تشاؤم إسرائيلي إزاء عدم تحسن العلاقات مع الأردن
قالت كاتبة إسرائيلية يمينية إن "العديد من التقارير الإعلامية في إسرائيل وحول العالم، تداولت معلومات متواترة مفادها أن العلاقات الإسرائيلية الأردنية عاشت مراحل متقدمة من التذبذب، وصلت إلى حافة الهاوية، لكن معجزة حدثت في اللحظات الأخيرة، أسفرت عن توقف العاصفة".
وأضافت كارولين غليك بمقالها بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن "التوتر الأردني الإسرائيلي صحيح أنه لم يترك في نهاية المطاف أثرا ذا قيمة على إسرائيل، لكن من المفيد بذل جهد وتحليل ما حدث هناك، لأن هذه الأزمة اللحظية توضح جوهر العلاقات الإسرائيلية الأردنية في عهد اتفاقات التطبيع الإبراهيمية، رغم أن الأزمة نشبت نتيجة لحدثين مترابطين".
وأوضحت أنه "كان من المقرر أن يقوم ولي العهد الأردني الأمير حسين بزيارة الحرم القدسي، وتم الاتفاق على ترتيبات الزيارة بين الطرفين مسبقا، بما فيها الأمنية، ومع ذلك، فإنه عندما وصل إلى جسر اللنبي، أظهر تجاهله للأمن الإسرائيلي، وجلب معه قوة أمنية أكبر بكثير مما تم الاتفاق عليه، ولم يوافق المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون على هذا الوضع".
وأشارت إلى أن "ولي العهد الأردني كان يمكن أن يكون أول عضو في الملكية الهاشمية يقوم بزيارة رسمية للحرم القدسي منذ حرب 1967، لكن فشل الزيارة دفع والده، الملك عبد الله الثاني، إلى استغلال ما حصل بإعاقة رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المخطط لها إلى أبوظبي، لإشباع رغبته في الانتقام.. فوفقًا للخطة، كان مقررا أن يهبط نتنياهو في عمان، ثم يصعد على متن طائرة إماراتية أرسلها حاكم الإمارات محمد بن زايد".
وأكدت أن "الأردنيين أمضوا عن عمد ساعات طويلة قبل الموافقة على مسار الرحلة، وفي ذلك الوقت اضطر نتنياهو إلى إلغاء زيارته، وسارع المعلقون ووزير الحرب بيني غانتس لاتهام رئيس الوزراء بعدم احترام الأردنيين، وزعموا أنه يدمر بيديه السلام مع الأردن، والإمارات وهي التي تفكر في استثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل".
وزعمت أنه "مع أو بدون زيارة نتنياهو للإمارات، مع أو بدون توقيع اتفاقية استثمار بحلول وقت فتح الاقتراع، تستمر علاقات إسرائيل مع الإمارات، وكذلك مع البحرين والسعودية في التطور والتعمق بسرعة، أما المغرب من جانبه فينتظر بفارغ الصبر الرحلة المباشرة بين تل أبيب والدار البيضاء، ولم يعد بإمكانهم انتظار تدفق السياح والمستثمرين من إسرائيل".
وأشارت إلى أنه "لا يمكن تصور الأهمية الإجمالية للاتفاقيات الإبراهيمية، والأهمية الاستراتيجية لتكامل إسرائيل داخل الفضاء الإقليمي في العلاقات الاستراتيجية مع الدول العربية، ومع ذلك فإن الوضع القائم يمثل مشكلة استراتيجية للأردن، وربما يشكل تحديًا وجوديًا للنظام الملكي الهاشمي، ولطالما كانت إسرائيل العمود الفقري له، ونظرت إلى المملكة الفاصلة بين إسرائيل وسوريا والعراق، على أنها دولة عازلة حيوية".
وأكدت أن "الأردن الهادئ عادة ينظر لنفسه جسرًا بين إسرائيل ودول الخليج، لكنه اعتبارا من اليوم، تضاءل التهديد من الشرق ممثلا بسوريا والعراق المفككتين، وخطر الحرب مع دمشق وبغداد لا يلوح في الأفق، وفي العقود الأخيرة، عمل الأردن جسرا على طريق السعودية والإمارات، وعلى مدى عقد من الزمن، توقف الأردن عن أداء هذا الدور، وأحياناً عمل على تقويض العلاقات التي أقيمت بين تل أبيب وأبوظبي والرياض".
وزعمت أن "الكشف عن عدم أهمية الأردن بالنسبة لإسرائيل اتضح عندما ردت الإمارات على هجوم الأردنيين على زيارة نتنياهو بإعلان نيتها استثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل، فيما تبلغ الميزانية السنوية للأردن 11 مليار دولار فقط".
وأضافت أن "زيارة الأمير حسين المخطط لها هدفت لإظهار من يملك "المنزل" في الحرم القدسي، في ظل التنافس من السعودية والمغرب، بصفته صاحب حقيبة القدس نيابة عن الجامعة العربية، ما يعتبر تهديدًا للأردنيين، كل ذلك يجعل من الأردن قليل الأهمية لإسرائيل في عصر التطبيع مع العالم العربي، وهذا يضع أمامنا معضلة، رغم أنه يمكن أن تستمر العلاقات في العمل كما حصل في العقود الأخيرة".
وأكدت أن "الأردن يمكنه رفض تطبيع علاقاته مع إسرائيل، ويراقب من الهامش، بينما تسرع إسرائيل والدول العربية الأخرى نحو تحقيق مشاريعها المشتركة، وفي حين ينضم السيسي للاتفاقات الإبراهيمية، فإن الملك عبد الله يمكنه تبني نهج جده الملك عبد الله الأول، ويعلن أن الأردن هو فلسطين، وأنه ملك الفلسطينيين، ما يسهم في حل الصراع، ويضمن مستقبل الأردن الاقتصادي، ويجدد أهميته الاستراتيجية".
وختمت بالقول إنه "بالنظر للسلوك الأردني العدائي تجاه إسرائيل، فلا يوجد سبب يدعو للتفاؤل بأن الملك عبد الله سيغتنم الفرصة التي سنحت أمامه، وبما أنه لا يستطيع أن يؤذي إسرائيل حقًا، فليس لدى تل أبيب سبب يدعوها للقلق من تدهور العلاقات مع الأردن".