ثقافة ب 35 قرشا !!
انها واحدة من أعظم مبادرات وزارة الثقافة. اليوم الجمعة عطلة واذا لم تقرأ الوزيرة هذه الكلمات ارجو ان ينقل لها ولكل من ساهم في هذه الفكرة اننا نشكرهم ونشدّ على ايديهم، ولو أن وزارة الثقافة لم تفعل اي شيء آخر سوى متابعة هذه المبادرة لكان ذلك كافيا وزيادة، أتحدث عن طباعة كتب وبيعها بسعر رمزي هو 35 قرشا للكتاب.
ذهبت الى المركز الثقافي الملكي حيث معرض الكتاب المدعوم بعد يومين أو ثلاثة من بدايته ووجدت فقط بقايا كتب فأخذت بضع نسخ فقد كان الاقبال ممتازا ما يعني ان الغلاء هو الذي يحول اساسا بين الناس وشراء الكتب. القراءة عندنا متدنية عموما وأي اصدار جديد بالكاد يبيع مائة نسخة ويفاقم غلاء الكتب المشكلة، وربما لو نزل ثمنها الى الثلث لتضاعف الشراء ثلاثة اضعاف أو أكثر. وعلى الأقل نقترب قليلا من منافسة طوفان الكتب الرخيصة عن الجنس والسحر والشعوذة والجنّ والشياطين . .الخ
يا ليت لو تحول الوزارة هذه المبادرة الى مشروع دائم، مثلا أن يتم طباعة كتاب كل شهر ويمكن رفع ثمنه الى نصف دينار وترك 15 قرشا هامش ربح من اجل عرضه في عموم المكتبات. وهنا يجب ان يكون واضحا ان المقصود ليس دعم ادبائنا لنشر نتاجهم بهذه الوسيلة فهذه قضيّة اخرى. المقصود تشجيع القراءة ونشر الثقافة في المجتمع، وعندما نقول ثقافة نقصد ثقافة التنوير، ويمكن انتقاء كتب لمؤلفين اردنيين أو عرب او أجانب ذات قيمة ثقافية متميزة، ويمكن رفد المكتبات المدرسية بها. وسوف أضرب مثالا: ان كتابا مثل "عالم صوفي" الذي يقدم تاريخ الفلسفة وطروحات المفكرين عبر رواية جميلة بطلتها صبية في الثانوية بأسلوب بسيط وشيق، يستحق ايداع بضعة نسخ منه في كل مدرسة، على الأقل لتعويض غياب الفلسفة نهائيا من منهاج وزارة التربية لجميع الصفوف، وهي الخطوة الأكثر رجعية وظلامية في تاريخ التربية والتعليم في الأردن والتي لم تصوّب حتّى الآن، فيما تلجأ بعض المدارس الخاصّة المتقدمة الى اعطاء الفلسفة والفكر عبر المساقات الاضافية أو اللامنهجية. كتاب كهذا يباع في السوق بأكثر من عشرة دنانير أي انه ممنوع على العموم.
يقال اننا مجتمع نتعلم بنسبة شهادات جامعية عالية، وهذه المقولة يجب ان لاتخدعنا، يدرس طلابنا في الاردنية أواليرموك ولا يدخلون قط المكتبة فيما زملاؤهم الذين يدرسون في جامعات غربية أو أميركية يجب أن يمضوا بضع ساعات في المكتبة يوميا، فهنا التلقين والحفظ من دوسيات وهناك الدراسة والبحث في الكتب. والحديث يطول فلنعد الى مبادرة وزارة الثقافة آملين أن نرى المبادرة تتحول الى مشروع دائم للكتاب المدعوم بهدف تشجيع القراءة والنهوض بالثقافة العامّة.











































