تحديات الإعلام المحترف بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي
المومني: منصات التواصل الاجتماعي تُستخدم بطريقة غير مهنية
الخطيب: انحسار في مشاهدة وسائل الإعلام المحترفة وتوجه لمنصات التواصل الاجتماعي
أجمع عدد من الخبراء والقادة في العمل الإعلامي على أن الإعلام المحترف يواجه تحديات ومخاطر تهدد مستقبله أمام انتشار منصات ووسائل التواصل الاجتماعي.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني الوزير المومني في كلمة خلال افتتاح الملتقى، إن "التاريخ الإنساني لم يسبق له وأن شهد هذا التطور الكبير لوسائل الاتصال وأهمها الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً بأن هذه الوسائل تستخدم بطرق سلبية في كثير من الأحيان".
وعبر المومني عن أمله في ترسيخ الوعي لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التشريعات والعمل بذات الوقت على رفع الوعي الإعلامي لدى الإعلاميين والجمهور.
وأضاف بأن "منصات التواصل الاجتماعي تستخدم بطريقة غير مهنية الأمر الذي يرتب أعباء كبيرة على الإعلام المحترف"، مبيناً بأن "من أهم الحقائق التي بدأت تتجلى في العالم هو العودة القوية للحصول على الأخبار من المؤسسات الإعلامية المحترفة".
وفي كلمته الافتتاحية قال الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور إن "الإعلام المهني المحترف يشهد تحديات كثيرة في الوقت الذي يُبشَّر بأفوله وبسيطرة كاملة لوسائل التواصل الاجتماعي".
وتساءل منصور عن قدرة الإعلام المحترف بالتواجد والاستمرار بعد عشر سنوات ومتطلباته ليكون قادراً على المنافسة؟
ولفت رئيس تحرير قناة العربية الدكتور نبيل الخطيب أن "التكنولوجيا أتاحت الفرصة لتغيير جوهري في الإعلام وأدت إلى تغيير جوهري في اقتصاديات الإعلام، وأن "السوشيل ميديا" باتت تلتهم الحصة الإعلانية الأكبر ما أثر على اقتصاديات مؤسسات الإعلام المحترف".
وأكد الخطيب على وجود انحسار في مشاهدة وسائل الإعلام المحترفة مقابل تفاعل الجمهور مع منصات التواصل الاجتماعي، مشيراً بأن الشكل الجديد للإعلام هو ممن ينتجون المحتوى من الجمهور بغض النظر في أي وسيلة كانت ينشر هذا المحتوى.
وقال إن "غرف الأخبار في التلفزيونات والمحطات الفضائية لم تعد كالسابق وتحولت إلى غرف لإنتاج المحتوى بأشكال متعددة"، ومشيراً بأن "بعض وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت رافداً للإعلام المحترف".
ونوه الخطيب على أن الذكاء الاصطناعي سينعكس مستقبلاً على وسائل الإعلام، مبيناً بأن جمهوراً كبيراً من جيل الشباب هجر مطالعة التلفزيون وتوجه إلى "السوشيل ميديا"، لافتاً بأن الإعلام الحكومي لديه فرصة أكثر من أي إعلام آخر لأن لديه مصدر المعلومات والأخبار.
من جانبه عبر رئيس مجلس إدارة صحيفة الرأي اليومية رمضان الرواشدة عن اعتقاده بأن الصحافة المحترفة ستضمحل شيئاً فشيئاً أمام الكم الهائل لوسائل الإعلام الاجتماعي، مشيراً بأن وسائل الإعلام المختلفة يجب أن تكون متنوعة ورقياً وإلكترونياً ومرئياً.
وأظهر الرواشدة بأن إيرادات الصحف المطبوعة من الإعلانيات التجارية تراجعت نتيجة توجه المعلنين إلى شبكات ومواقع "السوشيل ميديا"، مطالباً بخلق جيل جديد من الإعلاميين لمواكبة التطور في الواقع الإعلامي من خلال إعادة بناء مناهج تدريس الإعلام في كليات الإعلام لتركز على تدريس تكنولوجيا الاتصالات الحديثة والوسائط المتعددة.
الإعلامية عروب الصبح، رأت أن ليس كل إعلام تقليدي هو بالضرورة إعلام محترف، مشيرة بأن "الإعلام المحترف أوجد منصات موازية على "السوشيال ميديا"".
وأشارت إلى أن الناس يتجهون إلى التفاعل والمشاركة في صناعة الخبر وأن سلوكيات الجمهور قد تغيرت في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة بعد انتشار منصات التواصل الاجتماعي.
وعبرت عن اعتقادها بأن "المحتوى التفاعلي يحمل رسائل سياسية واجتماعية وما حصل من تأثير في بداية الربيع العربي دليل على ذلك"، مشيرة بأن "التجارة الإلكترونية هي الذراع المؤثر لوسائل التواصل الاجتماعي".
وقال ناشر موقع JO24 الزميل باسل العكور أن "استخدام كلمة الاعلام المحترف مفهوم فضفاض، والأصلح أن نقول أن هناك إعلام تقليدي "ثقيل" وهناك إعلام إلكتروني وهو إعلام بديل وفي الوقت ذاته هناك وسائل التواصل الاجتماعي مؤكداً ان هذه المنصات للتواصل الاجتماعي جزءا لا تتجزأ من منظومة الإعلام ومكملة له".
ولفت إلى أنه من غير المقبول أن تدافع وسائل الاعلام التقليدية عن نفسها باتهام وسائل التواصل الاجتماعي بأنها سطحية وتخلو من المحتوى مشددا على أن "السوشيل ميديا" هي المنصات والأدوات التي أحدثت التغيير ووسعت مساحات الحريات.