تفاصيل مقتل المواطن حسام ابو شمط اثر غارة اسرائيلية على النبطية اللبنانية
الحرب الاسرائيلية على لبنان لم تفرق في قصفها وتوغلها ما بين استهداف اللبنانيين أو غيرهم من الجنسيات العربية وحتى الاجنبية منها، وقد طال القصف المكثف صباح الجمعة المواطن الاردني حسام محمد حسن ابو شمط المولود يوم 7\3\1963، ويقيم وافراد اسرته في النبطية جنوب لبنان حيث كان يعمل هناك.وفور سماع الخبر قام برنامج "لبيروت" والذي يبث يوميا عبر راديو عمان نت بالاتصال مع اهل الفقيد والسفارة الاردنية في لبنان للتعرف على ظروف مقتله وحالة اسرته النفسية.
غادة زوجة الفقيد حسام روت لعمان نت التفاصيل الانسانية للحادثة قائلة: "كنا في البيت أنا وحسام وابننا يوسف البالغ 7 سنوات وأحمد البالغ 16 عاما، وعندما نزل الصاروخ في المنطقة وسمعنا الصوت واصبحت العمارة تهتز علينا بدءنا نشعر في الشبابيك تهتز والاشياء تقع على رؤوسنا، كنا نحتمي في الطابق الارضي وحملنا نفسنا وخرجنا للشارع، ولما وصلنا الى ساحة البناية أصبح يحمينا بجسمه ويديه حتى لا يصيبنا شيء ونزلت الحجارة على رؤوسنا وجسمنا، وقال لي دعيني أحضر السيارة ونهرب بها وما أن وصل السيارة حيث بينا وبينه عشرة امتار حتى واعطاكي الله عمره".
وتضيف "كان يتمنى الشهادة وانشالله يكتب عند الله شهيد باذن واحد احد لأنه كل يوم كان يطلبها من عند الله".
وتحكي كيف وصف آخر يوم له "كان يقول لي (اليوم 28 في الشهر وفرجي ونوري اقترب)، انا لم عرف ماذا يعني بفرجه ونوره، قال ذلك لي الساعة 5 فجرا، كنا نشرب القهوة وعندما قال لي (غادة اليوم 28 وهو يوم مميز عندي وفيه فرج ونور) لم افهم جيدا، أحيانا الشخص يسمع الكلام ولا يركز فيه ولكني أحسست أنه فرج لحسام، وظل يعيد الكلام ويقول لي (الحمدلله انجبت ثلاثة اولاد، انا احس بالفرج سيأتي اليوم)".
وتسرد الزوجة أحداث القصف الذي قتل فيه زوجها: " حصل الحادث في ثوان، كان معي ابني الصغير والكبير، لكن ابني الصغير لم ير والده والحمدلله على ذلك وانما رأى العمارة وهي تسقط وصار يقول لي اريد بيتي وسيارتنا، ويكرر ذلك حتى هذه اللحظات وهو يعتقد أن والده ما زال في السيارة وسوف يلحق بنا في الطريق ويسألني كل لحظة متى سوف يأتي أبي، لا أستطيع أخباره الآن بان والده توفي في القصف، الولد الأكبر أحس أن والده حصل له شيء ما أانهم قالوا له ان اصابته خطيرة".
وتابعت "جاءت مجموعة قدمت لاخذنا من الموقع وقلت لهم اني سوف انتظر زوجي ابو احمد، فقالوا لي لا نحن سوف نأخذك لمكان اخر ونحن اتفقنا معه وعرفت أن هذا ليس صحيح وعندما دخلنا مستشفى النبطية عرفت انه وصل قبلي واحيانا حاستك السادسة تسبقك، دعوت أن يكتب شهيدا عند الله لانه دائما كان يقول لي (أريد أن اموت شهيداً، موت شهيداً)".
وطالبت زوجته ان ينقل جثمانه الى الأردن، وأهله في عمان سيحاولون عن طريق وزارة الخارجية، وذكرت الزوجة انها التقت السفير الاردني واخبرته برغبتها بنقل جثمان زوجها معها الى عمان، لكنه اخبرها بصعوبة نقل الجثمان لان الطرق من النبطية لبيروت صعبة جداً، واعدا إياها بنقله مع أول فرصة الى عمان.
وأضافت "توسلت المستشفى كثيرا أن أراه، لكنهم لم يدعوني اقترب منه وأخبروني أنه توفي في مستشفى "راغب حرب"، وليس في المستشفى الذي كنت فيه".
الطفل أحمد ابن الفقيد حسام أبو شمط تحدث لعمان نت بروح بدت صابرة: "كنت احس انني في حلم ولست متوقعا الصدمة حتى الان".
وتابع "وودت ان أذهب مع والدي الى السيارة فقال لي أن أبقى مع امي واخي، لكنه بمجرد ذهابه للسيارة اصابته قذيفة، كنت اود السفر لعمان بعد شهر عندما تهدأ الاوضاع ولكني لم ارغب ان اتركه".
وفي اتصال هاتفي مع اخت حسام السيدة حنان التي بدت عليها ملامح الفجيعة هي واهلها قالت: "حسام كان يعمل في لبنان وزوجتة تقيم معه وابناءه الاثنان والبقية وعددهم واحد بقوا في عمان لمتابعة دراستهم الثانوية، ما حصل ان حسام نزل من باب بيته باتجاه السيارة، نحن كنا نقول له منذ زمن أن يعود من لبنان (تعال تعال وهو موعارف ييجي)".
وتضيف حنان: "وفي الساعة السابعة من صباح الجمعة اراد الرحيل، فقام بالتوجه للسيارة وترك زوجته واولاده عند مدخل البناية لنقلهم فأصيب وهو يحاول ايقاف السيارة قربهم، في تلك اللحظة شاهدت زوجته وابناءه المنظر وقالت لنا زوجته ان جسده تفتت امامها".
وتابعت حنان حديثها: " امنيتنا ان يتم نقل جثمانة الى عمان لان امة مقعدة، حتى الوالد الله يعلم بحاله"، وناشدت حنان الملك ان يحضروا جثتة الى الأردن.
وتقول حنان بحزن شديد "تخيلوا امرأة ذهب زوجها الى سيارته وتحطمت هذه السيارة أمامها".
وعن تواصله مع اهله قبل وفاته تقول حنان "كان يبعث لي برسائل عبر الخلوي يقول (يا اختي انا مش متحمل وبدي ارجع)، لم يكن يستطيع الخروج من باب بيته".
وحسب ما قال محمد الفايز القائم بالأعمال الأردنية في بيروت للبرنامج "قام مدير مستشفى النبطية في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا بالاتصال بي وابلاغي بحدوث غارة جوية قتل فيها حسام محمد حسن ابو شمط وان عائلته المكونه من زوجته واولاده بخير".
وأوضح الفايز ان الحادث حصل عندما كان حسام متوجها باتجاه سيارته في صباح يوم الجمعة، حيث توفي على الفور واستطاعت السفارة نقل عائلته لبيروت.
موت حسام امام عيني زوجته واطفاله سيبقى في ذاكرتهم كغيرهم من عوائل لبنانية فقدت أحد أفرادها أو ربما العائلة كاملة، الحرب حققت حلما لحسام بالشهادة حسب تعبير زوجته لكنها من جانب آخر أعطت اليتم لأبناءه.
إستمع الآن











































