يدين برنامج "عين على النساء" وبشدة الإساءة والتنمر الذين تعرضت لهما الشابة الكفيفة روان بركات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب إعلانها عن نيتها الترشح للإنتخابات النيابية للمجلس التاسع عشر، ويعتبر البرنامج ذلك إساءة مزدوجة للناشطة الاجتماعية روان، فهو من جهة تنمر وإساءة كونها امرأة ترغب في ممارسة حقها في الترشح، وتنمر وإساءة إضافية كونها ذات إعاقة بصرية ومن حقها العيش في بيئة دامجة لكل فئات المجتمع من جهة ثانية.
وفي الوقت الذي تقف فيه جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" من خلال برنامجها "عين على النساء" الى جانب الشابة روان بركات وتدعم توجهها في ممارسة حقها في الترشح للإنتخابات النيابية، فإنها من ناحية ثانية تؤكد بأن روان وإن كانت قد فقدت بصرها غير أنها تلمست معاناة الأطفال كفيفي البصر ودافعت عن حقهم في التمتع بحياة خالية من العنف والإساءة والتنمر، فوفرت الخدمات لهم من خلال مؤسستها مؤسسة رنين التي افتتحت أكثر من 150 مكتبة صوتية في مدارس المملكة ودربت أكثر من 600 معلم ومعلمة.
وقد لا يعرف أولئك الذين يتنمرون على روان أو قد لا يملكون ما لها من قدرات ومهارات ونشاطات، فقد حصلت روان على البكالوريس في الفنون المسرحية من الجامعة الأردنية كأول كفيفة تدرس هذا التخصص، كما حصدت العديد من الجوائز ومنها جائزة الملك عبد الله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي عام 2009، وجائزة (سينارجوس) للمبدع الاجتماعي عام 2011، و "جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية" عن فئة مؤسسة رائدة وداعمة للشباب بين (12-18) عام 2013، كما منحها جلالة الملك عبدالله الثاني وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الثانية عام 2015. وكانت روان قد حصلت جائزة "تكريم" للابتكار في مجال التعليم في نسختها السادسة من خلال مبادرة "تكريم".
هذا ويعمل برنامج "عين على النساء" على تتبع ورصد الإستعدادات والإجراءات وتطبيقات قانون الإنتخاب لمجلس النواب والأنظمة والتعليمات المتعلقة في الانتخابات النيابية لمجلس النواب الـ 19 عشر، وللتأكد من مدى إنسجامها ومراعاتها لمتطلبات العدالة والمساواة القائمة على النوع الاجتماعي، ومدى إتاحتها وتسهيلها وإلتزامها بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص من أجل تعزيز مشاركة المرأة السياسية، والمساهمة في تعزيز النزاهة والشمولية، وعدم التسبب في اقصاء أي من مكونات المجتمع الأردني وخاصة النساء بما يضمن تمثيل مختلف شرائحه، إلى جانب المساهمة في تعزيز دور الشباب والشابات في العملية الإنتخابية، وتوفير الفرص من اجل بناء قدراتهم، وتعميق وتجذير الثقافة الديمقراطية ومبدأ المشاركة والمواطنة الفاعلة والعدالة والمساواة وتطبيقها وفقاً لمبدأ سيادة القانون، والمشاركة في تحمل مسؤولية حق المواطنات والمواطنين في المعرفة من خلال إصدار البيانات والتقارير ونشر المعلومات حول قانون الإنتخاب والإجراءات ومجريات العملية الانتخابية من منظور النوع الاجتماعي.
احتياجات وانتهاكات لذوي وذوات الإعاقة
وترتفع كلفة الإقصاء على الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم وعلى أسرهم ومجتمعاتهم، فيعانون خاصة النساء منهم من أوضاع صحية صعبة إضافة الى إرتفاع تكاليف الرعاية الطبية، ويعانون من تعليم متدن وبطالة مرتفعة ومحدودية مشاركتهم في المجال السياسي والأنشطة الترفيهية. كما أنهم بحاجة الى عناية من أحد أفراد العائلة الذي قد يضطر لترك العمل بسبب ذلك. وإن عدم مشاركتهم في الحياة الإقتصادية يرفع من كلفة الرعاية التي تؤمنها الدولة، مما يفاقم الأضرار والتي أصبحت مزمنة جراء آثار الحرمان والإقصاء والإعاقة.
تعاني النساء ذوات الإعاقة أكثر من الرجال ذوي الإعاقة من الحرمان في الحصول على سكن لائق والخدمات الصحية والتعليم والتدريب المهني والأجهزة المساعدة، ويعتمدن أكثر منهم على مؤسسات الرعاية، ويتعرضن للتمييز في مجال العمل، وأنهن أكثر عناصر المجتمع تعرضاً للتهميش والضرر، حيث يعشن أسيرات التقاليد والأعراف الإجتماعية، وتضيق أمامهن فرص الزواج وتكوين الأسر، والإستفادة من خدمات التأهيل، والمشاركة في المجالات الإقتصادية والإجتماعية.
304 آلاف أردنية يعانين من صعوبات في وظائف الجسم من بينهن 17 ألفاً يعانين من صعوبات شديدة
هذا وقد بلغ عدد الأردنيين الذين أعمارهم 5 أعوام فأكثر ويواجهون صعوبات في وظائف الجسم 651 ألف فرد منهم 304 آلاف من الإناث وبنسبة 46.6%، فيما بلغ عدد غير الأردنيين الموجودين في المملكة والذين يواجهون صعوبات في وظائف الجسم 260 ألفاً منهم 111 ألفاً من الإناث وبنسبة 42.8%، حسب دائرة الإحصاءات العامة
برنامج "عين على النساء"
6/9/2020