جمعية تستهدف النساء غير العاملات
"أن تخرج المحاولة من رحم تجربة شخصية، لهي أعظم ما يمكن فعله والاستمرار فيه"، تقول الأربعينية نجوى حمدان عندما أسست في العام 1997 جمعية "الاعتصام بالله" لتشغيل النساء غير العاملات وتحديدا من تعرضن لحوادث مختلفة وتركت آثارها على أجسادهن.
تعرضت نجوى لحادث سير في طفولتها أفقدها يدها اليمنى. "أن أكون مشلولة عن العمل" كانت تفكر نجوى سابقا بهذا الحال بكثير من الأرق، لكن "ليس حكما أن أقف وتقف حياتي". بدأت محاولتها الأولى في إربد شمال المملكة، وكانت الخطوة الفعلية بتأسيس مركز ثقافي يخدم الطلبة، لكنها لم تكن راضية أو قنوعة بذلك فقد توسعت وأصبحت "أكثر واقعية" كما ترى نجوى لحظة انتقالها إلى مدينة الرصيفة المتاخمة للعاصمة.
"قررت تحويل مشروع المركز الثقافي إلى مركز إنتاجي يستهدف السيدات غير العاملات وتحديدا فئة ذوي الإعاقات". فكانت النتيجة "جمعية" تناهض جلوس السيدات في بيوتهن دون عمل".
بهذا الخط بدأت العمل وبجهد شخصي تقول نجوى "دائما أجول بين وزارة التنمية الاجتماعية والتربية والتعليم للتنسيق معهما فيما يتعلق باحتياجات المركز من حيث مساعدة أبناء السيدات العاملات لديها وتقسيط مبالغ على السيدات اللواتي اشترين مكاينات تريكو والإنتاج لأجل التصدير إلى العراق".
"اختلفت المحاولات وتنوعت النتائج" تنظر نجوى إلى ما قامت به في المركز وما صاحبه من نتائج "نعم هناك نجاحات وهناك إخفاقات"، وفقا لنجوى، "عملت مع تجار مدينة اربد من خلال الترويج لمنتجاتنا من التطريز وتراثيات" لكن هذه المنتجات سرعان ما وجدت فشلا كما تذكر نجوى إذ السوق الأردني "غرق بالمنتجات السورية والصينية وبأسعار أقل من عمل السيدات فكان المخطط متجها إلى الأفول".
مطبخُ إنتاجي لجميع أنواع الطبخ هو المحاولة الثانية التي قامت بها نجوى ومن معها من السيدات، فكان الإقبال "جيدا" خصوصا وأن ثمة نساء يقدمن أطعمة تضاهي ما يتم إعداده في فنادق الخمس نجوم، لكن، الطموح أعلى من الطبخ.
"عندها بدأت أتواصل مع تجار في مناطق مختلفة لأجل اقتحام سوق التجاري" وهذه المحاولات صاحبها كما تتذكر نجوى عدة مثبطات؛ فعدد من النساء بدأن الانسحاب. "لم أقف مكتوفة الأيدي وأتذكر ما حققت سابقا، وقد صلت إلى مرحلة التنسيق مع تجار حيث أقوم بأخذ بضائع من الحبوب والمكسرات والأعشاب المتنوعة وتغليفها ووضعها في عبوات بالتنسيق مع تجار ووصلت إلى مرحلة أصبحت معتمدة عند تجار لأجل إنتاج تلك المواد بهذه الطريقة".
حاليا، يستفيد من الجمعية ما يقارب 375 أسرة. وتطمح نجوى أن يعمل جميع المجتمع بكامل أعضاءه لا أن تبقى النساء جالسات لا يعملن "بهذا قد نحد من معدلات البطالة".
أم إبراهيم تعمل مع الجمعية منذ خمس سنوات، استطاعت مساعدة زوجها في إعالة أولادها لإكمال دراستهم الجامعية. تقول أنها حققت حلما عندما أصبحت امرأة منتجة لا فقط عضو غير فاعل في منزلها، وتقول إن عملها لا يشكل جزءاً من التزاماتها المنزلية.
"عملي سهل فقد اعتدت عليه" تجمع حبوب الحمص والمكسرات والأعشاب وتغليفها في عبوات، حيث يبدأ عملها من الواحدة ظهرا حتى الرابعة عصرا.تعتقد أن الدوام لا يؤثر على التزاماتها المنزلية.
الأربعينية أم محمد عملها في الجمعية لم يتجاوز العام، تساعد هي الأخرى زوجها في إعالة زوجها في تكاليف مدارس أطفالها. تقول عن تجربتها أنها حققت شيئا ما "أنا جزء من المجتمع لا أشعر أني عالة عليه".
"يلازمني شعور سيئ عندما أصادف سيدات يدافعن عن فكرة وجودهن في منازلهن بلا عمل" هذا ما تقوله أم محمد وهي تعمل بمرافقة ابنها محمد 13 عاما الذي يساندها في العمل بعد عودته من المدرسة.
يعمل حاليا لدى الجمعية عشر سيدات بعضهن من ذوي الإعاقات الحركية والصم والبكم. يرافقن نجوى في عملها والبقية يزددن بالصيف وينقصن بالشتاء أو عند فترة امتحانات الطلبة. تطوق نجوى إلى إحداث تأثير بجمعيات نسائية لتهتم أكثر بعملها وعلى أمل أن تصل فكرتها تلك إلى كافة الأردنيات الجالسات في بيوتهن دون عمل.
إستمع الآن











































