اي صحافة نتحدث عنها ؟!!
احتفل الجميع ببوم الصحافة العالمي او يوم حرية الصحافة العالمي او يوم العالمي للصحافة، كل على طريقته ، فهناك جرت الاحتفالات على اشكالها حفل الاستقبال وحفل شواء وحفل خطابات رنانة، كل ذلك على شرف يوم الصحافة ، حيث اجمعت الغالبية العظمى على ان وضع الصحفيين في العالم العربي بصورة عامة وفي الاراضى الفلسطينية بشكل خاص لا يحسد عليه فهم الفئة المكروه من قبل الجميع ، وهم الفئة الوحيده الخاطئة بينما البقية ملائكة، ولهذا فانه يجب تكميم افواه هذه الفئة الضالة الخاطئة التي تسمى الصحفيين، لدرجة ان الصحفي تحول في الكثير من الاحيان الى طابع في الكثير والى ناطق باسم ... في بعض الاحوال والى مهرج الى الاحوال الاخرى، ولكنه لم يصل الى دور الصحفي كما يجب ان يكون، ففي ايامنا هذه تحولت الصحافة الى مهنة بساعات دوام محددة وفيها ايام عطل واجازات مرضية وسنوية ، ومن هنا جاءت الكارثة ، فالصحافة ليست مهنة في المرتبة الاولى انها شئ يسير في الدم لا يتنهى بعد ساعات الدوام .
المهم انه نتيجة لهذه الاجواء غير الصحية والاجواء الضبابية التي تخيم على مهنة الصحافة تظهر المقالات هنا وهناك التي تتباكى على مهنة الصحافة وتطالب بالعمل على انقاذ السلطة الرابعة من الضياع !!
ولكن اليس من الصواب جلد النفس ولو لمرة واحدة ايضا، وان ننظر في المراة لنرى صورتنا الحقيقية تلك الصورة البشعة التي لا نراها نحن معشر الصحفيين ويراها البعض بصورة بشعه اكثر!!!
فنحن الصحفيين في الكثير من الاحيان شركاء فيما يحدث للمجتمع ويحدث لنا، فكم من قصة نعرفها لم ننشرها او نتحدث عنها ارضاء لهذا المسؤول او تلك الشخصية او هذا القريب او لخوف امني ؟! وكم من خبر ننشره ونبثه ونعلم علم اليقين انه ليس بالدقة المطلوبة من الصحفي المهني؟!
وكم من قصة يتداولها الشارع ويعرف تفاصيلها الكاملة ونعجز عن نشرها لا بالغمز ولا باللمز ولن نقول بالكامل رغم انها على لسان الجميع ، وبهذا ابتعدنا عن المجتمع الذي نعيشه وابتعد عنا المجتمع ايضا؟!!
كم منا طلب ثمنا لقصة او تحقق او تقرير قبل نشرها ؟! السنا نحن اول من يشكك بمهنية الزملاء امام الجميع ؟! فكيف سيصدقنا المجتمع طالما اننا لا نثق ببعضنا البعض ؟!
ودائما لدينا الحجج لتبرير اي عمل نقوم به! حتى ان القسم الاكبر منا تحول ليكون رجال اعمال صغار اكثر من تحولنا لنكون صحفيين مهنين، غايتنا نشر القصة كما هي بدون اللف والدوران ارضاء لهذا او اغضابا لذلك !!
ان احد الاسباب التي ادت الى تردى مستوى الصحفيين المتباكين على وضعهم في يوم الصحافة العالمي، هو التمويل الاجنبي والمنظمات الاهلية، التي باختصار افسدت الصحافة والصحفيين لدرجة ان الصحفي اصبح يتدلل وفقد نكهة ان يكون صحفيا حقيقيا، فرغم كثرة الندوات والدورات في الفنادق الفخمة وخارج البلاد وجميعها تهدف الى خلق جيل من الصحفيين المهنين ولكنه في الحقيقية خلقت جيلا من الصحفيين المدللين والذي لا يعرفون من الصحافة الا :
كم ستدفع لنا ؟!! ومن هناك كثرت دكاكين الصحافة بل ان منظمات اهلية لا علاق لها بالصحافة اصبحت لها يد ورجل في هذا الحقل مربح اكثر وهو الموضة الان، واخر همهم هذا القطاع الهام والذي لا يحتاج الى هذه المليادرات من الدولارات والتي لم تتمكن من رفع مستوى الصحافة في البلاد بل على العكس تمام فرغم المئات من خريجي الاعلام من الجامعات المختلفة والمئات من خريجي دورات الفنادق الفخمة الا ان مستوى الاعلام لم يتحسن بل ازداد سوء وتحول الصحفي الى اي شئ باستثناء ان يكون صحفي .... اننا نضحك على انفسنا ويضحك علينا الجميع وصدقت المقولة الظالمة .. كلام جرايد !!!!!
وحديث الاعلام طويل ومستمر











































