حرب البطيخ

الرابط المختصر

الحكاية التالية قد تتشابه مع أي قصة واقعية وقد تتماهي فيها الى ابعد الحدود لكنها محض مصادفة فقط، لذا اقتضى التنويه.


جئت الى الخليج هربا من حالة خاصة تتعلق بتركيبتي النفسية اذ ان وضعي
الاجتماعي والوظيفي في موطني مناسب لشخص مثلي، ولكنها الايام التي تدور
على الانسان فيجد نفسه بين عشية وضحايا في ثنايا المجهول، جئت كي اتسلم
عملا بوظيفة مدير عام لمؤسسة خاصة ولما لم نتفق مع صاحبها عدت ادراجي الى
الفندق، وفي المساء جاءني نسيبي واصطحبني الى احد الاصدقاء للسلام عليه،
وهناك حكيت له الحكاية فاقترح علي ان يأخذني لاحد الاشخاص المهمين
والمليئين بلغة التجار، صباح اليوم التالي كنت في مجلس ذاك الرجل الذي رحب
بي ايما ترحيب وجلست معه ما يقارب الساعتين في اجواء حميمية، قرأ سيرتي
الذاتية واعجب بها ودعاني لاعمل "مستشارا" له فقلت له اتركني افكر، وجلست
معه ثانية وتم الاتفاق على عقد العمل، وقلت:ارد لكم جوابا بعد العودة الى
وطني، وهناك استخرت واستشرت، وقبلت العرض، وحجزوا لي بالطائرة درجة رجال
الاعمال واستقبلوني بالمطار...

في اليوم الخامس سئلت سؤالا اطار صوابي قال لي رب العمل: ماذا انتجت في
هذه المدة، اجبت: انت لم تتركني لحظة واحدة  وبقيت في مجلسك وبجوارك استمع
لكل زوارك واحاديثك معهم، تملصت من الاجابة بالقول: انا الآن في مرحلة
التعرف على المؤسسة والمجموعة التابعة لك...

بعد ذلك جاء احد المهندسين ممن عملت معهم في الوطن في نفس الوزارة، وفوجئ
بوجودي، وانقلبت الآية، وظن بي الظنون وظن ايضا بمن جاء بي الى هنا وهو
بالمناسبة نفس الشخص الذي جاء به، واعتقد انني جئت لازاحمه رزقه ومكانه،
رغم ان المجموعة يعمل لديها 7500 موظف من كافة الملل والنحل،تخيلوا انا
الوحيد الذي جئت لانافسه رغم انني لم اكن اعلم بمنصبه ولا بوظيفته ، وعقدي
"مستشارا"وعقده "مديرا" وبدأت حرب الخداع والتضليل وبدأ مسلسل الاكاذيب
بحقي، وانا يا غافل لك الله، لم اتصور او اعتقد ان يحاربني شخص في رزقي
لانني تمكنت من الحصول على مسمى وظيفي اعلى من مسماه ،رغم ان راتبي نفس
راتبه،واستمرت الحرب اياما وليالي لم تقر له عين ولم يرقد قريرا الا بعد
ان اطاح بي بالضربة القاضية، ظنا منه ان هذا الاسلوب سينجيه من عواقب
الايام القادمة...

ذهبت الى من يهمهم امري ،شرحت لهم الحالة، وهنا كانت الطامة،الكل صار
يتحسس رأسه، رغم انهم يعملون في مؤسسات وشركات أخرى،وصار الجميع يتبرع لي
راويا قصصا وحكايات بين "المغتربين"، احداها مع الشخص الذي اطاح بي، اذا
انه كان يعاني في عمله السابق فاستجار باحدهم الذي استقال من منصبه واوصى
بتعيينه مكانه ، وهكذا صار ، الا انه اعتبر ذلك "خازوقا" مدبرا له لان
العهدة التي استلمها كانت ناقصة وثمنها اقل من عشرة دنانير تصوروا، علما
ان راتبه آنذاك كان يتجاوز ال 1700 دولار.

وحكاية اخرى مع مجموعة شباب كانوا يسكنون مع بعضهم حتى اذا ما تفرقوا
وتقاسموا الموجودات بينهم، احتاروا في امر "بطيخة" لم يتدبروا امرهم في
قسمتها فكانت سببا في اشعال حربا بالايدي والارجل بينهم، اسميتها "حرب
البطيخ"،وآخر يسكن مع أخيه مؤقتا الا ان زوجة الاخ رفضت وجوده لانه يشغل
المكيف على درجة 20 مئوي أي انه بهذا الفعل لا يريد الخير لاخيه لانه يسرف
في استهلاك الكهرباء.....

ومجموعة ازواج يستأجرون منزلا واحدا يفصل بينهم في النوم احيانا فاصل من
القماش تخيلوا معي كيف ان الدراهم توصل الانسان الى التخلي عن الكثير من
المبادئ والقيم والخصوصية...

هل استمر ام كفى ؟؟

اظنكم تقولون:كفى