تجار الانتخابات يشترون الخبز تحضيرا لحملاتهم

تجار الانتخابات يشترون الخبز  تحضيرا لحملاتهم
الرابط المختصر

"الدعاية الانتخابية" هي سبيل المرشحين للتعريف ببرامجهم لحصد الأصوات، أما لدى بعضهم فربطة الخبز هي دعاية بحد ذاتها.ويبدو أن رغيف الخبز بات الطريقة الأسهل لبعض المرشحين ومناصريهم الذين يوزعون
الخبز للوصول إلى قاعدة عريضة من المواطنين، متكأين بذلك على "الحاجة"
للوصول إليهم.

 

وكما يبدو أن هذه الفئة لا تأبه بمعرفة الجميع أنها "توزع أكياس الخبز
على الفقراء بشكل علن ومفضوح" وإلى درجة دفعت بعض المواطنين بحجز مقعد لهم
عند متصرف كل منطقة لأجل الشكوى من هذه "التجاوزات" التي تكون على
"الملأ وبشكل مفضوح".

 

كل رغيف بصوت

أن تجلب لبعض المحتاجين ربطة خبز لكسب دفاترهم العائلية وتسجيلها ثم
التصويت لصالحهم.. هي آخر صرعات الانتخابات البلدية في الأردن..فرغم مراحل التحضيرات
الأولى للانتخابات إلا أن مجموعة من المرشحين عدوا العدة وجهزوا المؤن لجذب
المواطنين.

 

وفي بعض مناطق عمان الشرقية، بدأت ظاهرة الصيوان تنتشر، حيث يلحظ صور
المرشحين المعلقة عليها، بالإضافة إلى تجمهر الشباب المناصرين للمرشح حيث يجتمعون
ويحضرون للاستراتجيات جديدة للترويج..     

 

ولأن مناطق عمان الكبرى أصبحت 27 فتجربة خوض الانتخابات ستكون متاحة لسبع
وعشرين مرشحا سيخوضون غمار الانتخابات يوم السابع عشر من تموز المقبل، فإذا كان
التحضير هادئا فيها، فإن مناطق أخرى كسحاب المنضمة حديثا لأمانة عمان، فيعد مرشحيها
بحملات ضخمة و"أقل هدوءاً"، واليافطات وإن لم تجدها معلقة على الطرقات حتى
الآن فستجدها لدى خطاطون يستبشرون بعمل "ضخم" في المرحلة المقبلة.

 

وأمام التحضيرات التي يقوم بها كل مرشح من حشد الأصوات وإقامة الصيوان في
مناطق ترشحهم، تظهر فئة جديدة اصطلح على تسميتها بـ"تجار الانتخابات".. وتجار
الانتخابات يستثمرون حاجة بعض المرشحين الباحثين عن الفوز بأقصر الطرق وأسرعها، وبأرضية
يشكلها بعض الفقراء الذين يجدون بربطة الخبز بمنحة مهداة من الله.

 

"ظاهرة شراء الأصوات انتشرت مؤخرا في منطقة ماركا الشمالية، وبخمس
دنانير يتم شراء الأصوات، وهم بذلك يستغلون حاجة البعض"..هذا ما يراه مرشح
منطقة (ماركا الشمالية) علي أبو جاموس، والذي قال لعمان نت أنه "يراهم مؤخرا
وبشكل فاضح، حيث أن ربطة الخبز هي إغرائهم للمساكين".

 

وهنا، واستنادا إلى ما يقوله المواطن بشير 55 عاماً، فإن المخابز تحضر أكياس
الطحين تحضيرا لعمليات شراء ضخمة ستترافق مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية.

 

أما مرشح منطقة (بسمان) مروان المالحي، يقول إن "تجارة الأصوات في
منطقتي تنتشر يوما بعد يوم، ولكنهم يتوغلون أكثر في المناطق الأشد فقرا للأسف
الشديد وهنا المشكلة".

 

"والذين يبيعون أصواتهم نحن لا نريدها". والحديث لمروان المالحي
الذي يخوض الانتخابات للمرة الثانية في ذات منطقته.

 

أما منطقة طارق، لا يوجد بها تجار انتخابات، كما يقول مرشحها للمرة الثانية
على التوالي يوسف الشواربة ويفسر ذلك بالقول : "غالبية سكان منطقة طارق من
الطبقة الوسطى وهذه الطبقة الأكثر انضباطا، فلا أثرياء يشترون ولا فقراء يبيعون،
وبالتالي لا يوجد سوق لبيع الدفاتر".

 

ويرى مرشح منطقة (أبو نصير) زياد العواملة أن ظاهرة شراء دفاتر العائلة
"خفيفة في منطقتي" وهذا أسلوب مرفوض شعبيا وقانونيا، ويساهم في تهبيط
مستوى الانتخابات ومصداقيتها" ولا يجوز استغلال حاجة الآخرين ومساومتهم وشراء
أصواتهم.

 

"الانتخابات في كل العالم لديها أساليب عديدة منها الرخيص كثيرا كشراء
الأصوات ومخاطبة حاجة الناخبين"، ويضيف العواملة أنه "يساهم في عدم
اختيار المواطن الحقيقي والأفضل ليمثله في المجلس".

 

شراء الأصوات وإن نجحت في إيصال شخصيات في السابق ما كنت مؤهلة للوصول إلى
مقعد يمثل المواطنين بفعل "الشراء" فإن التعويل على المواطن الفقير الذي
لا تغريه "ربطة الخبز" أو "كرت مؤن" ليساهم بوصول أناس لن
يمثلوه في المجلس لاحقا.. والفرصة الأخيرة للمواطن هي إدراك أهمية اختيار الصوت ومن
هو الأصلح ليمثله في مجلس أمانة عمان أو في المجالس البلدية في كافة محافظات
المملكة.

أضف تعليقك