تصحيح النظر..حاجة أم تجميل؟

الرابط المختصر

"بنظر واضح، ورؤية ثاقبة، وإبصار أفضل"..بدأ الشاب عمر 24 عاما حياته وكأنها من جديد، وذلك منذ تاريخ الخامس من أيار الماضي..ويشكل ذلك التاريخ يوم مولده من جديد..حيث رأى ولأول مرة في حياته الصورة واضحة..وقد أجرى عملية تصحيح لبصره أو كما تُعرف بعملية LASIK وبتلك العملية فارقته صديقة دربه "النظارة الطبية" التي رافقته لأكثر من عشرين عاما، تجده يقول: "كانت سنين متعبة حقا، ومليئة بالمواقف المحرجة".

وتُعرف عمليات تصحيح البصر بسهولتها، ولكن تعتمد على عدة عوامل.."التحديد الدقيق للنظام البصري، ويتم ذلك من خلال إجراء الاختبارات التي تعرف برسوم القرنية والتي تمنح الطبيب رؤية واضحة عن نوع القرنية وسماكتها وعدد الدرجات التي يضعها الطبيب على العين قبل إجراء العملية"..

وتخضع العين باختبار يعرف (ببصمة القرنية) وفيها يتم تحديد الأمراض والعيوب المحتمل وجودها في القرنية حتى يمكن تفاديها قبل استخدام الليزر و ذلك لضمان نتيجة أفضل و نسبة نجاح اكبر.

LASIK
ويشرح الدكتور عصام الراوي، رئيس قسم تصحيح البصر بالليزر في مستشفى العيون التخصصي، عن ماهية العمليات بالليزر، ويقول: "عملية تصحيح البصر هي عملية إعادة تشكيل لسطح القرنية للمرضى الذين يعانون من قصر النظر وطول النظر أو الانحراف، حيث نقوم بتسلط الليزر على (التحدبات) الموجودة على سطح القرنية والمسببة لضعف النظر، ويتم صقل سطح القرنية و إعادته الى الصورة الطبيعية".

لمن تجرى هذه العمليات؟
ويعتمد إجراء العملية على نوع القرنية وسماكتها..يوضح الراوي لعمان نت"هي من الأمور الأساسية التي تعتمد عليها إجراء هذه العمليات، وهذا ما يسبق إجراء العملية وهي صورة توضح لنا نوع وسماكة القرنية وتحديد شكلها، من خلال هذه الفحوصات يتم تحديد هل باستطاعتنا إجراء العملية وقابلية المريض لإجرائها، وهنالك عدة أنواع للعمليات تصحيح البصر منها Supervision , Lasik , Epilasik ونقوم بتحديدها من خلال درجة سماكة القرنية".

ويؤكد الدكتور الراوي أن "اكتمال نمو القرنية وتثبيت درجات العين عند الإنسان يكون بعد سن البلوغ أي بعد 18 سنة، وهذا العمر هو من الشروط الواجب توفرها عند إجراء العملية تصحيح البصر".

حاجة أم مجرد تجميل
والإقبال يزداد كل سنة على عمليات تصحيح البصر، وخلال العشر سنوات الماضية تم إجراء عمليات تصحيح البصر بالليزر لما يزيد على 55 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، بنسبة نجاح عالية حيث يصل نظر المريض الى 6/6 أو أكثر.

ويضيف الدكتور الراوي أن آمان إجراء العملية "عالي جدا"، وعن الإقبال "متزايد كثيرا بين الناس وهذا يعود للنتائج الممتازة على المرضى، وكذلك للأجهزة الحديثة الموجودة في الأردن دور كبير، وهي تعتبر الأفضل في العالم في هذا المجال، حيث من الممكن علاج المريض ذو الدرجات العالية و ذو القرنيات الرقيقة بسهولة".


الشابة شيرين 27 عاما أجرت العملية قبل ثلاث سنوات، تقول: "كانت تعتبر هذه العملية عند بداية ظهورها في الأردن بالتجميلية، ولكن بنسبة لي كانت حاجة ماسة أن أجريها، فقد ارتديت النظارة الطبية لأكثر من 12 عاما، كان الوضع مزعجا وكنت أعاني منها طوال هذه السنين ولكن أصبحت رؤيتي بعد العملية أفضل بكثير وانظر للحياة بطريقة أجمل".

بعد سنة من إجرائها العملية..سهى 23 عاما تجاوزت صعوبات رؤيتها عن بُعد..تقول: "كوني فتاة محجبة كانت النظارة تزعجني عند ارتداءها مع الحجاب، وكانت تبقي أثار واحمرار مزعج على الأنف، وعدم الراحة عند عدم ارتدائها، وقد حاولت إجراء العملية عندما كان عمري 17 سنة و لكن لم ينصحني طبيبي إلا بعد أن أصبح عمري 22 عاما، وأنا انصح كل أصدقائي ومعارفي بإجراء العملية لان تطور الأجهزة المستخدمة يعطي الثقة للمريض بإجراء العملية".

"10 سنوات وأنا بصحبة النظارة كنت أعاني منها، وخوفي من ان يزداد ضعف نظري فقد قررت إجراء العملية، وخصوصا بعد أن رأيت نتائجها الممتازة على احد أقاربي"..يعلق فهد 23 سنة قبل دخوله غرفة العمليات.

أما ماجد 26 عاما، يقول: "أنا أعاني من ضعف نظر شديد و لكن لا ارغب في ارتداء النظارة ولهذا السبب أتيت لإجراء العملية".

علاقة تصحيح البصر مع شركات التأمين!
وحول رأي شركات التأمين من عمليات تصحيح البصر، توضح مسؤولة شركات التأمين الصحي، أمل جردانة أن شركات التأمين "تعتبر بان النظارة هي العلاج الأنسب لمشكلة ضعف النظر وهي تقدم المساعدة المطلوبة"..

ومن هذه النقطة..فتعتبر عمليات تصحيح البصر "عملية تجميلية" كما ترى شركات التأمين، "ولكن في الوقت الحالي قامت بعض شركات التامين بتغير سياستها اتجاه عمليات تصحيح البصر حيث أصبحت تنظر الى مثل هذه العمليات من الناحية الطبية والنفسية لما تسببه النظارة من عدم راحة و تقيد لصاحبها" على حد قول جرادنة وتستدرك قائلة: "ولكن تكون خاضعة لشروط تضعها شركة التامين للموافقة على تغطية نفقات هذه العمليات" .

أضف تعليقك