تراشق تصريحات بين عمان والدوحة بعد استدعاء السفير من قطر

تراشق  تصريحات بين عمان والدوحة بعد استدعاء السفير من قطر
الرابط المختصر

أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة في تصريح خاص لـ عمان نت ان الموقف القطري من قضية ترشيح الامير زيد بن رعد لمنصب الامين العام للامم المتحدة خلفاً لكوفي عناناستدعى من الحكومة التوقف عند سلسلة من المواقف القطرية تجاه الاردن, ودفعها لاجراء مراجعة شاملة لمجموعة من القضايا العالقة بين البلدين.
ورفض جودة الافصاح عن طبيعة هذه القضايا, غير انه اشار الى أن آخرها كان عدم تصويت قطر لمرشح الاردن لمنصب الامين العام والذي يحظى باجماع عربي واسلامي, واضاف قائلاً "لقد ذهبت قطر الى ابعد من ذلك عندما قامت أثناء التحضيرات التي تسبق عملية التصويت بالتحشيد لصالح مرشح منافس".
جدير ذكره أن ما جرى في الامم المتحدة جوبه اردنياً باستياء واستغراب كبيرين بل وعتب شديد على الحكومة القطرية كما قال جودة, مضيفاً " لقد حصل الامير زيد بن رعد على اجماع عربي عندما تم طرح اسمه كمرشح بحاجة للدعم العربي خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة, غير ان الوفد القطري قدم مداخله اشار فيها الى التزام حكومته ادبياً بدعم مرشح آخر".
وقال جودة "لم تصوت قطر للمرشح الذي التزمت بدعمه, حيث قامت في المرحلة الاخيرة من التصويت بدعم مرشح كوريا الجنوبية (وزير خارجيتها بان كي مون) الأوفر حظا الآن لخلافة كوفي أنان في منصب الأمين العام للأمم المتحدة.
ورد وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني في تصريحات صحفية له قائلاً "إننا نستغرب أن الإخوان في الأردن وضعوا نجاح مرشحهم على قطر بالذات، لأنه أيضا هناك 14 عضوا آخرين والأعضاء الخمسة الدائمون رشحوا الكوري الجنوبي".
ونفى الوزير القطري أن تكون بلاده قد أبلغت الأردن في أي مرحلة عزمها دعم مرشحه للمنصب ألأممي قائلا "نحن كدولة قلنا لهم هذا الكلام في اجتماع الجامعة العربية، ووزير خارجية الأردن يعلم أننا أعطينا صوتنا للمرشح التايلندي ومن بعده للكوري ولذلك لا نستطيع أن نلتزم".
هذا الموقف القطري جاء ليتوج خلافات سادت العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الاعوام القليلة الماضية مما دفع الحكومة الاردنية لاستدعاء سفيرها في الدوحة لاجراء مشاورات معه, غير ان جودة "اعتبره اجراءا دبلوماسيا معروفا ومتعارفا عليه, اقتضاه الموقف الاخير لقطر", رافضاً التأكيد عن وجود نوايا لسحب السفير من الدوحة قائلاً "ان الاجراء في المرحلة الحالية هو استدعاء السفير للتشاور".
وفي هذا السياق قال الوزير القطري في تصريحاته الصحفية أن بلاده تحترم قرار الأردن استدعاء سفيرها لدى الدوحة للتشاور معتبرا أن هذا أمر يخص عمان.
وأضاف "أعتقد أن الإخوان في الأردن يجب أن يتوجهوا ويروا من نصحهم بهذه النصيحة التي وضعتهم في هذا الموقف، ولذلك هم خلقوا أزمة إعلامية ودوامة لتغطية شيء ما"، معربا عن أسفه لهذا الموضوع. مشيراً إلى وجود دول تريد للعلاقة بين البلدين أن تتأزم، موضحا أنه إذا اختار الأردنيون هذا الطريق، فإن قطر لن تسلكه "
وذكر جودة بدوره أن الموقف القطري يثير مجموعة من التساؤلات حول اسباب امتناع قطر عن التصويت لصالح المرشح الذي يحظى بإجماع عربي ؟ ولماذا تقوم بحشد التأييد للمرشح المنافس؟ ولماذا تقوم بهذا التصرف تجاه الاردن في هذه المرحلة؟ مضيفاً كل هذا يستدعي من الحكومة التوقف واجراء مراجعة.
ونفى المسؤول القطري أن تكون الدوحة خرجت عن الإجماع العربي وأكد أن قرارا عربيا كان استقر منذ ستة شهور على دعم مرشحين آخرين في وقت لم يكن الأردن فيه قد طرح أي مرشح للمنصب.
وحول وجود اتصالات مع الحكومة القطرية لاستيضاح موقفها قال جودة "لقد جرت بعض الاتصالات وكان هناك تطمينات من الدوحة, ولكن في نهاية المطاف شاهدنا ما جرى في جولات التصويت المختلفة في الامم المتحدة و كان هناك تصويت مفصلي انحازت قطر فيه للمرشح الآخر", وبناءاً على هذا الموقف وغيره يقول جودة "لقد ارتأت الحكومة ان القرار الانسب والذي يسجم مع مصلحة الاردن في هذه المرحلة هو استدعاء السفير للتشاور معه".
ويشار إلى أن تصويتا غير رسمي جرى بمجلس الأمن على سبعة مرشحين اظهر أن المرشح كي مون وزير خارجية كوريا الجنوبية يحظى بدعم الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس.
ومن المقرر أن يجري المجلس التصويت النهائي الرسمي على المرشح يوم الاثنين المقبل ليطرح بعده اسم الفائز على الجمعية العامة للأمم المتحدة للموافقة عليه.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن التفاهم بين الدول الأعضاء على ضرورة أن يكون الأمين العام المقبل آسيويا في إطار تبادل المنصب بين القارات الخمس، ساعد كثيرا بان كي مون. وكان آخر من شغل المنصب من آسيا يو ثانت من ميانمار (بورما سابقا) وذلك لولايتين بين عامي 1961 و1971.
وتنتهي ولاية الأمين العام الحالي كوفي أنان في 31 كانون الأول المقبل، وسيكون خلفه هو ثامن أمين عام للمنظمة منذ عام 1945.

أضف تعليقك