باحثون في الأديان: عالمية الإسلام تتأكد بالإعلام الحقيقي

الرابط المختصر

"عالمية الرسول الكريم وقدسية الأنبياء" كان عنوان الندوة التي نظمها المركز الأردني للإعلام، والتي شارك فيها مختصون وباحثون في قضايا العقيدة والأديان السماوية، أجمعوا على أهمية الدور الإعلامي في التعريف برسالة الإسلام الحضارية، والتي بدونها ستبقى الصراعات والإهانات مستمرة ضد الإسلام لأننا أصلاً نخاطب مجتمعاً أوروبياً لا يعترف بأي دين.نحن كنيسة الإسلام

مدير عام مركز التعايش الدينى الاب نبيل حداد قال "إننا لا نناقش في الندوة موضوعات عقائدية أو حوار أديان لأنها ثوابت لن تتغير معتبرا أن الحوار هو بين أتباع الأديان وليس بينها ، وأنه ليس هناك ما يبرر الاساءة الى المسيحية او الإسلام".



وأضاف "اننا شركاء في إظهار قداسة الأنبياء فكيف يمكن الحديث عن عالمية الرسول صلى الله عليه وسلم اذا لم يتم الحديث عن التعايش بين الإسلام والمسيحية وخاصة في هذه المنطقة، فتواجد المسيحيين العرب بين المسلمين دليل كبير على عالمية الرسالة الإسلامية".



رسالة عمان هي أفضل الطروحات للحديث عن عالمية الرسول، قال الأب نبيل حداد وتابع "فهي تتحدث في مضامينها عن الإسلام السمح وهو رسالة عالمية جاءت الى البشرية جمعاء، أنا كمسيحي عربي أقول ما قاله البطريرك غريغوريوس ( نحن لسنا كنيسة العرب بل نحن كنيسة الإسلام )، وعندما اسمع عن إساءة للرسول الكريم فموقفي ممن أذى مسلما فقد أذاني ونحن دعاة تقديم الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة".



بعيداً عن العنف...

"الأردن يحتوي رسالات الأنبياء وجميع الرسل جاءوا الى البشرية من هذه المنطقة" هذا ما بدأ به حديثه رئيس منتدى الوسطية مروان الفاعوري، الذي تساءل "هل عرف الغرب حقيقة المسيحية قبل أن يعرفوا الإسلام حتى يهاجموه، اليهود يحرصون على نزع قيم القداسة والتدين من نفوس الناس وهناك مؤامرة لتدنيس كل ماهو مقدس".



وذكر أن الحملة التي استهدفت الإسلام والرسول الكريم قد واجهها رد فعل عنيف انسجم مع قوله تعالى (إنا كفيناك المستهزئين)، وأمة الإسلام أمة حية لم تتقيد بالقيود الرسمية في ردة الفعل، وكمال إيماننا أننا نؤمن بالمسيح وقداسة مريم وموسى وجميع الرسل ولا يجوز أن يمس أي منهم بكلمة سوء".



ودعا الفاعوري الى أن تكون ردود الفعل التي صدرت وتصدر منسجمة ومنضبطة وضرورة معالجة هذه القضية إعلاميا وقانونيا بعيداً عن العواطف المشحونه وإيذاء السفارات.





لنحسن استخدام الإعلام

رئيس تحرير صحيفة اللواء بلال التل أوضح أن الإساءة تأتي منسجمة مع الصراع بين الحق والباطل والإيمان والكفر، وتابع "وقد سجل القرآن صورا عديدة من الإساءة لرسل الله وآخرهم النبي محمد (صلى)، كما أن كتب السير حافلة بصور الإساءة التي تعرض لها الرسول الكريم".



الإساءة الى الإسلام ونبيه أصبحت سياسة معتمدة للبعض، أشار التل الى ذلك وقال "ذلك ليس بمستهجن من الذين لا يعترفون بنبوة محمد الكريم، والذين ارتكبوا جرائمهم في القرون الوسطى عندما أسموها الحروب الصليبية وأسميناها حروب الفرنجة إجلالا لسيدنا عيسى عليه السلام".



أهمية دور الإعلام في تحقيق عالمية الرسول الكريم هي الحل للرد على الإستهانة، قال التل وشرح "فهذه العالمية أصبحت متاحة في هذا العصر فالهدف ليس امتلاك وسائل الإعلام وإنما أن إحسان استخدامها وتحميلها المضامين القادرة على المنافسة والإعداد الجيد للعاملين في الإعلام، والبناء المعرفي الإعلامي والتخفيف من لغة الخطابة".



الإسلام أساس الرحمة

"الرسالة المحمدية وما اشتملت عليه مبني على أساس الرحمة" أوضح الباحث فى قضايا العقيدة والتاريخ الإسلامى المهندس باهر خورشيد العدنانى، "وواجب كل مسلم الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم السماح لأي انسان أن يمس الذات النبوية".



ودعا الى "توحيد الجهود التي بدأها العرب والمسلمون من أجل الوصول الى النتيجة الواحدة في ضمان عدم الإساءة الى الأديان"، كما طالب بالاعتذار الرسمي من قبل المتسببين بالإساءة الى الرسول الكريم، مشيراً الى أهمية الدور الملقى على عاتق وسائل الإعلام في توضيح صورة الإسلام السمحة ونشر التعايش بين أتباع الديانات السماوية.



بالحكمة والموعظة

الأستاذ فى العقيدة والأديان السماوية الشيخ محمود البغدادى الكيلانى قال إن الأردن أرض المحشر والمنشر، ومهوى أفئدة الأحرار والقائمين على دينهم وإيمانهم وقناعاتهم في العالم، وقد دافع الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عن النبي عليه السلام بل وكان في مقدمة الذين بينوا عالمية الرسول التي تجلت بان كل الانبياء قد بشروا بالرسول كما أن معراجه الى السماء العلى دليل اخر على عالميته عليه السلام حيث وصل عليه السلام في اسرائه الى حيث لم يصل غيره من الانبياء والرسل و صلى بالأنبياء جميعاً.



وأكد البغدادي الإشارة على أهمية الإعلام في التصدي للإساءات التي وجهت الى رسولنا الكريم، وأهمية بناء العلاقات مع الآخر بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة.



وفي نهاية الندوة أجمع المتحدثون والحاضرون على أن العنف لن ينهي المشكلة، وأن الحل هو أن نخاطب الدنماركين والأوروبيين بلغتهم، فهو مجتمع تحول الى العلمانية لإفهامهم قدسية ديننا وحقيقته لتجنب أي إساءة في المستقبل.

أضف تعليقك