تضامن: تنمر وإساءات متعددة ضد الإعلامية روان الجيوسي وإذاعة "راديو البلد" لا يمكن السكوت عليها‎

إذا كانت ردود أفعال "أصحاب العمل" على مطالبات النساء العمالية والمحقة هكذا على الهواء مباشرة وأمام سمع وأعين الملايين، فكيف هو الحال وراء الأبواب المغلقة؟

تضامن: تنمر وإساءات متعددة ضد الإعلامية روان الجيوسي وإذاعة "راديو البلد"  لا يمكن السكوت عليها

تعرضت الإعلامية روان الجيوسي من إذاعة "راديو البلد" لتنمر وإساءات متعددة على الهواء مباشرة من قبل مدير إحدى المستشفيات في الأردن، وهي تسأل بخصوص شكوى موظفة تعمل في المستشفى حول إقتطاع جزء من رواتب الموظفات والموظفين لديه، إلا أنه بادر بالتهجم على المذيعة ومقدمة الشكوى بكلمات صادمة ونابية منهياً المكالمة بالقول "ما دخلك إنتي والراديو".

وتستهجن جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" وتدين بشدة ما تعرضت له الإعلامية روان الجيوسي، وتستنكر التطاول على إذاعة "راديو البلد"، الأمر الذي يعيد الى الأذهان ما تعرضت له معلمة في لقاء تلفزيوني قبل أيام من موقف مشابه قام به نقيب أصحاب المدارس الخاصة، خاصة وأن كلتا الحالتين مترابطتين من حيث مطالبة النساء تحديداً برواتبهن في ظل أزمة كورونا.

وتتساءل "تضامن" إذا كانت ردود أفعال "أصحاب العمل" على مطالبات النساء العمالية والمحقة هكذا على الهواء مباشرة وأمام سمع وأعين الملايين، فكيف هو الحال وراء الأبواب المغلقة؟ فكل إمرأة عاملة لها الحق في الحصول على حقوقها التي يحميها القانون مهما كانت الظروف، ولها أن تلجأ لكافة الطرق المتاحة لتحصيل تلك الحقوق.

وتضيف "تضامن" الى أن عدد من الإعلاميات المخضرمات من صاحبات الكفاءة والقدرة والمهنية العالية - وهو ما أثبتته الإعلامية روان الجيوسي في إدارتها للحوار مع مدير المستشفى- يقفن وراء بما يمكن وصفه بالحملة الدائمة والمستمرة على مدار الساعة ، لتسليط الضوء على أهمية تمكين النساء في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، وعلى مصلحة المجتمع في الوصول الى حالة من عدم التمييز والمساواة بين الجنسين، من خلال وضع قضايا النساء في واجهة الأحداث وعلى طاولة صناع القرار وأمام الرأي العام، مؤكدات في الوقت ذاته على أن إنتهاكات حقوق النساء وممارسة العنف والتمييز والحرمان والإستغلال ضدهن، وكلها جرائم لم يعد بالإمكان لها أن تمر بصمت المجتمع وتغاضيه عنها أو بصمت النساء أنفسهن وكتمانهن لها.

وإذ تؤكد "تضامن" على الدور الهام الذي تقوم به الإعلاميات بمختلف مواقعهن للدفاع عن حقوق النساء وحمايتهن وتمكينهن ومساعدتهن لوقف جميع الإنتهاكات التي تتعرضن لها، فإن لكل واحدة منهن أسلوبها وطريقتها وفنياتها في تغطية المادة الإعلامية المتعلقة بحقوق النساء تحديداً، ولديهن القدرة الكافية على التأثير في الرأي العام لتغيير النظرة الدونية للنساء والقضاء على العادات المسيئة، والحد من تغول المجتمع الذكوري، كما أنهن تفوقن في إختياراتهن عندما كانت تضيق المساحات أمامهن، وأبدعن في إختيار عناوين تغطياتهن مبتعدات عن الإبتذال والتصنع.

لقد شكلن حلقة الوصل ما بين حقوق النساء والواقع الذي يعشنه، وما بين الهيئات والمؤسسات والنساء المستفيدات، وما بين المستضعفات والفقيرات والمهمشات وكبيرات السن واصحاب وصناع القرار. وتعددت نشطاتهن فشملت النساء في كل محافظات المملكة ، لم ينسين المرأة الفقيرة والمرأة الريفية، ولم تغب عن بالهن قضية جنسية أبناء الأردنيات المتزوجات من أجانب، والعاملات المنزليات وقضايا الإتجار بالبشر والإستغلال الحرمان، وبحثنا في أوضاع النساء العاملات في مختلف المواقع وبمختلف الوظائف سواء أكانت بأجر أو بدون أجر، وأبرزن قضاياهن في مجال الفجوة في الأجور والتمييز في تقلد المناصب وحقوقهن في الضمان الإجتماعي والتقاعد المدني، وحقهن في العمل اللائق والتدريب، ودعمن أهمية وضرورة مشاركتهن الإقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة.

وتؤكد "تضامن" على دورهن في وضع العديد من القضايا في واجهة الأحداث، كالصحة والصحة الإنجابية ، والتعليم، والقضايا المتعلقة بالإرث والملكية، ومسائل الأحوال الشخصية كالزواج المبكر والطلاق والنفقة والإستزارة، وقضايا النساء ذوات الإعاقة بمختلف أشكالها، والنساء كبيرات السن، وقضايا الشابات والبطالة، وكن دائماً يبرزن الإنجازات التي تحققها الحركة النسائية في مختلف المجالات، وغيرها العديد مما يشكل نقاط مفصلية في تمتع النساء بحقوقهن لعيش حياة أفضل لهن ولأسرهن ومجتمعاتهن.

كما لم يغفلن عن الإنتهاكات التي تتعرض لها النساء، والعنف بجميع أشكالة خاصة العنف الأسري، والنصوص التمييزية في التشريعات، وأولين النساء في خطر وفي نزاع مع القانون الإهتمام اللازم كقضية الغارمات، ونزيلات مراكز الإصلاح والتأهيل ، والنساء في المراكز التابعة لوزارة التنمية الإجتماعية ، ونقلن معاناتهن والتحديات والعقبات الى الرأي العام. ولم ينسين النساء اللاجئات خاصة النساء السوريات وما يعانينه من أوضاع معيشية صعبة، وتشير "تضامن" بأن القائمة تطول، والإنجازات التي قمنا بها لا يمكن إختزالها وحصرها.

وتدعو “تضامن” الى حماية الإعلاميات بشكل خاص والناشطات بشكل عام، وتطالب بوقف كافة أشكال العنف والتنمر والإستعلاء الممارس ضدهن بسبب ممارستهن لأعمالهن في الدفاع عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق النساء بشكل خاص.

جمعية معهد تضامن النساء الأردني

منير إدعيبس – المدير التنفيذي

2020/4/8

 

أضف تعليقك