بالوثائق آبار بيرين ملوثة
عبر مواطنون من سكان بيرين عن تجدد آمالهم بمعالجة مسألة تلوث المياه، بعد نشر "السبيل" تفاصيلها أمس، فيما تضاربت تصريحات الجهات المسؤولة حول حجم التلوث.
مدير صحة الزرقاء ضيف الله الدغمي، نفى لـ"السبيل" وجود أي تلوث في آبار مياه بيرين، فيما حذرت وثيقة صادرة عن مديرية المختبرات والنوعية في وزارة المياه والري، حصلت عليها "السبيل"، من أن "تشكيل المياه المتدفقة عبر سيل أبو نصير إلى سيل بيرين مصدر تلوث يهدد المياة الجوفية بشكل عام وآبار بيرين بشكل خاص".
وقال الدغمي إن المشكلة كامنة في بئر رقم "4" فقط، الذي تم حفره من قبل وزارة المياه، وبعد فحص مياهه تبين احتوائها على عصيات بُرازية ملوثة"، ما دعى مديرية الصحة إلى إغلاقه، وعدم استخدامه إطلاقاً علماً بأنه لم يتم استخدامه من قبل".
وبين الدغمي أن المديرية تقوم بفحص آبار الشرب أسبوعياً وشهرياً للتأكد من صلاحية المياه.
وقال إني "أطمئن المواطنين على سلامة مياه الشرب في الزرقاء".
وكان رئيس بلدية بيرين محمد بخيت الغويري أكد وجود نهر مجاري يخترق الأماكن السكنية والغابات الخضراء جراء تسرب المياه العادمة من محطة تنقية أبو نصير، لافتا إلى وقوع التلوث في بئر رقم 4 غير المستخدم من العام الماضي، بانتظار نتائج فحوصات الصحة وسلطة المياه، مطالبا باستخدام مياهه للزراعة فقط.
وأكد البخيت أن الآبار الثلاثة الأخرى في المنطقة عرضة للتلوث أيضا، فضلا عن التأثيرات المحتملة على المياه الجوفية.
وبيَن رئيس البلدية أن تقرير "السبيل" حرك "المياه الراكدة لدى الأجهزة الرسمية التي "نامت" منذ سنوات على المشكلة دون حلها"، واستنفر أجهزتها المختلفة لمتابعة القضية.
وكان سكان قالوا إنهم قدموا شكاوى عديدة للجهات المعنية على مدى سنوات، ولكن "لا حياة لمن تنادي".
وأوضحوا أن مياه المجاري لوثت مياه الشرب والينابيع الواقعة على مجرى الوادي، ناهيك عن تأثيرها على المزروعات والثروة الحيوانية، مبينين أن مسؤولين أبدوا اهتماما جديدا بالقضية آملين حلها.
من جهته، ذكر أمين عام سلطة المياه منير عويس، أن السلطة تفرض بالتعاون مع مختبرات وزارتي المياه والصحة رقابة مشددة على نوعية المياه في منطقة بيرين.
وأشار إلى أن هناك توجها لطرح عطاء لإنشاء محطة معالجة لضخ مياه الآبار الأربعة في منطقة أم رمانة، وستعمل هذة المحطة على تنقية المياه العكرة، وغير العكرة لإيصالها للمشتركين في هذة المناطق لتكون صالحة للشرب.
ورأى عويس أن المياه الواردة من محطة تنقية أبو نصير المجاورة لقرية بيــــرين، تحتاج إلى عبارة صندوقية لمنع اختلاطها بأي مياه أخرى.
إلى ذلك، أسهب النائب موسى الخلايلة في وصف الحالة المزرية التي أوجدها انسكاب المياه العادمة في سيول تخترق المناطق السكنية والتجارية في بيرين، لتصل إلى الغابات الخضراء الجميلة على مسافة عدة كيلومترات.
وقال إن هذا التلوث ماثل للعيان، مشيرا إلى أنه ونواب الزرقاء طرحوا القضية أكثر من مرة على وزارة المياه والري، وتلقوا وعوداً بطرح عطاء لنقل المياه باتجاه سيل جرش، لم يتحقق حتى الآن.
ونادى النائب الخلايلة بوضع حل عاجل للقضية لارتباطه بالصحة والسلامة العامة، فضلا عن تشويهه لمنطقة متميزة بجمال طبيعتها.
وأكد أنه سيقوم في القريب العاجل بتحرك برفقة زملائه النواب، للمطالبة بحل المشكلة التي طرحت في مجلس النواب منذ ثلاث سنوات "دون أن تحقق الجهات المعنية وعودها".
وتقف عقبة التمويل عائقا أمام حل المشكلة، بحسب مراسلات حصلت عليها "السبيل" بين وزارتي التخطيط والمياه والري.
وتنكر مصادر وزارة التخطيط تسريبات تحدثت عن عدم سعيها إلى إيجاد تمويل مالي خارجي لتطوير محطة أبو نصير ووقف تلويثها للمنطقة.











































