بسطة بلح البحر تجربة جديدة لتذوق المحار في عمان

الرابط المختصر



عصر كل يوم، وبجانب مقهى رومي في منطقة جبل اللويبدة منتصف العاصمة الأردنية عمان، يبدأ الشاب نور الدين بتجهيز عربته بإشعال موقد صغير، و تسخين وعاء من الماء، ليفتح ثلاجته الصغيرة، ويبدأ بسلق بلح البحر المجمد أو ما يعرف بالميديا -Midye-.



 

 





منذ شهر تشرين الثاني لهذا العام, بدأ الشاب الثلاثيني نور ببيع ثمار بلح البحر المستوردة من تركيا على عربة صغيرة بعد أن كان إخوته الثلاثة يبيعونها للزبائن حسب الطلب ومباشرة إلى بيوتهم من سنة فائتة, محاولًا بذلك خلق مشروع صغير له ببيع هذا الثمر غير المألوف في منطقة مثل عمان.







يعيش بلح البحر على شواطئ الأطلسي الشمالية تحديدًا في المنطقة بين المد والجزر العالية والمنخفضة بحسب مؤسسة العلوم الوطنية الفيدرالية، فترتبط التجارة بهذا النوع من الثمار بوجود البحر, مما يجعل "كشك ميديا البحار" الخاص بالشاب نور مثيرًا للاهتمام بالنسبة لزبائنه في عمان الخالية من التضاريس المائية.



 





بعد مرور ثلاثة عقود لنور في البحر بين متدرب من الأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية JAMS وبين عمله برتبة نصف بحار على مراكب شركة حجازي وغوشة لنقل العجول والمواشي, يقرر نور ترك البحر وتثبيت قدميه على اليابسة بعد مواجهته صعوبة في الترقي في مهنته, لارتباط الترقي بالحصول على تدريبات من الأكاديمية الأردنية البحرية بكلفة عالية جدًا, ترغمه على صرف كل ما لديه من مدخرات.







"أنا ما بدي أظل قاعد بالبيت, بديت بإمكانياتي المتاحة, وبجيب طلبيات على قدي, لأنه ما عندي قدرة هسا أفتح محل" يقول نور الذي تشجع لبدء هذا المشروع بمساندة من أصدقائه وباهتمام الناس بالشراء منه بعد سماعهم عن بلح البحر من مواقع التواصل الاجتماعي أو التلفاز أو حتى تجربتهم له سابقًا في مدينة اسطنبول في تركيا.



 





فيقول إبراهيم سرساوي أحد زبائن كشك ميدي البحار: "حبيته مع إني كنت متردد وكنت أول مرة بجربه, ويومها أكلت خمسة, جربت بشطة وبدون وكان زاكي والأهم إنه ما اله ريحة", أما شفاء القضاة فقالت: "ما حسيت طعمه غريب, بالعكس كان زاكي وأخذت منه لأهلي كمان وانبسطوا عليه والأحلى إنه بخليك تجربه مجانًا قبل ما تشتري, بس وجوده في عمان غريب لأنه احنا بنعرف المحار من الناس اللي بتنزل على تركيا, والأطباق البحرية أصلًا مش منتشره بالأردن أو إنها لفئة معينة" لكن محمد نور أحد الأشخاص الذين لا يتناولون المأكولات البحرية أبدى رأيه حول كشك ميديا قائلًا: "بحب أشوف أشياء برة وتكون موجودة عنا في عمان خصوصًا إنه الناس بتحب الأكل, ففكرته حلوة حتى لو ما بحبه".

 

 

View this post on Instagram

A post shared by Noor Deeb (@midya_el_bahar)

يبيع كشك ميديا البحار الثمرة الواحدة بسعر نصف دينار أردني, والذي يعتبر جيدًا كما يقول نور مقارنة مع تكلفة الثمر وتكلفة شحنه وتخزينه, وهذا ما يجعل عملية تحضيره دقيقة في الواقع, بحيث يجب أن تنقل الثمرة المجمدة من البرّاد إلى البخار مباشرة لتقدم طازجة للزبون.



بعينيه المليئتينبالأمل, يقول نور ويداه مغلفتان بقفاز وهو يعصر الليمون على بلح البحر لبيعه: "أنا مبسوط جدًا إني ببيع بالشارع, وأتمنى إنه المشروع يكبر ويصير بأكثر من محافظة في الأردن, والواحد بظل متفائل بالجاي".