تحدي الفوز في الطقس البارد

"كنا نجيب معنا كفوف ونلبس أواعي زيادة لأنه عنا مباراة بصالة الأمير حمزة" قالها مدرب كرة السلة في نادي الجليل أمجد جبارة، وهو يستعرض معاناته بسبب برودة الجو في صالة الأمير حمزة في عمان خلال مباريات شارك فيها فريقه في فصل الشتاء.

يوضح جبارة أن الأجواء في الصالة كانت أكثر برودة في عام 2020 بسبب غياب الجمهور الذي يضيف وجوده شيئًا من الدفء إلى المكان، حسب رأيه. غرف الغيار كانت مدفأة بفضل جهاز التكييف الموجود فيها "اللي مدفى غرفة الغيار بس. يعني تطلع برة يعني ممكن تلتفح وتمرض." يقول المدرب.

 

"حامي"... بارد

لم يكن جبارة الوحيد الذي يستعد لحضور مباراة كرة السلة في الصالة بملابس ثقيلة، إذ لم يخلع مدربون معاطفهم الثقيلة خلال مباراة لكرة السلة بثتها القناة الرياضية في التلفزيون الأردني من صالة الأمير حمزة في نهاية شهر كانون ثاني/ يناير من العام الحالي. وكذلك فعل ضيوف استوديو التحليل داخل الصالة .

تمتد المعاناة من برودة الجو في صالة الأمير حمزة إلى اللاعبين، يقول اللاعب أسامة اسطيبي "بكون الجو برة بارد وبس ندخل على الصالة برضه باردة، لما أجي أشوت بصيروا أصابعي يوجعوني".

وحسب اسطيبي يزداد الشعور بالبرد وقت المبادلة بين اللاعبين بسبب التوقف عن اللعب، إذ يقوم بارتداء ملابس ذات أكمام للتخفيف من البرد "يعني إذا بريح  أقل من دقيقة بكون بردان."

تؤكد لاعبة فريق الناشئات ناتالي الربضي أن الأجواء في صالة الأميرة الحمزة كانت باردة خلال مباريات شاركت فيها الموسم الماضي هناك، "أول ما ندخل قبل ما نحمي الصالة كانت كثير باردة، ايدينا بنحس إنها باردة وما نقدر نشوت ولا نلعب"، مشيرة إلى أن تمارين الإحماء تعمل على تدفئة أجسادهم.

تتجدد المعاناة من البرودة عند الجلوس على مقاعد الاحتياط وقت المبادلة، "بتبلشي تبردي بسرعة من برودة الصالة. وبس ترجعي تدخلي بتحتاجي وقت لإحماء وإيديك بظلوا باردين ولسا يعني بدنا كمان وقت نرجع لنحمي."، تقول الربضي.

 

الاستعداد للمباراة: معاطف وأشياء أخرى

يستذكر نايف عصفور مدرب فئة ناشئات في نادي الفحيص مشهدًا غير مألوف في إحدى المباريات التي أقيمت في الصالة " في سنة من السنين حكام الصالة حكموا المباراة بالجاكيتات. ما قدروا يحكموا المباراة بالنص- كُم. بس لبسوا جاكيت الحكم. اللي هي مش مفروض يلبسوها بس بسبب الجو البارد وقتها."

يوضح عصفور أن المباريات الدولية المقامة في الصالة تحظى باهتمام أفضل، " إذا بطولة فئات عمرية ما بتضبط التدفئة. إذا بطولة للمنتخب الوطني أو بطولة رجال أو بطولة تابعة للاتحاد الدولي أو غرب آسيا. .. بتلاقي كل شي غير".

يمنع القانون الدولي لكرة السلة ارتداء اللاعبين قمصانًا بأكمام طويلة أثناء اللعب، ويسمح فقط بارتداء قمصان تنتهي فوق الكوع.

لا يقتصر الأمر على الملابس فالبعض يحضر معه أغطية (حرامات) لوضعها علي المقاعد الجانبية للاعبين، وآخرون يجلبون معهم "قرب ماء" لمنحهم الاحساس بالدفء، حسب ما أوضح المعلق الرياضي سامر طه.

يصف طه مشاهداته خلال مباريات لكرة السلة أقيمت في الصالة في شهور الشتاء خلال مواسم ماضية : "كنت تلاقي دايمًا الّلعبية بنفخوا على إيديهم، وبيضلوا يتحركوا من مكانهم، البنش فيه ناس بيكونوا جايبين معهم حرامات، وناس بيجيبوا القرب "الكهربائية بيكونوا حاطين إيديهم فيها دايمًا، عشان يضلهم حاميين على البنش وإيديهم سخنة." 

مضيفًا : " في الصالة فيه تدفئة لكن لو يتم تشغيلها، في بعض المباريات المهمة كانت تتشغل".

تقع صالة الأمير حمزة داخل مدينة الحسين للشباب في العاصمة عمّان، وهي المدينة الرياضية الأكبر في البلاد. تخدم الصالة الرياضية اتحادات عدة هي: اتحاد كرة السلة، والاتحاد المدرسي، واتحاد البريدج، واتحاد الرياضة للجميع، بالإضافة إلى مركز الطب الرياضي. 

 

تراجع مخصصات المحروقات

يقر مدير مدينة الحسين للشباب بسام الخلايلة بأن التدفئة داخل الصالة ليست ضمن الحد المطلوب، بغرض تقليل النفقات، فالصالة تحتاج إلى متطلبات لتأمين الديزل، مشيرًا إلى أنه ستخصص موازنة جيدة للعام 2022، على نحو يلبي الحاجة، حسب ما صرح لوسيلة إعلام محلية.

يوجد داخل صالة الأمير حمزة مكيفات عاملة بالكهرباء، كما يوجد مولد كهربائي يعمل بالمحروقات، لتزويد أجزاء من المنشأة في حال انقطاع التيار الكهربائي، حسب زيارة أجرتها معدة القصة للمنشأة.

تكشف الموازنة العامة عن تراجع الإنفاق على بند المحروقات المخصصة للتدفئة في الفترة 2015-2020، ضمن برنامج التنمية الرياضية المسؤول عن رعاية المنشآت الرياضية وتأهيليها ومنها؛ المدن الرياضية والمجمعات الرياضية.

أنفقت مدينة الحسين للشباب مرتين على تعبئة المحروقات الخاصة بصالة الأمير حمزة في عام 2020،إحداهما كانت بالتزامن مع تصفيات الملاكمة المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020 عن قارتي آسيا وأقيانوسيا، والتي أقيمت في مبارياتها في الصالة خلال استضافة الأردن للتصفيات بدلًا إقامتها في  ووهان بالصين.

تقدمت معدة القصة بطلب إلى وزارة الشباب وهيئة تنظيم قطاع الطاقة  بهدف معرفة حجم الإنفاق على تدفئة صالة الأمير حمزة باستخدام الكهرباء، إلا أن الجهتين لم تفصح عن تلك البيانات.

كما تواصلت مع إدارة مدينة الحسين للشباب لمعرفة حجم الإنفاق على مخصصات التدفئة الخاصة بصالة الأمير حمزة في السنوات الماضية، إلا أنها لم تتلق رداً حتى الآن.

  البرد وخطر الإصابات 

يؤكد المختص في الطب الرياضي من الجامعة الهاشمية د. ثائر المناصير أن البرودة من العوامل التي تزيد خطر وقوع الإصابات بين اللاعبين.

وأوضح المناصير الحاصل على البورد الأمريكي في علاج وتأهيل الرياضيين أن وجود اللاعب في جو بارد يعاكس تأثير الإحماء الضروري لرفع درجة حرارة الجسم وزيادة نبضات القلب وتحسين ليونة ومرونة الانسجة حول المفصل، ليصبح قادرًا على التحرك ضمن مدى كامل، وفق ما أشار.

وحسب رأيه فإن البرودة تزيد من لزوجة العضلات وتقلل من ليونتها، ما يزيد من احتمالية حدوث الإصابة، وهو يحدث وقت المبادلة عندما يكون المكان باردًا، إذ يخرج اللاعب إلى الجو البارد ويعود مرة أخرى إلى اللعب، ويشابه ذلك بدء المباراة دون إحماء.

 

أضف تعليقك