تصريحات الجنرال الإسرائيلي حول انهيار النظام الأردني تثير استفزازا أردنياً

الرابط المختصر

أثارت تصريحات قائد المنطقة الوسطى في إسرائيل يائير نافيه استنكاراً في الساحة الأردنية، فبين شاجب ومستفهم حول وقت التصريحات وعلاقتها بالأحداث المتفاعلة في العراق وزيارة شخصيات دينية عراقية للأردن، تفتح الباب واسعا أمام التكهنات الفضفاضة.فالتصريحات جاءت على لسان جنرال عسكري في محاضرة مغلقة له في القدس تحدث عن قيام محور إسلامي يمتد من طهران إلى غزة وسيؤدي إلى انهيار النظام السياسي الأردني، مستندة إلى نجاح حركة حماس الإسلامية في الانتخابات بفلسطين، وكذلك ما تشهده الساحة العراقية من حرب لا يعرف عقباها.



الصحفي سلطان الحطاب يقول أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وحكومة اليمين التي ورثها رئيس الوزراء بالوكالة الآن، "هي حكومة تتخبط لعدم قدرتها على التكيف مع المستجدات، وهي تعد نفسها للانتخابات القادمة في شهر آذار القادم، أو لكيفية التعامل مع الحالة الفلسطينية خاصة بعد أن فازت حركة حماس، وبدأت تشكيل حكومة إسلامية وبالتالي هذا الضابط قليل المعرفة ومعه قد يكون البعض من سياسيين يمينيين إسرائيليين أصابهم هلع المتغيرات يريدوا أن يحرضوا باتجاه الحالة الإسلامية في المنطقة بكلها وبالتالي اختاروا أن يحرضوا من خلال الأردن، ومن خلال رمز من رموز الإسلام المعتدل وقائد من قادة السلام في أن يدفع في هذا الاتجاه".



أما برأي الصحفي فهد الخيطان فإن التصريحات تصب في إطار عملية تحريض على حماس، بعد فوزها في الانتخابات، "حاول هذا القائد العسكري أن يثير مخاوف الدول العربية، ومن بينها الأردن بأن مستقبلهم في خطر إذا ما حماس نجحت في الانتخابات، وبأن محورا ينشأ في المنطقة من طهران إلى غزة كم قال محور إسلامي يهدد كيانات هذه الدول، من جانب آخر هو لم يختر إلا الأردن ليشير إليها في هذا الباب، مستفيدا من الموقف التاريخي الإسرائيلي تجاه الأردن السلبي، رغم وجود معاهدات سلام والنظرة إلى الأردن باعتباره كيان بديل للفلسطينيين ليس إلا..أهمية الأردن بالنسبة للإسرائيليين في هذه النقطة بالتحديد".



المختص بالشؤون الإسرائيلية، غازي السعدي يقول "لا أعرف هل هي مصادفة أم غير مصادفة أن الجنرال يائير نافيه قائد المنطقة الإسرائيلية الوسطى، كشف في محاضرته المغلقة والتي تسرب منها بعض الأمور التي تقول بأن الملك عبد الله هو آخر ملوك الأردن، ونفس يوم تصريحه كان هناك محاضرة في حيفا لجنرال آخر وقال أن هناك مؤشرات بأن النظام الحكم في مصر بدأ يتهاوى هل هذه مصادفة أم مخطط لها، على ضوء ردود فعل المسؤولين الإسرائيليين فإنهم لم يكونوا راضين عن هذه التصريحات".



معتقداً السعدي أن في إسرائيل يحبون الكلام أكثر من اللزوم وهم يحاولون أن يظهروا في وسائل الإعلام، وفي المنشتات كثيرا، ويتابع "كما اعتقد أن ما قالوه إذا كان بالنسبة للأردن أو مصر، هو تصرف فردي وليس مسؤول، ويضر بالعلاقات الأردنية الإسرائيلية، والمصرية الإسرائيلية".



بينما يقول فهد الخيطان، "المسؤولين الإسرائيليين استمرئوا الإساءات للأردن لسنوات طويلة ولم يسمعوا الرد المناسب في كل هذه المواقف، وتصريحات الضابط الإسرائيلي تثبت مرة أخرى أن معاهدة السلام مع إسرائيل لم تكن كافية لحماية الأمن الأردني وإلا لما تجرئ شخص في موقعه المرموق بالحديث عن الأردن بهذه الطريقة".



وبالنسبة لسلطان الحطاب.."مثل هذا الضابط يجب أن يرد عليه، وعلى الحكومة اليمينية الإسرائيلية أن تضع حدا لمثل هذه المهاترات والمعطيات كلها تشير أن الأردن المستقر المبشر برسالة عمان، والذي يتمتع بعلاقة ممتازة مع كافة المذاهب الإسلامية سنية وشيعية وبالتقائه مع المقتدى الصدر في عمان، ومن قبل بانعقاد مؤتمر المذاهب الدينية الثمانية فالأردن يقود تيار الاعتدال لمواجهة أولئك الذين يشوهون صورة الإسلام وواثق الخطى قادر أن يجند كل المسلمين المتطلعين لصورة إسلامية واضحة".



ويتابع الحطاب أن هذه التصريحات تأتي لتشوش على الدور الأردني الذي يعيد تكليف الحالة الإسلامية لصالح التطور والتوائم مع العالم، وانجاز خطاب إسلامي خاصة وأن جلالة الملك في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه مع ثلاثة آلاف شخصية أمريكية وقراءة الفاتحة والتبشير برسالة عمان، ووضع الأمريكيين على اختلاف اتجاهاتهم خاصة القادة الذين حضروا لقاءه ووضعهم بالصورة الحقيقة وتحذيره من مغبة استمرار الاحتلال الإسرائيلي والتضييق على الشعب الفلسطيني وضرورة أن تتحرك إسرائيل باتجاه عملية السلام وليس مصادرتها فكل هذه العوامل والمعطيات تجعل اليمين الإسرائيلي ينفعل ويعبر عن مواقفه بمثل هذه الافتراءات التي تحدثت عن مخاطر تصيب موقع الملك نتاج لمد إسلامي مزعوم في المنطقة يستهدف الأردن.



هل لزيارة مقتدى الصدر مؤخرا إلى الأردن له علاقة بهذه التصريحات، يجيب الخيطان "الربط بينهما قد لا يكون دقيقاً لكن الإسرائيليين يتصرفون بتركيز شديد في سياستهم تجاه الأردن، هم في البداية مصلحتهم ضرب العراق وتدميره باعتباره قوة إقليمية تهددهم في منطقة، الآن العراق تحول إلى موقع أمني مضطرب يهدد مصالحهم أكثر من السابق، ويعتقدوا أن الأردن نقطة محورية في الإقليم الآن إذا ما امتدت إليها هذه الصراعات، الإقليمية والدينية والطائفية فإن أمن إسرائيل سيكون في خطر، هناك تركيز على الأردن شديد بهدف ضمن الأمن الإسرائيلي، وليس دفاعا عن المصالح الأردنية".



من جانبه يوضح غازي السعدي أن الإسرائيليين يعتقدون أن الاستقرار الأمني في الأردن هو استقرار لا مثيل له في الدول العربية الأخرى، هم يعرفون هذه الحقيقة، "لماذا يفتعلون مثل هذه الأزمات، التي تؤدي إلى مطالبة الأردن بالاعتذار من قبل الجنرال يائير وهو قدم اعتذار ويطالبون بنقله من منصبه كقائد للمنطقة الوسطى، والاتصال الذي أجرته أمس وزيرة الخارجية الإسرائيلية، مع نظيرها الأردني بالاعتذار عما حصل".



هذا وقد قدمت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني اعتذارا هاتفياً للأردن أعربت فيه عن أسفها للتصريحات التي أدلى بها قائد المنطقة، قائلة "هذه التصريحات لا تمثل بأي شكل من الأشكال السياسة الرسمية الإسرائيلية".



وكان الأردن قد عبر عن احتجاجه من التصريحات عبر القائم بالأعمال الأردني في تل أبيب عمر النظيف بأقصى العبارات ورفض التصريحات غير المسؤولة، قائلاً "أن مثل هذه العبارة السلبية أن لم تصحح ولم يتخذ إجراء بحق صاحبها سوف تؤثر سلبا على العلاقات الأردنية الإسرائيلية" وهو ما قدمته إسرائيل عبر وزيرة خارجيتها.

أضف تعليقك