برامج مرشحي الزرقاء منزوعة الدسم
تتطابق برامج المرشحين المستقلين في الزرقاء لجهة غياب اليات تنفيذ الاهداف التي تطرحها، وهي في المجمل متماثلة، ما يجعلها غير واقعية ودون أي تأثير على توجهات الناخبين.ولم يطرح سوى النزر اليسير من المرشحين ما يوصف تجاوزا بانه برامج انتخابية، وذلك في مقابل غالبية اعتبرت البرنامج مسألة "كمالية" في ظل الاصطفافات العشائرية التي يبدو انها ستحسم المنافسة.
وعلى المستوى السياسي تضمنت البرامج وعودا بالعمل على "تعزيز الوحدة الوطنية" و"ترسيخ الديمقراطية..ودولة المؤسسات والقانون" و"دعم القضية الفلسطينية".
وفي الشأن الاجتماعي والخدماتي تعهدت البرامج بدعم قطاع الشباب وتعزيز دور المرأة ومكافحة البطالة والغلاء والتلوث البيئي وتحسين التعليم.
لكن هذه البرامج لم تقدم اليات علمية او واقعية لتنفيذ هذه الوعود، وبخاصة الاجتماعية والخدماتية منها.
فمثلا، لم يطرح أي من المرشحين افكارا محددة لخفض نسبة البطالة في الزرقاء، وهي من اعلى النسب على مستوى المملكة. وكذلك لم يقدم أي منهم حلولا مهما كانت لانهاء مشكلة التلوث التي تؤرق ابناء المحافظة.
وعلى ما يبدو، فان المرشحين يتمكنون من النجاة من الاسئلة المتعلقة باليات تنفيذ برامجهم نتيجة الاهمال شبه التام من الناخبين لهذه البرامج.
يقول احد المواطنين انه لم يخطر له مطلقا قراءة أي من البرامج التي يدسها عبر نافذة سيارته اشخاص متمترسون عند الاشارات الضوئية.
ويوضح ان سبب ذلك يعود الى عدم قناعته بجدية المرشحين في تنفيذ وعودهم.
ويقول "هذه ليست المرة الاولى التي يأتينا فيها المرشحون بوعود لا تلبث ان تذهب ادراج الرياح بعد اول جلسة لهم تحت القبة".
ويضيف "لا اكبد نفسي عناء قراءة ما سيظل حبرا على ورق، وحتى لو فعلت، فان أي شئ على هذا الورق لن يكون له تأثير على توجهاتي بالنسبة للمرشحين".
ويبدي هذا المواطن تذمرا بالغا من قيام بعض المرشحين بتضمين هذه الاوراق ايات من القران الكريم، ما يجعل من الصعب عليه التخلص منها بالقائها في الشارع او في القمامة.
ويقول "انهم يجبروننا بهذه الطريقة على الاحتفاظ ببياناتهم..هذا اسلوب غير محترم".
ويقسم مواطن اخر ان البرنامج الانتخابي الذي يطرحه احد المرشحين هو ذاته البرنامج الذي طرحه خلال الانتخابات السابقة.
ويقول "والله هو نفس البرنامج. ويبدو ان المرشح لم يكبد نفسه عناء تعديله او تحويره فقام بطباعته مجددا".
من جهته، يقول احد المرشحين انه قدم برنامجا حتى لا يقال انه مرشح بلا برنامج!.
واكد احد المقربين ان مساعدا لهذا المرشح هو من وضع البرنامج وان الاخير لم يطلع عليه الا بعد ثلاثة ايام من طباعته وتوزيعه.
وفي الوسط بين من طرحوا برامج انتخابية ومن لم يطرحوا، يأتي مرشحون اكتفوا بطبع منشورات ومطويات يتحدثون فيها عن انفسهم ودوافعهم للترشح (وهي في مجملها الاصلاح ما استطعت) ويناشدون الناخبين التصويت لهم.
ويتميز خطاب بعض هؤلاء المرشحين بركاكة الصياغة والمباشرة التي تصل درجة الاستعطاء. فهذا احدهم يتعهد للناخبين بان يكون خادمهم الامين ويحترم صغيرهم وكبيرهم، وان يبارك لهم افراحهم ويواسيهم في احزانهم ويستقبلهم ببشاشة ويلبي طلباتهم.











































