بيان حتر – شبيلات ...لماذا الاستقواء بالخارج !

الرابط المختصر

أكثر ما يمكن ان يقال في البيان " العرمرمي" الذي صدر عن ناهض حتر وليث شبيلات ، أنه مجرد استخفاف بعقول المواطنين وركوب لموجة " التهويل" و"التضخيم" الدارجة هذه الأيام ، أملا بان يحدث ذلك تغييرا جذريا ما في السياسة العامة للدولة أو ثورة بيضاء كما يروج البعض او ضغطا على صانعي القرار كما يأمل آخرون ، بعد ان فشلت كل المحاولات السابقة للتحذير من خطر قد لا يأتي أبدا .

 

نحترم أي توجه او حس وطني صادق ، لكن في الظاهرة الصوتية التي يمارسها هؤلاء ، تسخيف لذاكرة الاردنين ووصاية على العقول لا مثيل لها وكأن الأردنيين لا يقرأون ولا يطالعون ولا يتابعون كل ما يصدر من" ترهات" عن قادة الكيان الصهيوني .

الملك عبد الله الثاني كان أول من حذر من مستقبل قاتم للمنطقة إذا لم يتم صنع السلام هذا العام تحديدا ، وبالتالي فان ممارسة اللطم وشق الأثواب والتحذيرات التي يطلقها البعض لا فائدة منها ما دامت متأخرة بأشواط عن الرؤية الملكية وما دامت مجرد شعارات دون خطط واضحة.

حينما حذر جلالته قبل أعوام من" الهلال الشيعي" مارس كثيرون اللهاث وراء تصريحاته وتحذيراته للحاق بها ، اليوم يتكرر المشهد ذاته لكن مع مفارقة بسيطة وهي الاستقواء بالخارج وكأن الأردن بحاجة إلى وصاية الآخرين او حمايتهم .

 حب الوطن والخوف على مصلحته لا يمكن ان يكون يوما (عملا إضافيا) لأحدنا ، وبالتالي فان ما صدر عن حتر وشبيلات ليس أكثر من بحث عن نجومية وحضور، فقدا بفعل فقدان المصداقية لدى الشارع.
الأردن تحميه سواعد أبناءه، وسياسة تهويل المخاطر لا جدوى منها لان المؤامرة الصهيونية ضد الأردن قديمة وواضحة ومكشوفة و"بضاعة" قديمة .
السؤال الأهم ، ماذا يمكن ان تفعل دمشق للأردن بالفعل لو حدث أي تطور سياسي في المنطقة؟ ،بل ماذا فعلت دمشق للعراق؟ ، وماذا فعل نصر الله لأهل غزة وهم يذبحون من وريد لوريد ؟
 استرجاع التاريخ الواضح وضوح الشمس ، وإحياء موات تصريحات أطلقها نتنياهو في كتابه مكان تحت الشمس، والمراهنة على الخارج أكثر من الرهان على الوطن والمواطنين، والاتكاء على "فزاعة" الوطن البديل ، خدعة لم تعد تنطلي على احد.
 الملك قالها أكثر من مرة " الأردن لن يكون وطنا بديلا لأحد". وعليه فأن ممارسة البعض لردود الفعل دون الانتقال إلى الفعل الحقيقي عبث لا طائل منه.
 كان الأحرى بحتر وشبيلات مطالبة بشار الأسد بفتح جبهة الجولان ، ومطالبة خالد مشعل بالعمل على وقف الانشقاق الفلسطيني ، والطلب من حسن نصر الله دعم الأهل في غزة دعما حقيقيا لا بالخطابات.
في المقابل فان التحذيرات التي أطلقها بعد ذلك الدكتور رحيل غرايبة وزاد فيها ان الخطر وشيك لم تأت بجديد لكنها نادت بضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني ، وهي دعوة لها ما بعدها وأكثر جدية وفعالية  وقبولا من بيان حتر – شبيلات .

خطة الطوارئ التي يدعو لها الغرايبة يجب ان تلاقي صدى على الأرض بخطوات عملية أمنية وسياسية، لكنها قبل ذلك يجب ان تسبق بإنهاء حالة الاستقطاب التي يشهدها الشارع الأردني .والاهم ان المرحلة والتحديات المقبلة بحاجة الى حكومة جديدة ، فلكل زمان دولة ورجال! الغرايبة ببساطة قدم حلولا عملية بينما قدم بيان حتر- شبيلات إنشاءً لا أكثر.
اخيرا ..
  عاب البعض على معالي الدكتور نبيل الشريف وصفه التصريحات الإسرائيلية بأنها هذيان لا يستحق الالتفات له أصلا ، وحتى نكون منصفين فان اقل رد وجب على الحكومة اتخاذه تجاه هذه التصريحات تجميد العلاقات وسحب السفير الأردني او حتى اضعف الإيمان باستدعاء السفير الإسرائيلي.