ترامب يعلن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران.
وأكد ترامب في كلمة من البيت الأبيض، أنه سيفرض عقوبات اقتصادية "صارمة" على طهران، والتي قد تشمل دولا أخرى متحالفة معها.
وأضاف "إذا سمحنا لهذا الاتفاق بالمواصلة فسيكون هناك قريبا سلاح نووي في الشرق الأوسط".
وسبق لترمب وأن تعهد في حملته الانتخابية بتمزيق وثيقة الاتفاقية.
ترحيب إسرائيلي:
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الرئيس ترامب اتخذ قرارا شجاعا وصحيحا بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران والذي كان وصفة لكارثة.
وأضاف نتنياهو في كلمة تلفزيونية، بأن الاتفاق الإيراني كان ”وصفة لكارثة، وكارثة لمنطقتنا وكارثة للسلام في العالم“، على حد تعبيره.
الرد الإيراني
وعقب إعلان ترامب، أكد الرئيس الايراني، حسن روحاني، ان الاتفاق النووي هو اتفاق بين بلاده وخمس دول كبرى، في اشارة الى الدول الموقعة على الاتفاق والتي ما زالت متمسكة به (الصين وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا + ايران)، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.
وقال روحاني، في كلمة متلفزة، إن واشنطن لم ولن تلتزم بما تعهدت به على الإطلاق، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي هو اتفاق دولي وليس اتفاقا ثنائيا بين بلدين.
فيما أعلنت مجموعة من المشرعين الإيرانيين أن البرلمان سيلزم الحكومة بالرد بضراوة لمحاولة الولايات المتحدة فرض ما وصفوها بمطالبها غير المشروعة على طهران بخصوص اتفاق إيران النووي الموقع في عام 2015.
وقال المشرعون في رسالة إلى الزعيم الأعلى علي خامنئي: 'نحن برلمانيون من مختلف الانتماءات السياسية نؤيد موقف المؤسسة الرافض لإعادة التفاوض على الاتفاق النووي، لا يجوز لأمريكا أن تفرض مطالبها غير المشروعة على إيران وتتجاهل حقوقها'.
تحذير روسي:
اعتبرت روسيا أن هذه الخطوة الأمريكية تمثل تهديدا للأمن الدولي، مؤكدة مواصلة الجهود للحفاظ على الصفقة.
وحذر الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، من أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق سيؤدي إلى عواقب وخيمة، مبينا أن موسكو تعتبر الحفاظ على هذا الاتفاق أساسا لإبقاء الوضع الراهن.
وشدد بيسكوف على "أن الموقف الثابت والمفتوح للرئيس بوتين يتفق بالكامل مع موقف رؤساء العواصم الأوروبية الذين لا يؤيدون فكرة إفشال هذا الاتفاق".
الموقف الأوروبي
أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتفاقهم على مواصلة تطبيق التزامات دولهم بموجب الاتفاق النووي مع إيران.
وقال الزعماء الثلاثة، في بيان مشترك صدر عنهم اليوم الثلاثاء، ردا على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، خروج واشنطن من الاتفاق النووي: "إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تعرب عن قلقها وأسفها من قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة (الخاصة بتسوية البرنامج النووي الإيراني)".
وأكدوا في البيان التزامهم بخطة العمل المشتركة، وموقفهم من "الاتفاق الذي لا يزال مهما بالنسبة لأمننا الجماعي".
واعتبر زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا أن "العالم أصبح آمنا بشكل أكبر بفضل خطة العمل المشتركة"، ودعوا الولايات المتحدة إلى تجنب خطوات قد تمنع الأطراف الأخرى للاتفاق من تطبيق هذه الصفقة.
ودعوا السلطات الإيرانية إلى "إبداء ضبط النفس" والالتزام بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي.
قلق أممي
أعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، عن قلقه ازاء قرار الرئيس الاميركي.
وطالب الدول الخمس الاخرى التي وقعت الاتفاق الى "الوفاء بالتزاماتها تماما".