تحفظ شعبي على إعلان يحتوي علم إسرائيل
أثار إعلان نشرته بعض الصحف المحلية اليومية قبل يومين تظهر فيه صورة العلم الإسرائيلي، حفيظة عدد كبير من المواطنين وبعض الجهات النقابية والحزبية في الأردن.
وكان موضوع الإعلان عن المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية الرابعة عشر في بيروت في آذار 2002 وتبناها كل من وزراء الخارجية للدول العربية والإسلامية.
واعتبر من يعارضون فكرة نشر صورة العلم الإسرائيلي على صفحات الصحف المحلية انه استفزاز لمشاعر القرّاء خاصة في ظل ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية.
رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية بادي رفايعة، بين لراديو البلد سبب تحفظ النقابة على مسألة الإعلان الذي نشر في الصحف المحلية مؤخرا " الإعلان ظهر بشكل غير مسبوق تحديدا ظهور العلم الإسرائيلي في أكثر من صحيفة يومية وبشكل ملفت وكبير الحجم حتى انه اكبر من أعلام الدول العربية الأخرى، ويعتبر هذا العلم لكيان غير شرعي وغير قائم ومعترف فيه، ولا نعترف بهذه المبادرات والاتفاقيات التي جرت هنا وهناك مع الكيان الإسرائيلي".
وبحسب رفايعة فان الصحف التي نشرت هذا الإعلان تتخذ مقرا لها في دولة تعترف بإسرائيل وتقيم علاقات معها ضمن اتفاقيات موقعة بين الطرفين.
وحول رأي النقابة بالهدف والمضمون المتعلق بمبادرة السلام العربية في الإعلان، يضيف رفايعة " هناك اتفاقيات عقدتها الجهات الرسمية سواء في الأردن أو الدول العربية ولكن الشعب الأردني والمصري والشعوب العربية الأخرى لم تعترف بهذه الاتفاقيات فالشعب الأردني خلال 14 عشر سنة الماضية لم يعترف ولم يقيم علاقات مع الكيان الصهيوني".
صحيفة الغد اليومية كانت من الصحف التي نشرت هذا الإعلان، بين مدير التحرير التنفيذي لجريدة الغد نور الدين خمايسة، الموقف الذي استندت عليه سياسة الصحيفة رغم استهجان الكثيرين من نشر الإعلان " هذا الإعلان وصل من منظمة التحرير الفلسطينية وتعاملنا معه على أساس انه مادة إعلانية ولم نتعامل معه بأي اتجاه آخر ولم نتبناه، وهو يحمل شعار الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي".
ويؤكد الخماسية أن الجريدة لم تفضل المادة على مشاعر الجمهور" لم تكن الفكرة مطلقا في تفضيل الناحية المادية على مشاعر الجمهور، نستطيع القول أن مبادرة السلام العربية مبادرة متاحة ومعروفة تبنتها جميع الأنظمة العربية في قمة بيروت".
وعملت الصحف الإسرائيلية على حذف ستة أعلام دول عربية وإسلامية عندما نشرتها، بالمقابل قامت الصحف الأردنية بنشرها ولم تتعامل بالمثل، ويزيد الخماسية بهذا الخصوص" ليس بإمكاننا حذف العلم الإسرائيلي لان الإعلان تتبناه الجهة المعلنة نفسها ولا نستطيع أن نغير التصميم لان الجريدة لم تصمم هذا الإعلان، ولا اعلم إذا كان قد جرى حذف في الإعلان أم لا، لكن التعويل دائما على الجهة المعلنة".
وفي نفس السياق بين بادي رفايعة انه " من المعروف أن هناك اعتبارات عامة تخص الأخلاق والدين وأيضا معتقدات المواطنين، لكن لم تأخذوا بها".
وأثار إعلان المبادرة آراء الكثير من المواطنين الأردنيين عندما شاهدوه منشورا في الصحف المحلية اليومية، حيث أبدت المدرسة رباب خالد استيائها الشديد من قيام بعض الصحف بنشر الإعلان " هذا استفزاز لمشاعرنا خاصة ونحن نرى ما يحدث في غزة وغيرها من المدن الفلسطينية بأيدي إسرائيلية".
أما المواطن محمد خليل أيّد فكرة التعامل بالمثل في حذف بعض أعلام الدول العربية من الإعلان " يجب أن تقوم الصحف المحلية بحذف العلم الإسرائيلي والتعامل معهم بالمثل عندما حذفوا بعض الأعلام العربية".
وأثار الإعلان اهتمام الشارع الإسرائيلي الذي شاهد إعلام دول عربية وإسلامية لأول مرة تزين صفحات الصحف الإسرائيلية الرئيسة، كما نشرت السلطة إعلانات مماثلة في صحف فلسطينية محلية، إلا انه لوحظ أن الإعلانات في الصحف الإسرائيلية لم تشمل أعلام 6 دول، ومن بينها إيران، كما هو في الصحف الفلسطينية. واتهمت مصادر فلسطينية الصحف الإسرائيلية بأنها أسقطت هذه الأعلام، ونقلت عن صحافيين إسرائيليين قولهم، أن ذلك جاء لأسباب تقنية فقط لها علاقة بحجم الإعلان وانه اسقط العلم الإيراني صدفة. وعلم أن عضو الكنيست العربي احمد الطيبي، الذي اشرف على إخراج الموضوع إلى الصحف الإسرائيلية، كان مستاء ومنزعجا.
إلا أن مصادر في صحيفة «يديعوت احرنوت»، كبرى الصحف الإسرائيلية نفت لـ«الشرق الأوسط» ذلك، وأكدت انه ليس من صلاحيتها أن تغير في الإعلان وانه وصل إليها هكذا. وتم أيضا شطب عبارة «أن هذه المبادرة تبناها وزراء خارجية الدول الإسلامية في اجتماعهم بطهران في أيار 2003» ووضعت بدلا منها «مبادرة السلام العربية ـ إعلان بيروت 2002/2003».











































