تمدد بورصة جيوب الفقر في الأردن

تمدد بورصة جيوب الفقر في الأردن
الرابط المختصر

أعلنت وزارة التخطيط والتعاون الدولي، أن "تغيُراً" طرأ على خارطة توزيع الفقر على مستوى المملكة حيث انخفضت نسب الفقر في بعض المناطق فيما زادت هذه النسب في مناطق أخرى.

إلا أن دائرة الإحصاءات العامة كانت قد أعلنت في العام 2006 عن تراجع معدل الفقر ليبلغ 13% نزولا من 14.1%، في دراسة عن تحديث مؤشرات الفقر بالتعاون مع البنك الدولي.

وقدرت خط الفقر المطلق في الأردن بما معدله 556 دينارا للفرد سنويا حيث بلغ في حده الأقصى 581 دينارا في محافظة العاصمة وفي حده الأدنى 527 دينارا في محافظة المفرق.
 
وانخفضت عدد مناطق جيوب الفقر التي حددت سابقا من 22 جيبا إلى 10 جيوب فقر وفق ما أكده مسح نفقات ودخل الأسر الذي أجرته دائرة الإحصاءات العامة، لكن وفق مسح العام 2006-2007 دخلت جيوب جديدة بالتالي أعادت الرقم إلى ما كان عليه "22" جيب.
 
وشكلت الوزارة لجنة لوضع الأسس والمعايير المتعلقة بتحديد مناطق جيوب الفقر وفقا للدراسة الجديدة. حيث قررت اللجنة تحديد المناطق التي تزيد فيها نسبة الفقر عن 25% كمناطق جيوب فقر ذات أولوية.
 
جاء إعلان وزارة التخطيط في معرض ردها على مقال للكاتب أحمد أبو خليل الذي نشر في صحيفة العرب يوم الخميس الماضي الموافق 12-3 -2009 والتي قال فيها أن "منطق وزارة التخطيط والتعاون الدولي اقرب الى الشأن الورقي أو المكتبي، وهو ما يقود الوزارة إلى المبالغة في الأرقام سلبا أو إيجابا".
 
مصدرُ حكومي شكك لعمان نت بدراسات الفقر التي أجريت في العام 2006 وقال إنها "لم تكن دقيقة" من حيث ما تم البناء عليه، لسبب يعزوه "أن العام 2006 شهد هبة ارتفاع الأسعار ثم عاودت الانخفاض، بالتالي فقدت قيمتها العلمية". 
 
إضافة إلى ذلك، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور جواد العناني، أن البرامج الحكومية المواكبة للتغيرات الاقتصادية "لا تمس الكثير من المواطنين غير القادرين على الاستفادة من برامجها، وخاصة في الأماكن الريفية التي لا يزال دخل المواطنين الشهري فيها متدني".
 
الدكتور عبد العزيز محمود، المختص في علم الانثربولجي، يرى أن فقر البيئات الحضرية يختلف عن فقر البيئات النائية والمعزولة والبادية، ويقول: "أحيانا جيوب الفقر تتغير وتتلون كالبورصة، تتنقل بين الأغوار واقليم الشمال والوسط والبادية".
 
يستذكر الدكتور عبد العزيز أول دراسة أجريت عن الفقر في العام 1987 قام بها آنذاك الدكتور محمد الصقور ثم توالت على مدى سنوات دراسات أجراها البنك الدولي ثم دخلت دائرة الإحصاءات العامة في الدراسات وقامت بدراسة سنة 2002 على مستوى العينة أو على مستوى مسوحات في المملكة.
 
لتقليص نسب الفقر، يطلب الدكتور عبد العزيز تضافر الجهود وتحسين مستوى الحياة وتنسيق الاستهداف وتحسين الخدمات الاجتماعية وتفعيل برنامج الحماية الاجتماعية لذلك أسست الدولة هيئة التكافل الاجتماعي لدينا في الأردن عدة برامج لمكافحة الفقر أهمها صندوق المعونة الوطنية وبرنامج تعزيز الإنتاجية والتحول الاجتماعي.
 
محمود كفاوين مدير صندوق المعونة الوطنية، يقول ردا على من يعتبر أن الصندوق يدلل من خلال خدماته على نسب الفقر..إن "صندوق المعونة ليس ضمان للبطالة، فالصندوق غير مسؤول عن الفئات المحددة فمن يستطيع العمل لا دخل لنا به".
 
ويضيف كفاوين "تبقى أرقام الصندوق غير مرتبطة بنسب الفقر، بالتالي لا يعبر الصندوق عن الدراسات". 
  
هل أسباب الفقر ذاتية تتعلق بالفقير نفسه أما أن المجتمع وبنيته الطبقية والسياسية والاقتصادية تخرج عينة فقيرة..يتساءل الدكتور عبد العزيز.
 
ويضيف محمد جربيع، مدير مركز الثريا للدراسات المتخصص بقضايا الفقر أن واحدة من مشكلات الفقر في الأردن هي تشتت البرامج الوطنية، "لا يوجد هناك تنسيق على مستوى عالي بين البرامج الوطنية المقدمة سواء تقُدم من قبل الحكومة أو من قبل مؤسسات المجتمع المدني".
 
وكانت وزارة التخطيط والتعاون الدولي، أصدرت في العام 2004 دراسة بعنوان تقييم الفقر في الأردن، أظهرت نتائجها أن مستوى الفقر "تقلص" في بعض المحافظات باستثناء الزرقاء التي ارتفع مستوى الفقر فيها، حيث زادت نسبته من 16،3% في عام 1997 الى 22،3% في عام 2002، كما ارتفعت معدلات البطالة من 11% الى14% مما يعني تدهور الظروف المعيشية للسكان في الزرقاء.
 
حسب الدراسة فإن "الفقراء فقرا مزمناً يشكلون ما نسبته 4% من السكان أو ما نسبته 29% من الفقراء، ويشكل الفقراء فقرا انتقاليا حوالي 70% من الفقراء وهؤلاء هم الفقراء الذين يصل معدل إنفاقهم إلى ما دون خط الفقر بقليل".
 
مجلس الوزراء وافق سابقا على اعتماد 22 منطقة كجيوب فقر في مختلف محافظات المملكة لغايات تركيز الجهود التنموية عليها وإيلائها الاهتمام من خلال برامج الوزارات والمؤسسات المختلفة. فيما قرر رئيس الوزراء تشكيل لجنة توجيهية عليا برئاسته لوضع خطة حكومية متضمنة دراسة احتياجات المناطق الفقيرة من البرامج والمشاريع والألويات التنموية.
 
تشمل المناطق جيوب الفقر: الرويشد والأغوار الجنوبية(غور الصافي) وغور المزرعة والديسة وكفرنجة وحوشا ودير الكهف وبلعما وعرجان والبادية الشمالية الغربية والجفر ووادي عربة والقويرة والموجب والبادية الشمالية (الصالحية) والخالدية والقطرانة وبصيرا والأغوار الشمالية (الشونة الشمالية) وبرما والمريغة وأم الرصاص.