تمنح هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وأمانة عمان الكبرى، حسب القانون الحالي، تراخيص تركيب أبراج الاتصالات الخلوية بموافقة مالك العمارة دون أخذ موافقة السكان المستأجرين أو الأهالي المحيطين بالبناية.بعض الدراسات العلمية تناولت تأثير أبراج الاتصالات الخلوية على صحة الإنسان، لما تصدره من إشارات كهرومغناطيسية ذبذباتها عالية جدا وتحتاج إلى طاقة عالية، وبعد فترات طويلة فإن قربها من الناس قد يكون له أضرار صحية، وقد تساهم في تطوير أمراض سرطانية على المدى البعيد.

في حين يؤكد قانونيون أن ترخيص أبراج الاتصالات الخلوية في المناطق السكنية يعتبر مخالفا للقانون ومن حق المستأجر أن يقدم بشكوى ضد المالك. تقول المحامية منى مخامرة: "يحق لسكان العمارة المجاورين أن يتقدموا باعتراض جماعي ضد المالك والشركة للمطالبة بتعويض كأسلوب ضغط، كون أن ترخيص هذه الأبراج في مناطق سكنية غير جائز".

وعلى الرغم من أن أمانة عمان هي التي تمنح الترخيص لتركيب البرج فوق المباني السكنية، يوضح مدير دائرة الأبنية في أمانة عمان الكبرى المهندس نارت قيسوقة لعمان نت، أن صاحب البناء تقع على عاتقه المسؤولية الكاملة عند المسائلة القانونية من قبل المستأجر. "الأمانة تقوم بتزويد الكهرباء للأبراج لكن عند اكتمال أوراق الترخيص الصادرة من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بالإضافة لعقد إيجار البناء، أما عن موقف المستأجر فالأمانة لا تأخذ بعين الاعتبار موافقتهم، كون صاحب البناء تقع على عاتقه المسؤولية الكاملة من النواحي القانونية".
 
من جهتها، تقوم هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بمنح التراخيص عند التأكد من تحقيق المتطلبات الواردة في المادة 48 من قانون الاتصالات فيما يتعلق بوضع القواعد الفنية والمواصفات القياسية لضمان عدم الصحة والسلامة العامة والبيئة، ويتم ذلك بموجب وضع قانون لقياس كثافة القدرة لحساب الحدود الآمنة للحقول الكهرومغناطيسية التي تصدر عن الأبراج. 
 
وبين أخصائي الهندسة الطبية في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا د. محمد مسمار مدى تأثير الإشعاعات الصادرة من الأبراج، ويقول: "الإشعاعات المنبعثة لا تعتبر مضرة مقارنة مع استعمال الأجهزة الخلوية القريبة من الرأس، وبالنسبة لسكان البناية القاطنين في العمارة التي يتواجد على سطحها البرج تبين من الدراسات أنها لا تلحق ضررا على صحتهم كون الإشعاعات التي تصدر من البرج يكون اتجاهها ليس للأسفل إنما تكون باتجاه أهالي سكان العمارات المحيطة والمجاورة بالبرج مما تلحق ضررا بهم".
 
وبهذا الخصوص أعدت منظمة الصحة العالمية دراسات حول تأثيرات الإشعاعات المنبعثة عن أبراج الاتصالات على سلامة الإنسان والتي تؤكد أن الأبراج والهواتف النقالة تصدر أشعة غاما التي تعد إحدى المسببات الخطرة لأمراض السرطان خصوصا إذا لم تلتزم بشروط السلامة الصحية.
 
لذا أوصت بالتقليل من استخدام الهواتف النقالة قدر الإمكان وبالذات ما يتعلق بالأطفال والشبان دون السادسة عشرة، كما أوصت بان لا يقل ارتفاع الأبراج عن 15 متراً عن سطح الأرض أو عن سطح البناية المسكونة مع التأكيد على ضرورة استخدام شبكة وقاية خاصة لتقليل أثار الأبراج.