تقرير: 65 ألف حالة تقزّم أطفال في الاردن
أشار تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" الذي نشر في شهر نيسان إلى أن عدد الاطفال اللذين يعانون من التقزم في الأردن بلغ 65 ألفاً.
وقال التقرير أن إنتشار التقزم بين عامي (2007-2011) وصل الى نسبة (8%) من الأطفال والطفلات ، وبحسب إحصائيات عام (2011)، وبنسبة تقل عن (1%) من حالات التقزم في العالم. في حين كان معدل الوفيات للأطفال والطفلات دون سن الخامسة (21) لكل ألف عام (2011).
ويؤكد التقرير على أن الفئات المحرومة والمهمشة في المجتمع هي الأكثر تأثراً بحالات سوء التغذية والتقزم، فعلى المستوى العالمي يعاني ثلث الأطفال والطفلات الريفين / الريفيات دون سن الخامسة من التقزم ، مقابل معاناة ربع الأطفال والطفلات في المناطق الحضرية. إلا أن الأرقام تشير الى أن (55%) من أطفال اليمن يعانون من التقزم ، ويعاني ثلثي الأطفال في المناطق الحضرية باليمن وبنسبة (44.2%) منه. كما أن ثاني أعلى نسبة من الأطفال / الطفلات منخضي الوزن موجودة في اليمن وهي (58%) بعد أفغانستان.
كما يرتبط إرتفاع معدل حالات التقزم في العالم بحالة الفقر ، حيث إن معدل إصابة الأطفال والطفلات دون الخامسة في المجتمعات الأشد فقراً هي ضعف إحتمالات إصابة نفس الفئة في المجتمعات الأكثر ثراءاً.
وإن إمكانية وصول الأمهات وأطفالهن الى الغذاء الكافي والمكملات الغذائية المناسبة، والعناية الصحية اللازمة لهن ولأطفالهن، وتوفر الخدمات الصحية والمياة النظيفة والصرف الصحية والنظافة الجيدة، جميعها تساهم وبشكل كبير في الحد من تعرض الأطفال والطفلات لحالات التقزم.
وتضيف جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" بأن الأثار المترتبة على الإصابة بالتقزم عند الأطفال والطفلات دون سن الخامسة والتي تنتشر فيما بينهم بشكل متقارب كما أفاد التقرير، تمتد ليصاحبه تعطل نمو الدماغ مما يوثر على حياتهم / حياتهن لفترة طويلة الأمد، حيث يؤدي الى تدني مستوى الحضور الى المدرسة والتعلم بدرجة أقل ويؤثر على الدخل مستقبلاً.
وعلى سبيل المثال فإن دولة مثل اليمن تخسر (3%) من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب ذلك ، كما أن الأطفال والطفلات المصابون والمصابات يفقدون / يفقدن (22%) في المتوسط من دخلهم / دخلهن الذي يحصلون / تحصلن عليه مستقبلاً.
ويشير التقرير الى أن التوقت بخصوص التغذية يعتبر أمراً هاماً، حيث تعتبر مدة الألف يوماً الأولى منذ بدء الحمل حتى إكمال الطفل / الطفلة العام الثاني هي الفترة الأهم لتلبية الإحتياجات الغذائية، وإن (54) دولة حول العالم تعاني من سوء تغذية أطفالها خلال هذه الفترة، وبالتالي لن يكون بالإمكان تعويض النمو المفقود كون الضرر الذي يكون قد لحق بالطفل / الطفلة لا يمكن تعويضه في أغلب الحالات.
وإن الأمهات اللاتي يعانين من سوء أو نقص التغذية ترتفع لديهن إحتمالات ولادة أطفال وطفلات منخفضي الوزن عن الأمهات اللاتي يتمتعن بتغذية مناسبة ، وأن (60%-80%) من وفيات المواليد تحدث لدى الأطفال والطفلات منخفضي الوزن.
وفي اليمن تعاني واحدة من كل أربع أمهات من سوء أو نقص تغذية وبنسبة (25%) ، ويولد في اليمن ما نسبته (32%) من الأطفال والطفلات بوزن منخفض.
وتنوه "تضامن" الى أن هنالك ربط مباشر ما بين سوء التغذية ووفاة الأطفال والطفلات دون الخامسة من العمر ، حيث أن ثلث وفيات الأطفال والطفلات دون الخامسة تحدث بسبب نقص أو سوء التغذية ، وتزيد من المخاطر الصحية والتعرض للأمراض الشديدة كالإلتهاب الرئوي والإسهال والملاريا والحصبة.
وبشكل عام فإن الأطفال والطفلات الذين يعانون / يعانين من سؤء أو نقص تغذية شديدين تزيد إحتمالات وفاتهم / وفاتهن تسع مرات أكثر ممن يحصلون على تغذية مناسبة.
واكد التقرير على أن أوضاع التغذية لأطفال وطفلات العالم تبشر خيراً، وأن إتخاذ المزيد من الإجراءات والمبادرات ستسهم في خفض معدلات التقزم ونقص الوزن والهزال وإنخفاض الوزن عند الولادة، فعلى مستوى العالم إنخفض مستوى إنتشار التقزم بنسبة تصل الى (36%) خلال (20) عاماً الماضية من نسبة تقديرية بلغت (40%) عام (1990) الى (26%) في عام (2011)، كما إنخفضت مستويات إنتشار نقص الوزن من (25%) عام (1990) الى (16%) الى يومنا هذا ، كما وإنخفض المستوى العالمي للأطفال والطفلات دون الخامسة والذين / اللاتي يعانون من الهزال بنسبة (11%) ليصل عددهم الإجمالي (52) مليون طفل وطفلة بعد أن كان (58) مليون طفل وطفلة عام (1990)، وتتحمل الهند لوحدها ثلث حالات إنخفاض الوزن عند الولادة على مستوى العالم.
وتؤكد "تضامن" على الأثار المضاعفة التي تقع على عاتق الطفلات اللاتي يعانين من سوء التغذية ، حيث أنهن عرضة في المستقبل الى أن يلدن أطفالاً يعانون من إنخفاض في الوزن ، خاصة عند الفتيات الصغيرات اللاتي يتزوجن وينجبن بدون أية إستشارات خاصة بتنظيم الأسرة، وقبل أن يكتمل نموهن وتعليمهن.