أقامت مجموعة من المؤسسات الوطنية المحلية برامج تنموية وتوعوية مجانية لنساء المجتمعات الأردنية المهمشة، بهدف توسيع قدرتها وإنتاجها داخل المجتمع، ولتتعاون مع زوجها وأسرتها في تحمل المسؤولية وزيادة دخلها المعيشي.
ومن بين نشاط تلك المؤسسات، أطلقت حدائق الملكة رانيا العبد الله بالتعاون مع مؤسسة ارادة برامجها التنموية والتوعوية الصيفية لخلق فرص عمل للسيدات، كان منها برنامج (تمكين المرأة اقتصاديا وتفعيل دورها الإيجابي في المجتمع)، والذي يستهدف سيدات المجتمع المحلي في شرق عمان للفئة العمرية 20-45 سنة، من خلال تقديم الخدمات وتوفير المحاضرين لورشات العمل الخاصة بالبرنامج.
 
ويسعى البرنامج من خلال الأنشطة المتعددة والمتنوعة الى تحفيز أفراد المجتمع المحلي في مناطق (أم نوارة، القويسمة، النصر، المنارة) لإنتاج مناخ ملائم للتنمية، حيث يشارك هؤلاء الافراد في التعرف على احتياجاتهم وتحديد مشكلاتهم ومحاولة مساعدتهم في الوصول الى حلول مناسبة تلبي الاحتياجات المتنوعة، ومعرفة الموارد والامكانيات المتاحة والمتوفرة في بيئتهم المحلية، وتوفير مايمكن من إمكانيات وخبرات وتسخيرها لتطوير مستوى البيئة المادية والاجتماعية والفكرية لسيدات المجتمع المحلي.
 
وتقول مديرة الحدائق المهندسة نانسي أبو حيانة لراديو عمان نت " دورنا لا ينتهي في بناء المرأة فكرياً واجتماعياً وصحياً، بل في إكساب المرأة مهارات في التدريب الانتاجي بهدف تمكين المرأة اقتصادياً وتفعيل دورها الايجابي في المجتمع من خلال استثمار طاقاتها واستمرار توفير الدعم لاثبات دورها في المجتمع مما يحقق لها فرص النمو للمواطنة الأردنية ومشاركتها في الحياة الاقتصادية وزيادة تحملها للأعباء المادية والأسرية".
 
وحول إقبال السيدات على المشاركة في البرنامج قالت أبو حيانة "الإقبال فاق التوقعات فقد كان عدد المدعوات في بعض الورش 50 لكن تجاوز عدد المشاركات الـ 100، والسبب ربما لوجود نوع من الشعور بالثقة المتبادلة بين الحديقة والمجتمع المحلي، إضافة الى أن المرأة صارت تشعر أنها بحاجة الى كل هذه الأنشطة المقدمة، فقد صار هناك وعي وطلب من قبل المجتمع على هذه الأنشطة".
 
"ويوجد لدى الحديقة مركز لثقافة الطفل اسمه (برنامج الطفولة المبكرة) يقدم انشطة وبرامج خاصة بالأطفال، وما نركز عليه هو برنامج رعاية الطفل من عمر 3 الى 5 سنوات، وهي الفئة العمرية الذين لا يذهبون للمدرسة وملازمين لأمهاتهم، فالأم التي تأخذ دورة لدينا صار الطفل يشكل عبأ عليها ولذلك استوعب هذا البرنامج هؤلاء الأطفال ففيه أنشطة تفاعلية تراعي مدارك الطفل وتحفيزه للإبداع والمشاركة".
 
وانطلق البرنامج في حزيران عام 2005، من خلال عقد ورشات عمل هدفها بناء الشخصية وتطوير الذات والتمكين الفكري والذهني وتوسيع الآفاق للسيدات بمواضيع متنوعة تشمل: تطوير وبناء الذات، ومهارات الاتصال، وتدعيم وتشبيك الاتصال بين الناس، وتطوير مهارات قيادية للمرأة.
 
وتم استكمال البرنامج حتى هذا العام، حيث انتقل الى مرحلة التطبيق العملي الانتاجي، وذلك بعقد ورشات العمل الانتاجية، بهدف اكساب المرأة مهارات حرفية تمكنها من توفير دخل مادي يساهم في الدعم الانتاجي والتنموي الاقتصادي للأسرة، وتتضمن ورشات العمل الانتاجية مواضيع هي: اكساب المشاركات قدرات إدارية ومعرفة بإدارة المشاريع الشخصية " كيف تبدأ مشروعك"، وصناعة الصابون بمواد منزلية، وصناعة كريمات التجميل بمواد طبيعية، وصناعة المنظفات الكيماوية والشامبوهات، وفوائد النباتات الطبية واستخلاص زيوتها.
 
واستفادت من البرنامج في الفترة 1/6/2005م ولغاية 30/5/2006م (575) سيدة، حيث ما يزال البرنامج مستمراً في مراحله المتعددة لتقديم ورشات العمل الانتاجية، التي تهدف الى اكساب المرأة مهارات حرفية وتطوير قدرتها الانتاجية، لتتمكن من انشاء مشروعها الشخصي مما يوفر الدخل المادي لرفع مستوى الوضع الاقتصادي للاسرة هذا بالاضافة الى البرامج الاخرى التي تهدف الى التوعية الشاملة للمرأة في جميع المجالات الاجتماعية التي تعنى بشؤون المرأة.