية بالنسبة للأردن ليست مؤجلة . فالوقت ، هنا، هو لصالح المشروع الإسرائيلي لابتلاع الضفة وتهجير الفلسطينيين ونقل القضية برمتها إلى شرقيّ النهر. فلا بد، إذن، من مراجعة الموقف الآن وفورا وتحويل العدوان الإسرائيلي على غزة من مأزق عربي إلى مأزق إسرائيلي، وتحويل الدور الأردني من الهامش إلى المتن.
الشعب الأردني، يا جلالة الملك، يحتاج إلى لحظة بطولة . والبطولة هي الإقدام في الوقت المناسب في مغامرة محسوبة عالية المردود وقليلة الكلفة معا. والشعب الأردني يحتاج هذه اللحظة البطولية من أجل توحيد صفوفه وتعزيز وحدته الوطنية ورفع معنوياته وزيادة انتاجيته وتجديد حياته السياسية والثقافية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموقعون:
يعقوب زيادين ،أحمد فاخر ، موسى المعايطة، محمد الروابدة، باسم غرايبة، هشام غصيب ، محمد البطاينة، حيدر الزبن، عبد الإله المجالي ، عدنان الأسمر، إبراهيم غرايبة، أيمن مدانات، عمر شاهين، رائد الصرايرة، راكان السعايدة، شفيق خلاوي، عبد الرحمن المجالي، عاطف الكيلاني، علاء الفزاع، محمد السنيد، صالح قبيلات، عزام الصمادي ، محمود الحياري، مبارك الذنيبات، رمزي سماوي، علي البطران، منذر الصياغ، وحيد قرمش، مهدي السعافين، مأمون الصقور،عودة الجعافرة، صالح ابو طويلة، جميل الخطيب، محمد سعيد عرابي، جعفر العقيلي، قيس مدانات، بسام الجرايدة، محمد تركي بني سلامة، عمر عياصرة، ناهض حتر.
المنسق :
خالد كلالده.











































