انتشار إشاعات اختفاء الأطفال
بين الحقيقة والإشاعة، خيط من الطرافة، يمكنه أن يمد كتاب القصص بخيال واسع، وهذا بالضبط ما حدث مع قصص ثلاثة أحداث، غابوا عن بيوت أسرهم في الاسبوعين الماضيين.
وإثر هذه الغيابات، تفاقمت الإشاعات التي تتحدث عن اختطاف مدبر لهؤلاء الاحداث، تنظمه عصابات الاتجار بالاعضاء البشرية، تماما وكما لو اننا في فيلم هوليوودي، لكن احداثه تدور في المملكة، بخاصة بعد استمرار غياب ورد، طفل جديتا عن منزل ذويه من أكثر من 47 يوما، من دون العثور عليه، ما فاقم من حدة الإشاعات وألوانها.
قصة ورد واختفائه المثير للريبة، والتي ما تزال تؤرق الرأي العام الأردني، تدفع بمنسوب الإشاعة حول هذه الاختفاء الى الارتفاع، ومن ثم تنعكس على أي قصة تقترب في جزء من تفاصيلها من قصص الاختفاء، الى ان تحمل على هذا النحو.
مصادر أمنية، وتلاشيا لتفاقم تفشي الإشاعات حول غياب اطفال او احداث عن منازلهم ليوم او يومين، وتنطوي في اغلبها على تهويل وتضخيم، نفت مثل هذه الإشاعات، بخاصة وهي تنتشر مطلع هذا الصيف الساخن، وكانت انتشرت في أصياف سابقة من اعوام ماضية.
والفكرة المشتركة في جل الإشاعات هذه، تتحدث عن اختفاء اطفال بقصد سرقة اعضائهم البشرية، كما يقول مصدر أمني، رغم أن أسباب غياب مجمل الاحداث وبالذات الثلاثة الاخيرين في الاسبوعين الماضيين، كانت عادية، ولا تشير الى اي مما يثار من إشاعات حول غيابهم.
وبحسب المصادر، فإن مديرية الامن العام التي تعاملت في الاسبوعين الماضيين مع ثلاث حالات لاختفاء اطفال، اثنان منهم في الزرقاء وآخر في منطقة صويلح، تبين انهم عادوا جميعا الى ذويهم.
وفي توضيح الى "الغد" قالت تلك المصادر ان الحادثة الاولى كانت تتعلق بطفل تغيب عن منزله يوما كاملا، وهو من سكان صويلح، فأبلغ ذووه المركز الامني عن اختفائه، وبالتحقيق أكد والداه على انه يحيا ظروفا أسرية طبيعية، ملمحين إلى ان ولدهما قد يكون تعرض الى مكروه او عمل جرمي.
ونتيجة لعمليات البحث والتحري، تلفت المصادر الى أنه تبين لها، اعتقال طفل صويلح اثناء احدى حملات مكافحة التسول خلال وجوده عند احدى الاشارات الضوئية للاشتباه بتسوله، وأودع مركزا خاصا بالمتسولين تابع لوزارة التنمية الاجتماعية.
على جانب آخر، وفي منطقة حي جناعة بمحافظة الزرقاء، أبلغ عن غياب حدث، وباشرت الاجهزة الامنية في شرطة الزرقاء بالتحقيق في ملابسات اختفائه، في الوقت الذي تزامن فيه ذلك مع اختفاء طفل آخر في منطقة الغويرية، في المحافظة نفسها.
وبعد مضي يومين على اختفاء حدث جناعة، عاد الى منزله، وتم التحقيق معه ليعترف بأنه دخل في سبات عميق بعد تعاطيه مواد طيارة (آغو وتنر وبنزين) مع اصدقاء له، ليلة اختفائه ولم يستيقظ الا في صبيحة اليوم التالي.
قصة اختفاء طفل الغويرية اكثر غرابة وطرافة، إذ ابلغ ذووه المركز الأمني بتغيبه، وبدأت عمليات البحث عنه، ووجهت لوالديه في التحقيق، أسئلة تبحث عن احتمالات تغيبه، الا ان ما كان يدور في ذهنهما، هو اعتقادهما بفقدان طفلهما ضمن حادثة جنائية، نتيجة لما يتنامى الى مسامعهما من إشاعات عن قصص الاختفاء.
واثناء عملية التحقيق ورد اتصال هاتفي الى والدة الطفل، من ابنها الأكبر، يبلغها بالعثور على شقيقهم الغائب، وعند التحقيق مع الطفل، أفاد بأن أباه المتزوج من أمرأة اخرى، يقوم بضرب أطفاله جميعا مساء كل يوم.
وقال الطفل "إنه توارى عن عين والده في ذلك اليوم، لكسره قفل (زرفيل) باب غرفة النوم"، لتوقعه أنه سيتلقى عقابا من والده على فعلته، فقاده خوفه الى التواري فوق سطح منزلهم، ليمضي ليلته هناك"، ومن ثم عثور أشقائه عليه نائما هناك.
تنتهي قصص الغياب والاختفاء غالبا، ضمن هذه التفاصيل، وهي لا تحمل ما تبطنه الإشاعات من تهويلات وتضخيمات لا تمت الى الواقع بصلة، وفق المصادر، التي تقول إنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المفقودين لدى مديريات الشرطة والمراكز الأمنية، والذين عادة ما يرجعون الى أسرهم بعد يوم أو يومين، وقلة هم أولئك الذين يستمر غيابهم طويلا، مشيرة الى أن العثور على المتغيبين يغلق البلاغ عن غيابهم.











































