تفاصيل مجزرة ابو علندا بالكلمة والصورة
ليس في العالم كله مبرر واحد للقتل وليس للرحمة اي مبرر للقتل مهما كانت تلك المبررات فإراقة الدماء اكبر من اي مبرر.أما قتل الأب لأبنائه بدافع رحمتهم من ظروف الحياة كما ورد في اعترافات قاتل ابناءه في منطقة ابوعلندا فلا منطق له مطلقا.جريمة ابو علندا جريمة سوف لن يغفرها التاريخ وسوف لن ينساها كل من عاصر احداثها فحجم هذه الجريمة والتي راح ضحيتها ستة افراد هم اطفال القاتل وجارته واطفالها كبير للغاية."رم"تابعت القضية وزارت مكان الجريمة والتقت عددا من جيران القاتل والمغدورة لتقف على ابعاد هذه القضية التي هزت الرأي العام ودوافعها التي تؤكد انها غير مبررة بأي حال من الأحوال.
أما التفاصيل فهي كالتالي:
ليلة الجريمة
في الساعة الواحدة من فجر يوم الخميس تاريخ 29 آيار الماضي افاق سكان احد الاحياء الرئيسية في منطقة ابو علندا على صراخ والدة احدى جاراتهم والتي كانت تصرخ بصوت عال وتقول (لقد ذبح ابنتي واحفادي .. ارجوكم ساعدوني ..) ويرافق تلك العبارات صراخ وعويل اقتحم هدوء الليل وسكونه ليخرج الجيران علي صوت تلك المرأة وصوت سيارات الشرطة التي حضرت الى المكان بعد فترة قصيره من صراخ تلك السيدة ومنعت الجيران من دخول مسرح الجريمة وحسب المصادر الأمنية فان زوج المغدورة الذي حضر متأخرا الى المنزل ووجده مغلقا فقام بكسر باب المنزل ليجد زوجته وابناءه قد غرقوا بدمائهم.
ليس هذا فحسب وليجدوا ايضا ان ابناء القاتل هم ايضا جثث هامدة مطعونون في الظهر طعنات شديدة يغرقون بدمائهم الطاهرة التي هدرها والدهم على حين غرة.
زوجته كشفت جريمته
تفاصيل الجريمة لم يعرفها احد الا زوجته التي كانت قد غادرت المنزل (حردانة) الى بيت اهلها ذلك عندما ذهب القاتل (عماد نوفل) الى منزل اهلها وهو يضع ملابسه امام منزلهم وبعبارة واحدة يقول بأنه ذبح ستة وانتهى ليخرج بعدها الأب الى مكان غير معروف تم تحديده من خلال اتصال احدهم به ليتبين انه في منطقة رجم الشامي ويلقى القبض عليه بعد تبليغ زوجته عن الجريمة.
اعترافات
وفي اعترافاته يذكر عماد نوفل انه تزوج من سيدة وانجب منها ثلاثة اطفال هم علي (8) سنوات وعبد الله (5) سنوات وهبة (4) سنوات بعدها طلق زوجته بسبب خلافات بينهما وانه تزوج من سيدة اخرى طلب منها مغادرة منزله بعد ان ابلغها ان والده يريد ان طرده من البيت العائد ملكيته له, وبعد فترة من الوقت طلب منها العودة الا انها رفضت العودة الى منزلها.
ويضيف انه كان على خلاف مع جيرانه حيث احضر سكينا حادة من مطبخ بيته وتوجه ليلا الى منزل جارته المغدورة (خولة الموسى) (32) عاما وقام بقتلها لأنه خشي ان يكون احد من اطفالها قد لاحظ دخوله الى المنزل اقدم على قتل طفليها تيسير وائل (سنتين) ونغم وائل (4) سنوات .. ثم عاد الى المنزل وقام بقتل اطفاله الثلاثة خشية على مستقبلهم بعد ان يحكم عليه بالاعدام فما كان منه بعد ان اشعل سيجارته الا وان قتل اطفاله واخفى اداة الجريمة في منزله ثم احضر كيسا وجمع ملابس وحاجيات زوجته الغاضبة وتوجه الى منزل اهلها تاركا الكيس على باب المنزل ليخبرها بما حدث .. ثم توجه لمزرعة مهجورة في منطقة رجم الشامي .. اما اشقاء عماد ووالده فهم يخضعون للحجز التحفظي لحين اتمام اجراءات اجلائهم الى مكان آخر.
بشاعة وألم
عماد الذي احب ابناءه ولم يبق له في الكون سواهم كان الأب الأكثر قسوة بحق ابناءه حتى في موتهم لم يكن رحيما بهم مطلقا فقد اختار ابشع طريقة للقتل واكثرها ألما وقسوة.
ولده علي أحب ابنائه اليه كان اكثر من تلقى الطعنات في جسده الصغير الغض الذي لا يحتمل طعنة احدة وهو ابن الثماني سنوات وهو الذي مزق جسده بأكثر من (20) طعنة لم يمت من اول خمس طعنات ليذهب الى والده ليوجه له سؤالا واحدا قبل ان يفارق الحياة وببراءة الاطفال ليقول له (انا بحبك يا بابا), وهو الذي استيقظ على ألم طعنات والده الذي يحب ..
أما هبة والتي كانت نائمة فلم تحتمل اكثر من عدة طعنات لتفارق الحياة .. وعبد الله طعن كذلك بعدة طعنات فارق على إثرها الحياة ..
اما زوجة عماد فكانت هي من بلغت عن جريمة زوجها الذي اخبرها بما حدث وغادر ليلقى القبض عليه ويتم توقيفه في مركز اصلاح وتأهيل البلقاء (15) يوما على ذمة التحقيق
.
جارته المغدورة
جارته التي كانت تسكن بالقرب من منزل عماد قال عماد في اعترافاته ان سبب قتله لها هو تحريضها زوجته الثانية على ان تحرد وتذهب الى منزل اهلها لذلك ذهب الى منزلها وهو يحمل معه سكينا ولاصقا من اجل معاقبتها وحين حاولت مقاومته والصراخ طعنها وقتلها ولكون طفليها كانا نائمين واستيقظا على صوت والدتهما فقد وضعهما فوقها وقام بقتلهما ايضا.
ذهول وصدمة
حالة من الذهول اصابت الجيران ايضا الذين زارتهم "رم"ولدى وصول فريق "رم" الى موقع الجريمة منع رجال الأمن المتواجدون امام منزل القاتل والمغدورة من تصوير المكان بالرغم من ان صورا لداخل مسرح الجريمة كان قد حصل عليها البعض الا ان فريق"رم"تمكن من التصوير.
وكان الباب المدخل الرئيسي لمنزل القاتل قد بدا اجمل بكثير من المدخل الحقيقي لمنزله ذاته والذي بدا اشبه بمنزل مهجور كان يعيش فيه عماد واسرته بالرغم من ان منزل والد عماد واشقائه احسن حالا بالآف الدرجات فهو وحسب الجيران يعيش في تسوية في عمارة والده وهي سيئة للغاية حتى ان الشمس لا تدخلها كما يبدو وهو مكلف بدفع اجرة هذا المنزل حتى لو لم يكن يعمل.
عماد حسب الجيران شاب هادىء الطباع ليس له علاقة بجيرانه ويبدو انه لا صداقات له معهم لكنهم يودونه على كل حال وجميع من التقيناهم من الجيران كانوا في حالة ذهول وحزن وعدم تصديق لما جرى .. ومعظمهم اكد بنسبة 100% انه لم يتوقع ا ن يصدر شيء من هذا القبيل من عماد الشاب المسلم الذي لم يؤذ احدا منهم على الاطلاق ولم يعتد حتى على اثارة المشاكل او المشاجرات وكذلك ابناءه الصغار الذين لم يكونوا يعرفون طريقا سوى المدرسة والمنزل فقط.
الجيران والذين رفضوا ذكر اسمائهم او نشر صورهم لحساسية الموقف ولصلتهم بذوي القاتل اجمعوا على ان عماد يبدو انه كان مظلوما في حياته وان ضغوطات شديدة تعرض لها في الفترة الأخيرة كانت بمثابة البركان الذي تفجر وفجر ما حوله لتحدث الكارثة الكبرى.
وقد افادوا انه كان احد افراد الدفاع المدني الذي عمل فيه لمدة ثماني سنوات ثم تم ترميجه ليعمل في مهن اخرى ثم ساءت حالته المادية في الفترة الأخيرة لتصل الى درجة الصفر.
احد الجيران قال انه لا يستبعد ان يكون عماد مصابا بمرض نفسي فقد كان يشاهد في بعض الأحيان يتكلم مع نفسه, واكثر ما اشعره بالضيق عندما طلق زوجته ام اولاده.
اما الجارة التي قتلها عماد فقد اكد الجيران انها تتمتع باخلاق جيدة والكل يحترمها.
وافادوا انه كان يعمل في احد ا لمصانع لكن حالته المادية صفر.
ويذكر احد الجيران ان ابنه علي من اغلى ابنائه كان يحبه كثيرا .. وكذلك هبة وعبد الله وكان عماد وهو الابن الأكبر لذويه على خلاف دائم معه وفي بعض الاحيان تصل الأمور الى حد التضارب فيما بينهم (والله اعلم) وذكروا انه (اي عماد القاتل) كان قوي البنية وسليم الشكل وكان عماد وكأنه قنبلة موقوته انفجرت في ذلك اليوم الأسود,
نهار الجريمة
شهود عيان قالوا انهم لم يشاهدوا اي تغيير على تصرفات عماد يوم الجريمة فقبل (6) ساعات من ارتكابه للجريمة كان يتصرف بشكل طبيعي للغاية يضحك ويمازح الناس الأمر الذي اثار استغراب اهل المنطقة اكثر واكثر.
وعزا بعض معارف (عماد) الفراغ الذي يعيشه عماد لعدم وجود النساء في حياته ويقصد بالنساء الوالدة والزوجة والشقيقة فوالدته توفيت من فترة وزوجته ام اولاده مطلقة اما زوجته الثانية فهي في منزل اهلها, لكنهم قالوا انها جريمة غريبة جدا على مجتمعنا وعلى ديننا بالطبع.
وقال احد الجيران ان زوج المغدورة الذي يعرفه منذ اكثر من اربع سنوات رجل يعمل سائق سرفيس ويقضي وقتا طويلا في العمل وقد اعتادت زوجته ان تترك باب منزلها مفتوحا لأنه يعود في اوقات متأخرة من الليل لذلك تركت باب المنزل مفتوحا ليدخل قاتلها بدل زوجها المنزل خلال نومها وتكون نهايتها.
ويذكر احد جيران القاتل انه كان تزوج في المرة الاولى من سيدة لم يرض اهله عنها وعن مهنتها فنبذوه على خلفية هذا الزواج ثم تزوج الثانية وطلقها ثم الثالثة هي زوجته الحالية .. حتى ان مشكلة قد اندلعت بينه وبين اشقائه عندما توفيت والدته التي كانت على ما يبدو غير راضية عن تصرفاته ويفيد اهل المنطقة ان خلافاته كانت دائمة مع اهله ولم يكن بمقدوره دفع الاجرة المترتبة عليه للمنزل المستأجر منهم, كما ان اصحاب محلات السمانة والاحذية والملابس قالوا انه نادرا ما كان يتردد عليهم لأنه لم يكن يملك المال الذي يشتري فيه حاجياته فظروفه غاية في الصعوبة لكنهم اكدوا انه لم يؤذ احدا, وربما كانت هذه الظروف هي سبب مقولته في اعترافاته انه حاقد على عائلته والناس.
حالات اعياء في الطب الشرعي
لبشاعة جريمة مجزرة ابوعلندا فقد استمرت عملية تشريح الجثث الست اكثر من (8) ساعات وحالات اعياء بسبب مناظر الاطفال الذين تم قتلهم بطريقة بشعة جدا.
حتى ان مدير المركز الوطني للطب الشرعي د.مؤمن الحديدي وصف الجريمة بالمجزرة البشعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. والذي تبين معه ان الاطفال تم تكميم افواههم حتى لا يصرخوا .. كما ان اصابتهم كانت في منطقة الظهر اثناء عملية الطعن .. اما عدد الطعنات فقد وصلت الى اكثر من (30) طعنة في بعض الجثث فيما كان احد الاطفال نائما في حضن امه.
مدعي عام الجنايات الكبرى
وقد اسند مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى القاضي طارق الشقيرات تهمة القتل العمد مكررة ست مرات لعماد نوفل الذي اعترف بجريمته البشعة ومثلها واشارت مصادر التحقيق ان نوفل لا يعاني من اية امراض نفسية او عقلية.
اما طبيب الامراض النفسية والعقلية فتوقع ان يكون مصير القاتل الانتحار لان مثل هؤلاء الاشخاص يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية خطيرة ولديه اوهام بان في الموت راحة لذلك اراد ان يخلص ابناءه من عذاب يعتقد انه موجود.
* نقلا عن وكالة رم للانباء