بنات حلال ولكن
كثيرون انتقدوا مقالة الجمعة ، باعتبارها تطرق بابا فيه اختلاف كبير ، وهذا أمر طبيعي ، واحدة من الأخوات الفاضلات اختارت ان تتوقف امام عبارة شديدة الحساسية والإيلام ، قالت ـ لفت انتباهي الكلمات التي ذكرتها في الفقرة الاولى من مقالة الجمعة 10 نيسان والتي قلت فيها (وكم من الفتيات والشباب يتقلبون على جمر الحرمان جراء تعقيدات معاصرة تحول دون لم الشمل) وتعلق أختنا قائلة: هل تعلم انني في موقع عملي أُواجه كثيرا من الأمهات اللواتي يردن بنات حلال لإبنائهن وخاصة إن المكان الذي أعمل فيه يتردد عليه فتيات كثر وصاحبات دين على الأغلب ، وتبدأ الأم بالسؤال عن فتاة لابنها مشترطة ان تكون متدينة وصاحبة خلق وجامعية في معظم الأحيان وأدلها على إحداهن ، وبعد أن تراها ترجع فتقول: نعم ولكن أريدها طويلة وبيضاء وعيونها ملونة ، وأن يكون أخوها انسانا عاديا اللهم انه صاحب شهادة ويصلي. ثم تقول الأخت الكريمة ـ والله توجد أم تبحث عن عروس لابنها منذ سنتين او ثلاث سنوات ولم تجدها بعد لأنها تريد مواصفات خيالية للعروس ، وأخرى تقول أنها تعبت كثيرا من طلبات ابنها ، وتسأل ـ ماذا جرى لهذا المجتمع ومتى سوف تتزوج السمراء والقصيرة والتي لم يسنح لها الحظ ان تتعلم؟ الا يوجد مواصفات تعلمناها من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم للاختيار؟ ثم تنتهي إلى النتيجة المؤلمة ـ بالرغم من وجود اناس لا يستطيعون الزواج بسبب عدم توفر الماديات ولكن يوجد شباب كثيرون لديهم الماديات ولكن لديهم الطلبات المعجزة ، اسأل الله ان نكون قد وصلنا نحن الأهل وابناءنا وبناتنا إلى مرحلة نستوعب فيها امور الزواج ونترجمها على ارض الواقع بما يرضي الله لأن نسبة العنوسة في بلدنا الحبيب تتزايد ونسأل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة،.
أختنا أحاطت بمشكلة بالغة الخطورة ، عرسان يريدون بناتا على "الفرازة" أو "تفصيل" على مزاجهم ، يقضون السنوات وهم يبحثون وفي النهاية يقعون على وجوههم ، لأن الزواج كالموت والرزق: قسمة ونصيب، وشباب آخرون يتمنون أن يضمهم بيت ببنت الحلال ، دونما اشتراطات أو تعقيدات ، لكنهم لا يملكون المال لهذا ، جراء تعقيدات الأهل ومتطلبات بنات اليوم،.
يا ناس ارحموا بناتكم وأبناءكم ، ويسروها عليهم ، قبل أن يدفع المجتمع كله ثمن هذا الغلو والتعقيد،.











































