تفاقم الأزمة المرورية في العاصمة
تواجه مدينة عمان مع كل صيف، واقعا مروريا "صعبا"، في ظل تزايد عدد السيارات الداخلة الى العاصمة، والتي كشفت الأرقام الرسمية لأمانة عمان الكبرى أن 450 ألف سيارة دخلت المملكة الصيف الحالي، 75% منها في نطاق حدود الأمانة.
هذا التزايد "الكثيف" في السيارات، تركز في "المغلف الحضري" للعاصمة عمان، التي توسعت مساحتها منتصف العام قبل الماضي من 680 كيلو مترا مربعا إلى 1680 كيلو مترا مربعا، بعد ضم مناطق ناعور وحسبان والجيزة وسحاب وأم البساتين ومرج الحمام إلى حدودها.
ومع تزايد حجم أزمات السير التي تعج بها العاصمة، تعمد الأمانة إلى "إجراء تحويلات سير وتقاطعات جديدة"، كان آخرها إعلان المؤسسة الخدمية الأكبر في المملكة، عزمها تنفيذ 16 تقاطعا مروريا جديدا لتفادي نقاط سير سوداء.
وليس هذا فحسب، بل عمدت الأمانة لمواجهة هذا الواقع إلى تحديث منظومة النقل العام عبر عدة محاور، تتمثل بتحديث الخطوط العاملة واستبدال الباصات القديمة بشكل مرحلي وتأثيث الطرق، ومشروعي الباصات سريعة التردد، والقطار الخفيف".
كما تعمل الأمانة ضمن محور ثان، على تحديث منظومة النقل العام في مشروع الحافلات سريعة التردد (BRT)، وهي باصات سريعة التردد، تستوعب ما بين 50 إلى 180 راكبا، وتسير عبر مسارب خاصة في منتصف الطريق، منفصلة، على الشارع الرئيسي، وتبلغ مساراتها 30 كيلو مترا طوليا، سيتم ضمنها إعادة تأهيل الشوارع، بانشاء مواقف وجسور مشاة وبنى تحتية لها.
وكانت الأمانة نفذت خطة مرورية جديدة، استعدادا لاستقبال الصيف وما ينجم عنه من ازدحامات مرورية، وزيادة في الطلب على النقل والتنقل، نتيجة قدوم السياح والأردنيين المغتربين.
ويأتي تنفيذ هذه الخطة المرورية بالتزامن مع إقامة مواقف حديثة في منطقة الصويفية في عمان الغربية، لما تشهده من ازدحام كثيف للسيارات، في وقت يطالب فيه مواطنون في مناطق عمان الشرقية، بتخصيص مواقف لسياراتهم أسوة بعمان الغربية، فضلا عن تطبيق خطة مرورية في شوارع مناطقهم.
وبحسب مواطنين، فإن إقامة هذه المواقف، لم ينسحب على مناطق عمان الشرقية التي تعاني "اكتظاظا خانقا في حركة المرور".
ويعلق محمد الزول الذي يقطن منطقة الهاشمي الشمالي على الخطط المرورية التي تتخذها الأمانة، ويقول "يجب أن توجه باتجاه مناطق عمان الشرقية التي تعاني من الإهمال".
ويتفق معه أحمد سالم الذي يقطن منطقة ضاحية الأمير حسن في جبل النزهة، بأن مناطق عمان الشرقية بقيت تعكس الفجوة بينها وبين عمان الغربية وما فيها من تطور.
وطالب بتطبيق الخطة المرورية على مناطق عمان الشرقية، للتخفيف من أزمات السير التي تشهدها، خصوصا وأن هذه المناطق تنتشر فيها الأسواق الشعبية.
إلى ذلك، فعّلت الأمانة "نظام التحكم المركزي بالإشارات الضوئية"، بما يضمن سلامة المرور على التقاطعات وحسب حاجة كل اتجاه، وفق تأكيداتها.
يقول مدير دائرة عمليات المرور في الأمانة خالد حدادين "ان الامانة تعمل حاليا على دراسة وضع اشارات ضوئية على الطرق الفرعية المرتبطة بالطرق الرئيسية، تستخدم لتعزيز معالجة الازدحامات المرورية التي تشهدها العاصمة".
وزاد أن الامانة تعمل بشكل دائم على تأمين الطرق الفرعية كمسارات بديلة لتخفيف العبء المروري على الشوارع الرئيسية؛ إذ يتم الإعلان عنها والتذكير بها عبر برامج إذاعتي أمن اف إم وهوا عمان.
ووفق حدادين، فإن الامانة وادارة السير تعملان على تنظيم الوقوف والتوقف من عرضي الى طولي في الشوارع الفرعية التي تشهد زخما مروريا في المناطق التجارية، كالصويفية لاستيعاب هذا الزخم.
وقال حدادين إن "مركز التحكم الاليكتروني بالاشارات الضوئية، يستغل لسحب السير من الاتجاهات المزدحمة لمنع اغلاق اي شارع، فضلا عن برمجة الاشارات الضوئية المتتابعة عن طريق مركز التحكم، بحيث تسمح للمركبات الملتزمة بالسرعات المقررة والمسارات المحددة، بعدم التوقف على الاشارات الضوئية، ما يسمح بتدفق عال للمركبات".
ثم عاد وأكد أن الأمانة تقوم بإغلاق بعض الالتفافات على الجزر الوسطية، بالتعاون مع ادارة السير لتخفيف الازدحام عن بعض الشوارع ومنع حوادث السير. فضلا عن قيام الامانة حاليا بحملة دهانات للطرق لتحديد المسارب، بحيث ان التزام المركبات بالمسارب المخصصة، تعطي للطريق قدرة تحمل للسير بشكل فعال.
وتنفذ الأمانة حاليا حلولا مرورية على المدى البعيد، تشمل إقامة جسور وأنفاق وتوسعة شوارع، حسب حدادين.
وبذلك، تتزايد الازدحامات المرورية، في وقت تؤكد فيه الامانة على أنها تنفذ حلولا مرورية "ما يزال التطبيق يختبر فاعليتها".











































