انفتاح في العلاقات الأردنية الإيرانية تتخلله مخاوف كامنة
قراءات تحليلية بانفتاح في العلاقات الأردنية الإيرانية؛ تتضح من خلال مؤشرات عديدة أبرزها تسلم الملك عبد الله الثاني رسالة من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لزيارة إيران.
تطور غير مسبوق في العلاقات الأردنية الإيرانية هو ما يستقرئه بعض المحللين من خلال الرسالة التي نقلها مدير مكتب نجاد رحيم مشائي وإعلان الملك عبد الله عن قمة ما بين البلدين تعقد في عمان أو طهران؛ حيث يرى الكاتب فهد الخيطان بأن الرسالة التي تلقاها الملك تمهد لتقارب العلاقات بين البلدين.
هذا الانفتاح الذي يقرأه المحللون في سطور المؤشرات الأخيرة بين البلدين؛ ما زالت تلقى مخاوف عند البعض الآخر؛ وتأتي هذه التخوفات بالنظر للعلاقات التي سادها جمود طويل بين البلدين خاصة بعد إعدام الرئيس العراقي صدام حسين وما واكبه من اتهامات للسفارة الإيرانية في الأردن لما تمارسه من أدوار غير دبلوماسية؛ فلطالما تبدى تخوف واضح من الدور الإيراني في المنطقة؛ والذي عكسه تقرير صدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية في شهر آب من العام الحالي؛ حيث أوضحت نتائجه أن 54% من المواطنون يعتقدون بأن إيران تشكل تهديداً على الأردن؛ وهو ما اتضح أكثر عند عينة قادة الرأي التي بلغت 69% يعتقدون بأن إيران تهدد المصالح الأردنية.
أما التخوفات على المستوى الرسمي؛ فقد كشف ويكليكس مؤخراً إحدى الوثائق التي نقلت تصريحاً لرئيس مجلس الأعيان السابق زيد الرفاعي يرى فيه بأن الحوار مع إيران لن يفضي إلى نتائج، مبيناً أن الحل سيكون عسكرياً إذا ما حصلت إيران على سلاح نووي.
هذه التصريحات على لسان الرفاعي كما نشرته ويكيليكس أمرٌ سارعت الحكومة الأردنية في نفيه موضحةٌ أن ما تحمله هذه الوثائق يعكس تحليلات مسؤولين أميركيين وقراءاتهم فقط.
وأكدت في بيان أصدرته للرد على ما نشر؛ بأن موقف الأردن من الملف الإيراني ثابت، والذي أكد عليه الملك عبد الله أكثر من مرة، برفض أي عمل عسكري ضد إيران، والتحذير من النتائج الكارثية لمثل هذا العمل على أمن المنطقة واستقرارها.
هذه المؤشرات وغيرها تدلل على التخوفات التي تواكب عملية انفتاح العلاقات مع البلدين؛ وهو ما أكد عليه الكاتب السياسي عريب الرنتاوي في مقاله مبيناً أن التدرج والحذر مطلوب أثناء الانفتاح في العلاقات بين البلدين.
إلا أن مؤشرات أخيرة تمثلت بزيارة مشائي للأردن والإعلان عن قمة بين البلدين؛ أمرٌ سلط الضوء على أهمية انفتاح العلاقات بين البلدين وما يمكن جنيه من مكاسب نتيجة لهذا الانفتاح؛ فالرنتاوي أوضح أن بوسع الأردن أن يؤسس علاقات جيدة مع إيران لما للأردن من ميزة نسبية مقارنة بباقي الدول العربية؛ حيث لا توجد حدود مشتركة مع إيران قد تودي بنزاعات مستقبلية معها؛ كما أنه ليس في الأردن أقلية شيعية مؤثرة؛ وبالتالي فإن الأردن بوسعه تطوير علاقات جيدة مع إيران بعيدة عن التخوفات الأمني.
وهو ما أكد عليه الخيطان في مقاله حين أشار إلى أن المصلحة الأردنية تحتم فتح خطوط اتصال مع طهران؛ مبيناً أن سياسة الانفتاح بين البلدين ستساهم في تذليل الخلافات وتقريب المواقف.
تطور العلاقات بين إيران والأردن في الظروف الإقليمية الحالية تحكمها حسابات الفاعل العقلاني لكلا البلدين؛ إلا أنه مع ما يقرأه البعض في انفتاح في العلاقات تبقى التخوفات من المشروع الإيراني كائنة في أذهان قادة الرأي وفي حساباتهم اتجاه تطوير العلاقات بين البلدين.