تحذيرات من انعكاسات حرق القرآن في أمريكا
انتقد القائد العسكري الأمريكي في أفغانستان الاثنين خطط لكنيسة في فلوريدا لحرق نسخ من القرآن في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الجاري، محذراً من أن هذا الأمر "قد يتسبب بمشكلات كبيرة" للقوات الأمريكية في الخارج.
وقال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال ديفيد بيتريوس، في بيان صدر الاثنين: "قد يعمل هذا الأمر على تعريض حياة الجنود للخطر، وكذلك كافة الجهود في أفغانستان."
وحذر بيتريوس من أن حرق القرآن "هو بالضبط السلوك الذي تستخدمه طالبان وقد يتسبب بمشكلات خطيرة، ليس هنا فحسب، أي أفغانستان، وإنما حيث نتواجد في كل أنحاء العالم، وحيث توجد جاليات وتجمعات إسلامية."
من جانبه قال الجنرال وليام كالدويل قائد بعثة تدريب قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان إن أنباء خطط كنيسة فلوريدا لحرق القرآن تثير بالفعل مشاعر الغضب الشعبي في افغانستان.
وأضاف "نحن نشعر بشدة بان هذا قد يعرض للخطر سلامة رجالنا ونسائنا الذين يخدمون هنا".
وشهدت أفغانستان مظاهرات وأعمال الشغب احتجاجا على أفعال مسيئة للإسلام وكان أعنفها الاحتجاجات التي وقعت بعد نشر رسوم ساخرة مسيئة للنبي محمد على صفحات صحيفة دانمركية عام 2006.
وتخطط الكنيسة الأمريكية إلى حرق نسخ من القرآن في ساحة الكنيسة ويقوم أفراد تابعون لها بترويج الحدث على شبكة الانترنت عبر موقع الكنيسة ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك.
حملة أمريكية مضادة لـ"يوم حرق القرآن"
من جهتها قررت الناشطة الحقوقية الأمريكية من كاليفورنيا شارل تشارلي التحرك والقيام بشيء لإيقاف المبشر "عند حده وإبلاغه أنه ليس كل الأمريكيين يمتلكهم البغض".
تشارلي مديرة ائتلاف منطقة ويتيير للسلام والعدل Whittier Area Peace & Justice Coalition بكاليفورنيا، وتقود حملة على الانترنت مضادة للحملة التي تقوم بها كنيسة امريكية تنوي حرق القرآن في يوم تخليد ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لأنها تعتبره "دين كاذب".
القسيس تيري جايمس اصدر كتابا بعنوان "الاسلام دين كاذب" يشرح فيه لماذا قرر حرق القرآن.
وفي خطاب منشور على موقع الكنيسة الإلكتروني يقول المبشر جايمس "لقد طغى الاسلام وحان الوقت لإيقافه عند حده".
الائتلاف يشن حملة اعلامية مضادة على موقعه الالكتروني وعلى موقع فايسبوك، لاستقطاب مناصرين للمشاركة في مظاهرتهم والتي تتمثل في الخروج إلى شوارع كاليفورنيا للاحتجاج على خطوة الكنيسة.
وبما يخص الطريقة الاحتجاج تقول الناشطة "ننوي ارتداء الحجاب نحن النساء فيما سيلبس الرجال كوفيات".
وتضيف: "تذكرني حملة القسيس بحملة شنتها جماعات كلو كلوكس كلان وحليقو الرؤوس في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث كانوا يضطهدون اليهود والمثليين".
وأكدت الناشطة الأمريكية لبي بي سي العربية بأنها وزملائها " ليسوا مسلمين وإنما نشطاء حقوقيين فقط".
يذكر ان الائتلاف يهتم بعدة قضايا وهموم الأقليات التي تعيش في الولايات المتحدة.
مليشيات متطرفة لحماية مراسم "حرق القرآن" بفلوريدا
وأعلنت كنسية في فلوريدا تنظم حملة "لليوم الدولي لحرق القرآن"، الثلاثاء، أن "جناح اليمين المتطرف" وهي منظمة مسيحية مسلحة، ستقوم على حماية مقرها أثناء مراسم الحرق المقررة في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة، وهي خطوة حذر تجمع كنسي من أنها قد تفجر التوتر بين المسيحيين والمسلمين حول العالم.
وتزعم "كنيسة دوف التبشيرية" في منطقة "غينشفيل" بلفوريدا، أنها تستضيف هذا الحدث لإحياء ذكرى ضحايا الهجمات، واتخاذ موقف معادي للإسلام، وقد بدأت الترويج للحملة من خلال موقعها الإلكتروني، وصفحتها على موقع "فيسبوك"، التي لها أكثر من 6 آلاف عضو، وقد دعت المسيحيين الراغبين الانضمام لإحراق المصاحف.
وقال قس الكنيسة، تيري جونز، أنه قبل عرض "الجناح اليمني المتطرف" وسيقوم ما بين 500 إلى ألفين من عناصر المليشيا المدنية المسلحة، كما وصفها، بحماية المقر في 11 سبتمبر/ أيلول.
وأوضح في رسالة عبر البريد الإلكتروني لـشبكةCNN: "هناك حاجة لهذه الحماية.. إنها ضرورية للغاية على ضوء التهديدات بالقتل والتهديدات الإرهابية التي تلقيناها.
وأضاف: "حذرنا مكتب التحقيقات الفيدرالية "اف بي أي" من تلك التهديدات، ليس ضدنا فحسب، بل ضد أهداف أخرى في فلوريدا.. شخصياً تلقينا تهديدات بالهاتف والكثير بالبريد الإلكتروني."
ولم يتسن للشبكة الحصول على تعقيب مباشر من "جناح اليمين المتطرف"، إلا أنه وحسب بيان تلقته من "كنسية دوف التبشيرية"، قالت المؤسسة للتنظيم المسلح، شانون كارسون: "ندعم تماماً جهود مركز دوف التبشيري" لوضع حد لفكرة أن الإسلام دين سلمي.. بل هو عبادة عنيفة مع هدف الهيمنة على العالم."
وبدوره، كان جونز قد وجه، في وقت سابق، انتقادات لاذعة إلى الديانة الإسلامية، قائلاً إنه ليس ديناً سماوياً، بل هو من "نتاج الشيطان"، وأن المؤمنين به "سيذهبون إلى النار."
وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية قد دعا إلى التصدي لهذا المشروع من خلال تنظيم يوم يحمل عنوان "توزيع القرآن،" تقدّم خلاله مائة ألف نسخة إلى الناس لحضهم على التعرف إلى الإسلام وما جاء في تعاليمه، بينما حذر تجمع كنسي من تفجر التوتر بين المسيحيين والمسلمين حول العالم إن جرى السير بالمشروع.