تقرير عبري: هل تشتعل جبهتي حزب الله وإيران مع تنفيذ العملية البرية في غزة؟

الرابط المختصر

ينصب معظم الاهتمام هذه الأيام على الحرب البرية المتوقعة في قطاع غزة، والحرب ضد حماس، ولكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرس أيضا خطواتها ضد حزب الله اللبناني وإيران، في حين أن السيناريوهات معقدة، وهناك العديد من المعضلات.
وفي الأيام التي تكون فيها أعصاب الإسرائيليين متوترة أمام الخيار العسكري للقيام بعملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، يحوم السؤال حول توقيت دخول جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى غزة.
وبمجرد أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن جاهزيته العملياتية الكاملة للحرب البرية، فإن كل لحظة تمر يمكن أن تلحق الضرر بالروح المعنوية العامة للمقاتلين وبحافز قوات الاحتياط التي تركت كل شيء واحتشدت للحرب الكبرى. 
وبحسب تقرير عبري، فإنه من الناحية العملية، لدى مجلس الحرب الإسرائيلي مجموعة من الاعتبارات التي يجب مراعاتها قبل الموافقة على العملية البرية: مطالبة الأمريكيين بتأجيل الحرب البرية حتى نقل الأنظمة الدفاعية إلى الشرق الأوسط على خلفية الخوف من هجمات أذرع إيران في المنطقة؛ وتحضير الأراضي الفلسطينية؛ وتآكل الذراع العسكري لحركة حماس من الجو، وعلى وجه الخصوص قيادة حماس تحت الأرض.
ويرفض مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الانتقادات الموجهة لتأجيل الدخول، ويؤكدون أن "المناورة البرية إلى غزة هي مسألة وقت، رغم الإنجازات التي تحققت من الجو". ومع ذلك، من المهم أيضًا التأكيد على أنه مع مرور كل يوم، تتآكل الشرعية الدولية على الساحة الدولية للعمل الإسرائيلي الواسع والعدواني.
وقال التقرير الذي نشره موقع "واللا" العبري، يرتبط موضوع إنجازات الحرب البرية في غزة بسؤال مهم آخر: ما الذي سيعيد سكان مستوطنات النقب الغربي إلى منازلهم؟ وأجاب مجلس الحرب على ذلك بوضوح: القضاء على حماس وإزالة التهديد الأمني من قطاع غزة. لكن، من أجل تغيير الواقع، ستكون هناك حاجة لعملية برية واسعة النطاق، مع مرور الوقت، في نموذج عملية "الجدار الواقي"، وبعدها إطلاق الجيش الإسرائيلي سلسلة من العمليات لمدة 5 سنوات. ومن غير المعقول التوقع بعودة السكان إلى منازلهم عندما لا يزال التهديد قائما في المنطقة.
ووفقا للكاتب والمحلل السياسي في "واللا"، أمير بوخبوط، ترتبط الساحة الجنوبية أيضًا بنظام ترسيم الحدود الذي وضعه الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله، حيث أعلن المستوطنون على الحدود الشمالية أنهم لن يعودوا إلى منازلهم دون إزالة التهديد على الحدود، كما قال مقاتلو وحدة النخبة التابعة لحزب الله "قوة الرضوان"، إنهم يقومون بدوريات على طول الحدود، ويخططون لمداهمة المستوطنات، وتنفيذ عملية مماثلة لتلك التي نفذتها حماس في مستوطنات "غلاف غزة".
ولذلك، فإن مجلس الحرب الذي كان يفضل في هذه المرحلة التركيز على جبهة غزة، وتحديد لبنان كساحة ثانوية- سيكون مطالباً قريباً جداً باتخاذ قرار بشأن أساليب العمل لتغيير الواقع الأمني في المنطقة الشمالية أيضاً. 
3 خيارات
وفي هذه المنطقة، هناك ثلاثة خيارات بحسب أمير بوخبوط، هي: أولا، إما أن تظل الحملة محدودة (لقد قتل الجيش الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 50 مسلحا من حزب الله)، أو أن يفاجئ الجيش الإسرائيلي بهجوم واسع النطاق على تشكيلات حزب الله، أو أن يقوم حزب الله بتوسيع الحملة نفسها، ويذهب للحرب. والجيش الإسرائيلي مستعد لجميع السيناريوهات، بما في ذلك خيار القضاء على معظم قدرات حزب الله على الارتفاعات العالية والصواريخ.
ثانيا، تتعلق المعضلة الاخرى بإيران، التي تروج للعمل ضد إسرائيل من خلال ضخ الأموال الكثيرة بواسطة عدد كبير من ساحات الشرق الأوسط. 
ثالثا، سيكون على مجلس الحرب أن يدرس ما إذا كان من الصواب مهاجمة أهداف في إيران لجني ثمن منها وردعها، كما هدد رئيس الموساد إيران قبل بضعة أشهر، أو الاكتفاء بالعمل في الساحتين الرئيسيتين: غزة ولبنان. ومصدر القلق هو السيناريو الذي تتمكن فيه طهران، في حين تنشغل إسرائيل بالدفاع عن كلا الساحتين ونشر قواتها النظامية والاحتياطية، من توجيه الزيادة في تخصيب اليورانيوم إلى درجة تجميع قنبلة نووية سراً. وبناءً على ذلك، يجب أن تكون جميع خيارات إسرائيل مطروحة على الطاولة.
ويقوم الجيش الإسرائيلي الآن بمهاجمة لبنان وغزة في نفس الوقت، يقول بوخبوط، ولكن ستأتي اللحظة الحاسمة عندما تتعمق الحرب البرية فعلا، وبحسب تهديداتها فإن إيران قد تأمر مبعوثيها في مختلف الساحات بمهاجمة الجيش الإسرائيلي، وكذلك القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.