توجه إخواني لتبني جبهة لمقاطعة الانتخابات رفضا لقانون الانتخاب
توافقت قيادات في جماعة الإخوان المسلمين على أن نتائج انتخابات الرئاسة المصرية، التي فاز بها الاخواني محمد مرسي، هي رسالة للمنطقة العربية عموما، والأردن خصوصا، للدفع باتجاه إحداث حالة مصالحة داخلية بين مستويات القرار السياسي والشعب، فيما يتعلق بملف الإصلاح.
لكن هذه القيادات ذهبت، في تصريحات لـالغد، الى اعتبار أن الأجواء العامة في البلاد، مهيأة للتوجه نحو مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، بعد اقرار البرلمان لقانون الانتخاب بصيغته الحالية، معتبرة أن نجاح الإسلاميين في مصر لا يعني بالضرورة مشاركة إخوان الأردن في الانتخابات المقبلة، وأن ليس لذلك أي انعكاسات، حتى على المطالب الإصلاحية الداخلية.
وقال نائب المراقب العام للجماعة زكي بني ارشيد، إن نتائج الانتخابات المصرية جاءت ترجمة لإرادة الشعب المصري بالتغيير، معتبرا أن فوز مرسي برئاسة مصر أكبر من أي جماعات أو حركات.
وشدد بني ارشيد على أن النتائج المصرية، هي تجربة يمكن الاستفادة منها أردنيا، للدفع باتجاه توافق داخلي وصياغة عقد جديد بين الشعب ومستويات القرار في البلاد، حول ملف الإصلاح.
ومع اقتراب موعد حسم مجلس شورى الجماعة لموقفه من الانتخابات المقبلة الخميس القادم، تمسك بني ارشيد بأن الموقف هو من صلاحيات الشورى، وأن الجزم بطبيعته ليس من صلاحيات أحد من المكتب التنفيذي للجماعة، فيما نفى تأثر توجهات وقرارات الحركة الإسلامية بنجاح إسلاميي مصر.
وأضاف ان ما يعنينا أردنيا من التجربة المصرية أن تتفهم مراكز القرار المحطة الجديدة في المنطقة، وأن تتجه لعقد مصالحة مع الشعب والتقاط الرسالة بضرورة التغيير على حد رأيه.
ورفض بني ارشيد ربط موقف إخوان الاردن من المشاركة في الانتخابات بموقف إخوان مصر، مشددا على أن لا تداعيات أو انعكاسات على موقف إخوان الأردن حتى على مستوى المطالب الاصلاحية.
وقال القرار هو قرار ذاتي بالنسبة للجماعة، والدليل أننا قاطعنا الانتخابات العام 2010، وقد كان قرارنا صائبا حينها، فيما شارك إخوان مصر في الانتخابات المصرية ذلك العام.
وأكد بني ارشيد أن الحركة الإسلامية تتجه لتبني جبهة شعبية لمقاطعة الانتخابات المقبلة، وأنها بصدد إجراء مشاورات مع القوى السياسية، لاستمزاج مواقفها من العملية الانتخابية، ومن قانون الانتخاب، للتوافق على موقف موحد.
في الأثناء، أشارت مصادر مطلعة
لـالغد، إلى حالة من التوافق الداخلي في الحركة الاسلامية على رفض قانون الانتخاب، بصيغته الحالية، وأن الأجواء الداخلية في الحركة مهيأة للمقاطعة، على مستوى مختلف التيارات والتوجهات داخل الجماعة.
ولفتت المصادر إلى أن جلسة الشورى الخميس، سيتم خلالها التصويت على الموقف من قانون الانتخاب، بشكل رئيسي، إضافة إلى بحث عدد من القضايا والمستجدات السياسية، المتعلقة بالعملية السياسية.
ورجحت المصادر أن يتم عرض توصية من المكتب التنفيذي للاخوان على مجلس شورى الجماعة، تتعلق بالإجراءات المناسبة للتعاطي مع ملف الانتخابات المقبلة، والموقف من المشاركة أو المقاطعة، بتفويض المكتب التنفيذي لاتخاذ القرار المناسب لاحقا، ووفقا للمعطيات.
إلى ذلك، رأى القيادي في الحركة، ورئيس مجلس شورى الاخوان السابق الدكتور عبداللطيف عربيات أن ما جرى في مصر هو حدث تاريخي، من شأنه أن يعيد لمصر دورها العربي والإقليمي، بعد تكبيله منذ توقيع اتفاقية كامب ديفد.
واعتبر عربيات أن جملة من المشاهدات التي رافقت عملية انتخاب مرسي رئيسا لمصر، بما في ذلك محاولات إجهاض وصوله إلى الرئاسة، تؤكد أن هناك صحوة جديدة.
وقال عربيات لـ الغد إن هناك تغييرا بنيويا نحو الأفضل في دور مصر في المنطقة، وهي رسالة للجميع للتوقف عن التعامي عما يجري من تغيير وإصلاح، فما جرى في مصر هو تغيير تقدمي، أما ما يجري لدينا للآن هنا فهو تغير تراجعي على حد توصيفه.
وفي السياق، دعا عربيات الحكومة ومستويات القرار الى التوقف مليا عند حقيقة ما يجري محليا، ورأى عربيات أن الأجواء العامة في البلاد تدفع باتجاه مقاطعة الانتخابات، لعدم الرضا عن قانون الانتخاب بصيغته الحالية.
وقال انه لا بد من التأكيد على أن موقف الحركة الإسلامية، الرافض لقانون الانتخاب بصيغته الحالية، هو موقف يمثل قوى وشرائح واسعة من الشعب، فالقانون غير مقبول ونتمنى أن يتم تداركه.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن هنأت عموم الأمة العربية والإسلامية، والشعب المصري على وجه الخصوص بفوز الدكتور مرسي برئاسة جمهورية مصر العربية.
وقال المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد، في احتفال أقامته الجماعة في مقرها العام مساء الأحد، إن هذا الفوز هو انتصار لكل الدول العربية والإسلامية.
واعتبر سعيد أن نجاح التجربة الديمقراطية في مصر يصب في صالح كافة الشعوب العربية، مشدداً في الوقت ذاته على المطالبة بإنجاز الإصلاح في الأردن.
وطالب الدول العربية بالوقوف الى جانب إنجاح الخيار الشعبي، الذي أتى بمرسي رئيساً لمصر.











































