تجاوز إعاقته لينجح بالتوجيهي فاصطدم بقوانين تمنع دخوله للجامعة

تجاوز إعاقته لينجح بالتوجيهي فاصطدم بقوانين تمنع دخوله للجامعة
الرابط المختصر

استعان محمود (18 عاما) بإرادة قوية وتحد فاق العادة بكثير، ليتجاوز المراحل الدراسية كافة، وبكرسيه المتحرك، ولا سيما مرحلة الثانوية العامة التي يستصعبها الكثير من الطلاب السليمين الذين لقبوها "توجيهي الرعب".

محمود عاطف الخضور طالب في الثانوية العامة نحج بمعدل 68 % بالفرع العلمي للدورة الشتوية، وهو يعاني من  شلل دماغي تقلصي ترافقه إعاقة حركية ونطقية منذ الولادة، وبحسب أبو محمود  فإن "نسبة إعاقته تقدر بـ 100% "، إلا أنها لم تكن عائقا أمامه لإكمال مشواره التعليمي.

ويصف عاطف الخضور والد محمود هذا المشوار بالشاق الذي تخلله العديد من التحديات، أبرزها رفض المجتمع لإعاقة ابنه وعدم توفر تسهيلات بيئية تسمح بالتنقل برفقة الكرسي المتحرك، حيث كان والد محمود يحمله وكرسيه إلى غرفة الصف يوميا، والبقاء في حالة استعداد، كلما احتاج محمود إلى استعمال المرافق الصحية في المدرسة.

 ويجد أبو  محمود أن لدى ابنه العزيمة والإرادة  للاستمرار في تحقيق حلمه  بدخول الجامعة  والتخصص بمادة الحاسوب التي يتقنها بشكل جيد، وكونها تتماشى مع نوع إعاقته.

إلا أن بعض القوانين التي تخص قبول الطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات المحلية وحصولهم على خصم 90 % على الرسوم الدراسية  تمنع هذا الحلم بأن يتحقق، فبحسب القانون المنسق بين وزارة التعليم والمجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين يجب ألا تتجاوز نسبة الإعاقة التي يعاني منها الطالب 40%، ليتمكن من حجز مقعده الخاص في الجامعة والحصول على الخصم الذي يتكفل به المجلس الأعلى لكل طالب من ذوي الإعاقة.

 "مشكلة ابني تكمن بنسبة إعاقته التي تتجاوز 40%"، يضيف الوالد، "والتي ستمنع من وصوله إلى الجامعة وإكمال طموحه " 

ويوضح أبو محمود "لقد تلقيت وعدا من المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين بضمان الإعفاء من الرسوم و لكن يجب تأمين مقعد له وذلك بسبب عدم وجود "كوتا"  خاصة للطلاب ذوي الإعاقة الناجحين في الدورة الشتوية، والمشكلة الأخرى تتمثل بتنافس ابني مع بقية الطلاب دون تخصيص استثناء له بسبب إعاقته "

ويقول أبو محمود مستشهدا بمقولة الملك عبد الله الثاني (إن كرامة المواطن من كرامتي):" إن هذه كرامة إنسان مصاب بإعاقة الشلل الدماغي، تغلب عليها ابني بفضل من رب العالمين و بطموح عالي، وهذا الطموح هو من كرامة إنسان أردني له الحق في العيش في هذا الوطن والتمتع به كسائر الموطنين "، مناشدا الملك والمسؤولين للنظر في حالة ابنه الذي يطمح لإكمال دراسته الجامعية.

أضف تعليقك