تعددت الأسباب والسفر واحد
نادين التي سافر والدها للعمل في إحدى الدول العربية منذ عشر سنوات تقول أنها تفتقد وجوده إلى جانبها في كثير من الأوقات التي تشعر فيها أنها بحاجة إليه،لكنها تقدر الأسباب التي دفعته إلى السفر وهي تأمين مستقبلها وتعليمها.
أم فايز أيضاً لم تستطع أن تخفي حزنها على فراق ولدها عمر الذي سافر إلى إحدى الدول العربية للعمل عله يتمكن من الزواج والاستقرار وتكوين أسرة. وتؤكد أم فايز أنها كانت تمانع فكرة سفر ابنها وابتعاده عنها إلا أن سوء الأحوال المعيشية في الأردن وعدم توفر فرصة عمل جيدة اضطرها للموافقة.
أبواب سفارات الدول العربية والغربية اكتظت بالمراجعين الذين يقدمون طلباً للسفر أو حتى الهجرة نهائياًُ إلى هذه الدول. ويشكل الشباب النسبة الأكبر من هؤلاء إذ يعتبر الإغتراب بالنسبة لهم أملاً في مستقبل أكثر اشراقاً
880 ألف أردني خارج الوطن!
وتشير تقارير غير رسمية إلى أن هجرة الأردنيين إلى الخارج بدأت في نهاية السبعينات، إذ وصلت أعداد الأردنيين المغتربين في ذلك الوقت إلى 900 ألف أردني، وتبين هذه التقارير أن هذا العدد تقلص إلى حوالي 600 ألف إبان حرب الخليج وعاد إلى الإرتفاع بعد انتهاء أزمة الخليج .
وبحسب تقارير وزارة الخارجية التي تزودها بها السفارات الأردنية في الخارج يتجاوز عدد المغتربين الأردنيين المسجلين لدى هذه السفارات 880 ألف أردني منهم 800 ألف في الدول العربية. وتحتل المملكة العربية السعودية قائمة الدول التي يقصدها الأردنيون للعمل إذ يصل عدد الأردنيين فيها إلى ما يقارب 260 ألفاً تليها الإمارات العربية المتحدة التي يعيش ويعمل فيها حوالي 250 ألف أردني.
المال وراء السفر!
الأسباب التي تدفع الأردنيين للإغتراب والهجرة كثيرة يلخصها الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب الدكتور محمود قضام السرحان في وجود عوامل طاردة في الأردن كنقص الفرص المتاحة للعمل والتي إن توفرت لا تلبي طموحات الشباب، فضلاً عن وجود عوامل جاذبة في المجتمعات المهاجر إليها كتوفر فرص عمل برواتب مجزية وتأمينات صحية فضلاً عن امكانية التطور والإرتقاء في العمل التي تكون متاحة أكثر في الخارج.
وتعتبر الحاجة المادية والرغبة في تحسين المستوى المعيشي أقوى الأسباب التي تدفع الأردنيين إلىالسفروالأمثلة على ذلك كثيرة.
فاياد ياسر تخرج منذ عام ولم يجد فرصة عمل إلى الآن ففكر بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية عله يؤمن مستقبله، ويشتكي اياد من أن جهات العمل الأردنية تشترط الخبرة لدى المتقدم لأية وظيفة الأمر الذي لا يتوافر للخريج الجديد الذي يكون قد دفع الكثير من المال ليحصل على الشهادة الجامعية.
والأمر كذلك بالنسبة لمحمد المفلح الذي سافر للعمل في إحدى الدول الخليجية منذ عام 1989 نظراً لعدم توفر فرص للعمل في ذلك الوقت، ولا يفكر محمد في العودة إلى الأردن نهائياً بل يتمنى أن يستطيع ضمان استمرارية أولاده في البلد الذي يعمل فيه إذ يرى أن عدم توفر فرص عمل مجدية أمر لا زال مستمراً في الأردن للكثير من الأردنيين حتى من يحملون شهادات عليا.
حلم العيش في المجتمعات الغربية...وهم أم حقيقة؟
الدراسات الإجتماعية تبين أن أزمة الهوية التي يعاني منها الشباب العربي عموماً والمتمثلة في عدم احساسهم بالإعتزاز بهويتهم العربية فضلاً عن الصورة الرائعة المرسومة للمجتمعات الغربية في عقولهم هي أحد أسباب السفر والهجرة، إذ يتجاوز عدد الأردنيين الموجودين في الدول الغربية 83 ألفاً.تحتل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وألمانيا واستراليا قائمة هذه الدول.
فيليب مدانات كان أحد الشباب الذين دفعتهم الصورة المرسومة للحياة الغربية في أذهان شبابنا إلى طلب الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنه وبعد أن حقق حلمه بالسفر عاد إلى وطنه، إذ اكتشف أن الحياة في الأردن أفضل من مختلف النواحي.
ويعلق المحلل الإقتصادي منير حمارنة على الآثار التي تركتها ظاهرة اغتراب الأردنيين على الإقتصاد الأردني مبيناً أن بعض هذه الآثار ايجابي يتمثل في تحويل المغتربين مبالغ مالية كبيرة إلى أسرهم الأمر الذي ينعش الإقتصاد الأردني، لكنه يشير إلى أن لهذه الظاهرة عدداً من الجوانب السلبية التي تتمثل في هجرة الكفاءات العلمية وخسارة الأدرن لهذه الكفاءات واسهاماتها في التنمية.
يذكر أن التقرير السنوي لوزارة العمل الأردنية لعام 2005 وهو آخر التقارير المتوفرة من هذه الوزراة حول سوق العمل الأردني بين أن نسبة البطالة في الأردنبلغت 15.7% من القوى العاملة الأردنية لذلك العام.
إستمع الآن











































