تشومسكي يعود لعمّان بعد منعه من دخول الضفة

تشومسكي يعود لعمّان بعد منعه من دخول الضفة
الرابط المختصر

أجبرت قوات الاحتلال الإسرائلية المفكر الأميركي نعوم تشومسكي على العودة إلى عمّان بعد منعه من دخول الضفة الغربية دون إعطاء سبب للمنع.

وقد وصل تشومسكي، بحسب وكالة "وفا" الفلسطينية، ظهر الأحد إلى معبر الكرامة غير أن سلطات الاحتلال أجرت معه تحقيقا، وبعد ساعات من الانتظار أخبره موظف إسرائيلي على الجسر بأنه لن يسمح له بدخول الضفة الغربية، وأن إسرائيل سترسل برسالة إلى السفارة الأميركية في تل أبيب تشرح أسباب المنع.

 

وروى أستاذ الألسنية في معهد التكنولوجيا في ماساشوستس للقناة العاشرة الإسرائيلية الحادث بقوله: "توجهت إلى الضفة الغربية مع ابنتي واثنين من أصدقائي القدامى، توجهنا بشكل طبيعي إلى الحدود، حيث تم استجوابنا، ولقد أبدوا اهتماما خاصا بي"، وتابع أن "الحكومة لا تحب الأمور التي أقولها ولم يرق لها أن أتحدث في بير زيت وليس في جامعة إسرائيلية، سألتهم إذا كانوا يعرفون حكومة واحدة في العالم تحب الأمور التي أقولها".

وقال تشومسكي (82 عاما) لوكالة رويترز في اتصال هاتفي من عمّان إنه توجه إلى جسر اللنبي حيث رفض مسؤولو الهجرة الإسرائيليون السماح له بالعبور، وأضاف: "يبدو أنهم لم يحبذوا فكرة أن أحاضر في جامعة فلسطينية وليس في إسرائيل"، حيث كان من المقرر أن يلقي تشومسكي والمعروف بآرائه اليسارية ومواقفه من إسرائيل ونصرته للشعب الفلسطيني محاضرة في جامعة بير زيت، وأن يلتقي الأدباء والمفكرين الفلسطينيين في رام الله.

متحدثة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية بررت من جانبها الموقف الإسرائيلي بقولها إن مسؤولي الهجرة على المعبر الحدودي أساؤوا فهم نوايا تشومسكي معتقدين في البداية أنه كان من المقرر أن يزور إسرائيل، وأضافت أن المسؤولين يحاولون الآن استخراج تصريح من الجيش الإسرائيلي الذي يتحكم في الدخول للضفة الغربية من أجل السماح بدخول تشومسكي، بحسب رويترز.

 ونقلت "وفا" عن عبد الرحيم الشيخ رئيس دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت قوله "إن منع دخول تشومسكي هو إجراء فاشي من دولة احتلال فاشية تمنع مفكرا من دخول فلسطين لأنها تميز ضد الفلسطينيين، وتشومسكي هو فلسطيني وهو يهودي ولا يحمل الجنسية الإسرائيلية، وبسبب أفكاره المعادية لإسرائيل منع من دخول الأرض الفلسطينية".

كما أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، "إن سلطات الاحتلال وبأوامر من حكومة الجبناء بزعامة بنيامين نتنياهو، منعت اليوم الأحد البروفيسور التقدمي نوعم تشومسكي من دخول البلاد عبر جسر اللنبي، في طريقه إلى جامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة لإلقاء محاضرة، وفقط لكونه ينتقد بشدة سياسة إسرائيل الحربية العدوان والعنصرية"، بحسب "وفا".

وأضاف بركة "إن هذا القرار من الطبيعي أن يصدر عن حكومة تسيطر عليها عصابات المستوطنين، واليمين المتطرف، بدءا من رئيسها، ووزير 'أمنها' اللذان يتنافسان على التطرف وسياسة العداء لآفاق السلام، هذه حكومة، وأذرعها المختلفة تتخوف من كلمة الحقيقة التي يصرخ كل صاحب ضمير أنساني حي، يقف بصلابة ضد جرائم الحرب التي تواصل حكومات إسرائيل ارتكابها"، مؤكدا "أن هذا القرار يكشف أكثر حقيقة العقلية العنصرية الشرسة التي تسيطر على المؤسسة الإسرائيلية، هذه العقلية التي ستقود إلى إنشاء 'شرطة عقول' وتكثف الملاحقات السياسية وتسخّر قضائها أكثر كي يكون أداة طيعة لتسيير سياستها العنصرية".

وقد نددت المبادرة الوطنية الفلسطينية -التي كانت وجهت الدعوة للمفكر الأميركي- بالإجراء الإسرائيلي، وقالت إن قرار المنع جاء من أعلى مستوى في إسرائيل ومن وزارة الداخلية تحديدا نظرا لآرائه ومواقفه، بحسب ما نقلته الجزيرة.

وذكر الأمين العام للمبادرة مصطفي البرغوثي في بيان أنه كان من المقرر أن يقوم مع تشومسكي بجولة في مختلف الأراضي الفلسطينية للاطلاع على حقيقة ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته.

أضف تعليقك