تقليصات "الأونروا" تكلف الأردن 120 معلما

الرابط المختصر

منذ العام 1993 وتحديدا بعد توقيع اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير واسرائيل وسيل الشكاوى لا ينقطع بسبب تقليصات تجريها ادارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ليس في الأردن فحسب بل في مناطق عملياتها الخمس وهي الأردن وسورية ولبنان والضفة وغزة.

وكانت الاجابات تأتي سريعة من قبل أصحاب الشكاوى انفسهم وهي ان الوكالة انحرفت عن مسارها الذي أسست لأجله وانخرطت في ما يسمى" برامج السلام" وبدات بالصرف عليها من ميزانيتها وهذه مخالفة كبرى.

وفي هذا الصدد تقول مصادر تعليمية في الوكالة الدولية ان قرار ادارة (الأونروا) الأخير الذي يتضمن تخفيض 9 ملايين دولار من ميزانية اقليم الأردن طالت الساحة التعليمية بشكل لا لبس فيه وأنها ستكلف 120 معلما.

وفي التفاصيل تقول ذات المصادر أن كل صف في مدارس الوكالة في المرحلة الابتدائية  كان مخصصا له 1.20 معلم وبعد التقليصات انخفضت النسبة الى 1.19 معلم في حين أنه كان مخصصا للصف الواحد في المرحلة الاعدادية 1.4 معلم وبعد التقليصات انخفضت النسبة الى 1.35 معلم.

وتبين المصادر أن ذلك سيرتب على منطقة عمان الشمالية التعليمية على سبيل المثال فقدان 25 معلما وستكون كلفة ذلك على مناطق الأردن التعليمية الخمس 120 معلما بمعنى وقف تعيين مثل هذا العدد من أبناء اللاجئين وكذلك زيادة نصيب المعلمين من 24 حصة أسبوعيا الى ما بين 26- 28 حصة في الأسبوع مشيرة الى انه تم الطلب من ادارة الوكالة في الأردن المباشرة بتنفيذ تعليمات التقليص في الخدمات وكانت الساحة التعليمية هي البداية.

وفي التفاصيل أيضا وبحسب المصادر المطلعة فان هناك عزوفا عن قبول الوظائف الشاغرة في الوكالة بسبب سياسة الادارة والتقليصات وعدم الاستقرار الوظيفي الذي باتت تشهده منذ اوسلو بحيث أصبحت على حد وصف ذات المصادر رب عمل غير منصف وطاردا للكفاءات وغير جاذب لها في الوقت ذاته.

وفي السياق أيضا فان هناك تسريبات عن استقالات يقدم عليها بعض كادر الوكالة التعليمي اضافة الى هجرة كفاءات تعليمية الى الخارج خاصة من منطقة شمال عمان.

وبناء على ما تقدم فان لجنة الدفاع عن حق العودة في الأردن قررت اقامة ملتقى غدا الاثنين في مخيم البقعة في الثامنة مساء بمقر حزب الوحدة الشعبية لدراسة أوضاع الوكالة والتقليصات التي تقوم بها.

وفي الاطار أيضا فان هناك تذمرا شعبيا بسبب اصرار ادارة (الأونروا) في الأردن على اغلاق السكن الداخلي للطلاب في كليتي وادي السير وناعور الذي يلحق الضرر بمصالح الطلبة الفقراء والطالبات بصورة خاصة وستقوم الفعاليات الشعبية خلال الأسبوع الحالي بمقابلة مدير عمليات الوكالة في الأردن ريتشارد كوك بهذا الخصوص.

وفي سياق متصل انهى مؤتمر العاملين في (الأونروا) اجتماعه الأخير في العاصمة السورية دمشق بحضور ممثلين عن المناطق الخمس وممثلين عن ادارة الوكالة وتم الاتفاق على تعويض نهاية الخدمة شهرين عن كل سنة خدمة بدلا من شهر واحد حسب النظام المعمول به.

 وبعد نقاش مطول وبين مد وجزر بين أعضاء المؤتمر من جهة والإدارة من جهة أخرى وبعد الإطلاع على تقرير الخبير المختص والمعين من قبل الإدارة لدراسة هذا الموضوع بين المؤتمر الأسباب المباشرة التي دعته إلى الحرص الشديد على طرح هذا المطلب والمتمثلة في إرتفاع مؤشر غلاء المعيشة والذي أدى إلى تآكل القيمة الشرائية لرواتب العاملين. والخسارة الفادحة في صندوق الإدخار التي تعرض لها في نهاية العام الماضي.وإعتماد غالبية العاملين على القروض في تلبية وتسيير حياتهم المعيشية.والسعي الجاد لتحسين شروط الخدمة في وكالة الغوث خاصة أنه لم يطرأ عليها أي تحسين منذ تأسيسها قبل ستين عاما.

 مديرة الموارد البشرية كورنيليا موسى ابدت دعمها الكامل لهذا المطلب وتفهمها للاسباب التي دعت لطرحه من قبل المؤتمر. 

 وبعد حوار عميق بين الإدارة والمؤتمر ونتيجة لتفهم العاملين لوضع وكالة الغوث المالي والظروف الصعبة التي تمر بها في هذه الفترة قدم المؤتمر الصيغة النهائية لمطلبه العادل المبني على عدد سنوات الخدمة وعلى النحو التالي:

عدد سنوات الخدمة للموظف

قيمة التعويض نهاية الخدمة بالأيام

1 إلى 10

30 يوما عن كل سنة خدمة

 10 + إلى 15

45 يوما عن كل سنة خدمة

15 + إلى 20

50 يوما عن كل سنة خدمة

20+ فما فوق

60 يوما عن كل سنة خدمة

ويعتبر المؤتمر أن هذا المطلب هو الحد الأدنى المقبول لديه وغير قابل للنقاش أو التغيير وينتظر الرد النهائي من قبل إدارة الوكالة قبل نهاية شهر آب المقبل.

"الأونروا"

وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" هي وكالة إغاثة وتنمية بشرية تعنى بتوفير التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والمعونة الطارئة لما يربو على الملايين من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسورية.

وتعتبر الوكالة إلى حد بعيد أكبر وكالة تابعة للأمم المتحدة تعمل في الشرق الأوسط, حيث يبلغ عدد موظفيها 24000 موظف يكاد يكون معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم الذين يعملون بشكل مباشر لمصلحة مجتمعاتهم في وظائف المدرسين والأطباء والممرضات والأخصائيين الاجتماعيين.

تأسست "الأونروا" بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 في 8 كانون أول عام ,1949 في أعقاب الصراع العربي الإسرائيلي عام ,1948 بهدف تقديم الإغاثة المباشرة وبرامج تشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وبدأت الوكالة عملياتها الميدانية في أول أيار عام 1950 وفي غياب حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين, تقوم الجمعية العامة بالتجديد المتكرر لولاية الأونروا, وامتد آخر تجديد حتى 30 حزيران ..2008 وذلك استنادا الى موقع الاونروا الرسمي.

ومنذ نشأتها تقدم الأونروا خدماتها في أوقات تتسم بالهدوء النسبي تارة وتسودها أعمال العنف تارة أخرى في الشرق الأوسط. فقد وفرت الغذاء والمسكن والملبس لعشرات الآلاف من اللاجئين الفارين, وقامت في الوقت نفسه بتوفير التعليم والرعاية الصحية لمئات الآلاف من شباب اللاجئين.

وتتبوأ الأونروا مكانة متفردة في إطار التزامها الدائم نحو مجموعة واحدة من اللاجئين وإسهاماتها في تحقيق التنمية البشرية لأربعة أجيال من اللاجئين الفلسطينيين.0