تقرير عبري: المهمة ليست "تدمير" أو "انهيار" حماس بل تفكيك مكوناتها الخمسة

الرابط المختصر

تقرير عبري مترجم : ترجمة الصحفي يحيى مطالقة 

اعتبر تقرير عبري أن القتال في غزة تجدد، لأن ما تعرضه حماس الآن هو اتفاق على استسلام إسرائيل الكامل لكل مطالبها مقابل إطلاق سراح الأسرى. ولو أنها استجابت حتى لبعض منها لفرضت على نفسها تهديداً وجودياً على المدى الطويل. ولذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يدخل الآن مرحلة جديدة وحاسمة في الحرب. وهي المرحلة التي سينتصر أو يخسر فيها، ولذلك فمن المناسب أن تحدد حكومة الحرب المصغرة، والحكومة الموسعة، والحكومة بأكملها نفسها في هذا الإطار. 


وقال "بالتفصيل وليس بالشعارات ما يريدون تحقيقه فعلياً، وفي أي جداول زمنية يمكن تحقيق ذلك، ومن ثم وضع مخطط عسكري سياسي يمكن من خلاله تحقيق النصر".
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد حددت سابقا أن أهداف الحرب ذات شقين: إسقاط حكم حماس في قطاع غزة وعودة الأسرى. وأضاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمره الصحفي مؤخرا هدفاً ثالثاً وهو إعادة الشعور بالأمن والأمان لسكان المستوطنات في الجنوب والشمال، الذين اضطروا لإخلاء منازلهم وأصبحوا الآن لاجئين في بلدهم. 


وبحسب التقرير العبري الذي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، فإنه من بين هذه الأهداف الثلاثة، يعد "تدمير حماس" شعاراً أكثر من كونه تعريفاً للمهمة التي يتعين على الجيش الإسرائيلي أن ينفذها. وكذلك الحال بالنسبة للمصطلحات الأخرى التي يرددها الساسة ليل نهار، مثل "تدمير"، "انهيار" و"تفكيك"، وجميعها انطباعية وتعبر عن التمني وليس عن خطة عملية.


ومن بين كل هذه المصطلحات، فإن "تفكيك حماس" هو المصطلح الأكثر عمليا ووضوحاً. وهذا يعني أن حكم حماس في القطاع يتكون من خمسة عناصر رئيسية يجب على الجيش الإسرائيلي تدميرها بشكل إنساني وغير قابل للإصلاح (يجب التأكيد على أنه ليس من الضروري تدمير جميع المكونات في نفس الوقت، ولكن حسب الأولويات):
أولا، العنصر الأهم، وهو الهدف الرئيسي والأول للجيش الإسرائيلي في المرحلة الحالية والمقبلة من القتال، هو المس بالقيادة السياسية والعسكرية العليا لحركة حماس في قطاع غزة، وهذا يعني أن يحيى السنوار، ومحمد ضيف، ومروان عيسى وغيرهم من أعضاء هذه المجموعة المحدودة من القادة العسكريين والسياسيين يجب أن يتم تصفيتهم أو أن يصبحوا أسرى لدى إسرائيل، أو في أسوأ الأحوال أن يكونوا بعيدين عن القطاع حيث لا يمكنهم إحداث أي ضرر، مثل ياسر عرفات الذي تم نفيه إلى تونس بعد حرب لبنان الأولى. وعندما تتوقف هذه القيادة العليا عن العمل، سيكون تفكيك بقية المكونات أسهل.
ثانيا، العنصر الثاني الذي يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى تفكيكه هو "جيش حماس"- القادة الميدانيون ومقاتلو حماس المنتشرين في مختلف مراكز وأحياء غزة، والمخيمات المركزية، وخان يونس ورفح.
ثالثا، البنية التحتية العسكرية التي تخدم القوة القتالية، وتتكون من الخدمات اللوجستية ومنصات إطلاق الصواريخ، والأنفاق القتالية، ومواقع القتال فوق الأرض (بشكل رئيسي في المباني العالية)، ونظام الاتصالات، والأخير والأهم مراكز القيادة والسيطرة. ولهذا الغرض، لا بد من حرب برية، ولكن ليس بالطريقة المتنبعة في شمال قطاع غزة، ولكن بطريقة مختلفة وأكثر استهدافًا.
رابعا، الشرطة المدنية التي تطبق القانون في قطاع غزة. وقد أصبح ضعفها واضحا بالفعل، حيث نهب مئات السكان في الشمال والجنوب على حد السواء، المتاجر ومستودعات المواد الغذائية والمنازل المدمرة. ولا يوجد أحد يزعجهم، وهذا يشير إلى ضعف كبير في قدرة حماس على فرض القانون والنظام. ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أن العديد من القوات المقاتلة في حماس هم من رجال الشرطة الذين قاموا للتو بتغيير الزي الرسمي وأصبحوا رجال النخبة أو مجرد مجموعات "آر بي جي".
خامسا، المؤسسات البيروقراطية المدنية والحكومة المدنية (المكاتب الحكومية التابعة لحماس)، ومؤسسات الرعاية الاجتماعية مثل "الدعوة" التي تمثل الذراع السياسي والديني لحماس حول المساجد.


وفي هذه الأثناء لا يزال هناك وقت، وهناك من يزعم أنه لم يتبق أمام إسرائيل أكثر من أسبوعين للقتال قبل أن تكبح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قوات الجيش الإسرائيلي وتفرض وقف إطلاق النار. وهذا الادعاء، ليس دقيقا. أولا، لأن إدارة بايدن تعلن صراحة أنها ستسمح بإكمال عملية تفكيك حماس، وإذا لم يحدث حدث كارثي فإن الجيش الإسرائيلي سيحصل على الوقت الذي يحتاجه لتنفيذ المهمة.
وإذا أرادت الحكومة الإسرائيلية- وفق التقرير- أن تضمن للجيش الإسرائيلي وقت القتال الذي يحتاجه، فعليها القيام بأمرين: الأول، تقديم خطة للأمريكيين لليوم التالي تكون مقبولة لدى إدارة بايدن، والآخر تجنب وقوع حادث إنساني. مثل مقتل عدد كبير من المدنيين.