تخريج اول فريق نسائي اردني لازالة الالغام
استطعن بارادتهن ان يكسرن قاعدة المستحيل ومنافسة الرجل بمهنة ربما كانت في يوم من الايام يستحيل العمل بها , لكن اليوم حصلت 24 سيدة اردنية على لقب " مزيلة الغام " بعد اختيارهن من قرى شمال الاردن لينهين الدورة الاساسية في ازالة الالغام وبهذا يشكلن اول فريق نسائي من نوعه في الشرق الأوسط بعد مرور عامين على بدء عملياتها في الأردن .
و انتقت جمعية المساعدات الشعبية النرويجية بناء على اختبارات صارمة 38
فتاة وسيدة من القرى المجاورة لمشروع إزالة الألغام الذي تضطلع به
الجمعية شمال المملكة، وبدأت بتدريبهم الشهر الماضي حيث قلص عددهن إلى
24 في المرحلة الانتقائية الثانية سيشكلن فريق إزالة الألغام النسائي
الأول في الشرق الأوسط .
وقال مدير برنامج الجمعية في الأردن ستيفن براينت " أن تمكين المرأة
ومساواتها بالرجل من أهم ركائز العمل المتبعة في الجمعية ولقد أنشأنا فرق
إزالة ألغام نسائية في عدة دول مثل السودان وانغولا وكرواتيا، وقد أثبتت
التجربة في العالم أن مزيلات الألغام قد تكونن أبطأ في العمل من زملائهن
الرجال، إلا انهنا كثر دقة" وأضاف إن "المعيارين الرئيسين بالنسبة لنا هما
السلامة والجودة، والمدربين ابدوا ارتياحهم من المهارات التي اكتسبتها
المتدربات وهم واثقون من قدرتهن على دخول حقول الألغام بسلامة وأمان ."
أما مزيلات الألغام أنفسهن فالحماس كان باديا على وجوههن بتميزهن لعملهن
الجديد، منهن من أتمت دراستها الجامعية ومنهن أيضا من عملت في المزارع
وكانت ربة منزل، وقد اخترن هذه المهنة مع الجمعية بحثا عن عمل أو لتحسين
مستواهن المعيشي أو لرغبتهن في القيام بعمل غير تقليدي.
وقالت فداء مزيلة الغام " رغبت اناكون مزيلة الغام فوالدي فقد ساقه
نتيجة حادث انفجار لغم قبل عدة سنوات... حياة مصاب الألغام وعائلته صعبة
جدا، وأنا سعيدة اليوم بأنني سأساهم في منع تكرار حوادث مشابهة لأشخاص
آخرين".
وحضر حفل التخريج سفيرة النرويج في الاردن متا رافني ومحافظ المفرق زيد زريقات ومديرة التنسيق والاتصال في الجمعية لينا غازي .
وستنضم المتدربات إلى صفوف مزيلي الألغام العاملين في مشروع الإزالة على
الحاجز الأمني الشمالي الذي تنفذه الجمعية و يشمل آخر حقول الألغام في
الأردن. وستعمل مزيلات الألغام تحت نفس الظروف أسوة بزملائهن الرجال
وسيتلقين رواتب مجزية إضافة إلى تأمين صحي خلال فترة عملهن مع الجمعية.
وبدأت جمعية المساعدات الشعبية النرويجية في الأول من نيسان 2008 عمليات
مشروع إزالة الألغام الأرضية على الحدود الشمالية، والذي يغطي 104
كيلومترا من حقول الألغام المؤكدة على الحدود الأردنية السورية وهي آخر
حقول الألغام الأرضية في المملكة. سيزيل هذا المشروع الذي تموله النرويج
وكندا واليابان وألمانيا والاتحاد الأوروبي والذي سيستغرق العمل فيه
حوالي 3 خطر الإصابة عن 50,000 مواطن من المناطق المتأثرة غالبيتهم من
النساء والأطفال ويتيح إكمال سد الوحدة دون تعريض العاملين فيه لخطر
الألغام وإنشاء منطقة التجارة الحرة بين الأردن وسوريا. و سيوظف برنامج
الأردن حوالي 200 مواطنا من سكان القرى المجاورة للمشروع بعد تدريبهم على
أعمال إزالة الألغام في المشروع، ويعتبر توفير فرص العمل وإتاحة الأنشطة
المدرة للدخل في القرى الحدودية الصغيرة من النتائج الفرعية الايجابية
والهامة للمشروع.
وقد بدأت جمعية المساعدات الشعبية النرويجية عام 2006 حين كلفتها الهيئة
الوطنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل التي يرأسها سمو الأمير مرعد بن
رعد بمساعدة الأردن على الإيفاء بالتزاماته تحت الاتفاقية الدولية لحظر
الألغام فبدأت كشريك منفذ للهيئة بتنفيذ مشروع وادي عربة القاضي بتطهير
حقول الألغام الواقعة ما بين البحر الميت والبحر الأحمر الذي تم الانتهاء
من العمل فيه في أيار 2008 حيث تم تحرير حوالي 14 متر مربع من الأراضي
المشبوهة وإزالة أكثر من 50000 لغم. وقد وفر المشروع فرص توظيف ل 150
مواطن من سكان وادي عربة











































